أراء ومقالاتالموقع

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» بطلوع الروح..داعش وأخواتها !

خلال ثلاث سنوات هي حقيقة تواجد ما يعرف بتنظيم الدولة “داعش ” على الأرض وتحديدا ما بين عامي 2014_2017 كانت نشرات الأخبار تمتليء بأخبار وصور وفيديوهات عن ذلك التنظيم الإرهابي والذي بدا أكثر تطرفا ووحشية من التنظيم الأشهر “القاعدة” ولكن داعش كان هو الأقرب جغرافيا حيث تواجد ما بين سوريا والعراق ونجح في السيطرة والتواجد، أثناء انفلات الأوضاع في تلك الدول وبدعم أجهزة مخابراتية عالمية لعدة دول تم استخدام  “داعش” في الصراع في منطقة الشرق الأوسط حسب صراع المصالح بين القوى العالمية، مثلما لخصه حوار الشيخ نصار مع عمر قبل اغتياله بحقيبه مفخخة! وهو من أهم مشاهد مسلسل بطلوع الروح.

المسلسل نجح في تقديم جزء عن فكر هذا التنظيم الإرهابي وأمراءه من خلال قصة درامية واقعية اقتربت من عالم “داعش” وأفكاره، بشكل مشوق جدا ونجح صناعه في الخروج من النمطية التي تواجدت في أعمال عربية سابقة تحدثت عن تلك التنظيمات الإرهابية، حيث بدأ من قصة حب متشابكة منذ أيام الجامعة بين الثلاثي روح وأكرم وعمر الذي تحول انكساره العاطفي إلى رغبة في الانتقام ! من تلك المرأة حتى لو بعد سنوات ! رغبته في الانتقام جعلته أحد أمراء “داعش”! وهو تفسير من بين تفسيرات عن كثير من الشباب الذين انضموا إلى تلك التنظيمات ووجدوا فيها وسيلة للهروب،من فشل أو قهر أو  إحباط أصابهم.

البداية السريعة للمسلسل والتي ادخلتنا إلى هذا العالم كانت ممتازة وجعلت الجميع يترقبون الأحداث وبالتأكيد كان في صالح المسلسل تناول أحداثه خلال 15 حلقة فقط، فلم نشعر بالملل، وظل محتفظ بإيقاع جيدجدا حتى النهاية.
خطر داعش أنه يختلف عن التنظيمات الإرهابية المتعارف عليها، انه ينتمي للحرب الإلكترونية عكس القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي نشأت بطرق تقليدية للدعوة اليها، فكان أكثرهم حداثة وتقدما واعتمد على استقطاب شباب على درجة كبيرة من التعلم.

من النقاط الإيجابية أن المسلسل ابتعد بشكل كبير عن الصراع الفكري بين تلك التنظيمات وركز على الشخصيات والبعد النفسي والإنساني لها ولذلك تفاعل الجمهور بشكل كبير مع روح وعمر وأكرم وأم جهاد، شاهدنا قصة إنسانية معبرة عن واحدة من مآسي حدثت فيما يسمى دولة الخلافة!

عنصر التمثيل لا يمكن إغفاله منذ الحلقات الأولى أمام مجموعة من الموهبين المخرجة كاملة أبوذكري  أحسنت إدارتهم، البطلة منة شلبي بدون مكياج وتعبيرات طبيعية وتلقائية هي أكثر الممثلات القادرات على توصيل مشاعر الشخصية التي تلعبها ومشهد النهاية كان معبر جدا عندما خلعت عباءة داعش وابتسمت وهي تتنفس الحرية، هو مشهد جيد إخراجيا أيضا وتألقت في أكثر من مشهد مثل مواجهتها الأولى مع أم جهاد في مكتب الحسبة وهي ما بين الحقيقة والكابوس الذي تعيشه ومحاولة الكذب عليها حتى تقنعها انها معهم ومشهد إبلاغها باستشهاد زوجها، مشاهد عديدة استحقت عليها الإشادة.

أحمد السعدني ممثل موهوب وبلا شك قدم واحد من أفضل أدواره، قدم شخصية محيرة للمشاهد هل هو يفعل ذلك عن اقتناع بهذا الفكر أم لرغبته فقط للانتقام ، وصل لذروة أداءه في مشهد بكاءه مع زوجته وهو يعترف بحبه لروح لا يمكن أن تصدق أن ذلك الشخص هو أحد أمراء داعش ! والعكس حينما يخطب في الميدان أمام أتباعه! ثم مشهده وتعبيرات وجهه وام جهاد تريد الزواج منه.

أيضا محمد حاتم من اكتشافات الموسم الدرامي ونجح في تقديم شخصية أكرم بشكل مقنع.

أما الهام شاهين المسلسل عودة جيدة لها وقدمت أداء جيد ولكن كانت هناك عصبية زائدة في عدد من المشاهد مثل مشهد أم جهاد وهي تعنف الأمير عمر على أخذه روح “سبيه له” ، الموقف العام للمشهد لا يمكن أن يحدث فيها هكذا حوار ! بدا الحوار غير منطقي وعلى الملأ وهما من أمراء “داعش” !! ووسط ميدان يتم تنفيذ أحكام الإعدام فيه!

المخرجة كاملة أبوذكري والاهتمام بالتفاصيل هو شغلها الشاغل رغم ما يكلفها ذلك من ضغط بسبب مدة التصوير ولكن النتيجة تكون في صالح العمل ومصداقيته مثلما شاهدنا عالم داعش وصورته لنا، الصورة كانت حاضرة بقوة في هذا العمل وتروي كثيرا عن عالم داعش مثلها مثل الحوار الذي جاء على لسان شخصياته.

لازالت أرى أن تقديم مثل ذلك المسلسل قبل عدة أعوام تأثيره كان سيكون أكبر، لتوضيح خطر تلك التنظيمات والتي اختفت إعلاميا رغم أنها لم تنتهي بنسبة 100% حيث تعيش زوجات ونساء داعش مع أطفالهن في مخيم ومصيرهم مجهول! وترفض كثير من الدول عودتهم! خوفا من أن يكونوا نار تحت الرماد، وبالتأكيد من بين هؤلاء النساء من هن مثل روح “مظلومة” ولا تنتمي فكريا لداعش وأخواتها وهي نقطة مهمة جدا سلط المسلسل الضوء عليها.

التنظيمات المتطرفة عموما هي ضمن سياسات دول عظمى مثلما ذكر “سيمور هيرش” رائد الصحافة الاستقصائية في العالم عن سياسة إعادة التوجيه لدى أمريكا، وكنت حضرت له قبل سنوات ورشة عمل تحدث فيها عن فظائع وفضائح الولايات المتحدة حول العالم وأرى وحشية داعش تشبه ما قاموا به.

اقرأ ايضا للكاتب : 

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عن فاتن أمل حربي..الدين والقانون في مرمى النيران

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» .. «المشوار» يواجه مطبات فنية

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عن الاختيار و«الكبير»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى