الموقعهلال وصليب

هل “المني” طاهر أم نجس كالحيض؟.. عالم أزهري يجيب لـ«الموقع»

كتبت- منار إبراهيم

قال الدكتور محمد عبد الجليل، الداعية الإسلامي ومن علماء الأزهر الشريف، إن الإنسان خلق من ماء مهين، هذه حقيقة أخبر بها القرآن، وعُلمت بالحس والتجربة، حيث قال تعالى: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) ، كما قال (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ).

واضاف الداعية الإسلامي لـ«الموقع»، أن هذا الماء الدافق المهين هو المني، وأجمع الفقهاء على أنه طاهر؛ ودل على طهارته، أنه روي عن عَائِشَةَ رضي الله عنها انها قالت: «وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيهِ»، ومعلوم أن الفرك لا يكفي لإزالة النجاسة، فهذا يدل على طهارته.

وأوضح أن هذا الماء أصل عباد الله المخلصين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وتأبى حكمة الله تعالى أن يكون أصل هؤلاء البررة نجسا.

واشار إلى قول الإسلام ابن تيمية: “وأما المني فالصحيح أنه طاهر، كما هو مذهب الشافعي وأحمد في المشهور عنه، و قيل: إنه نجس يجزئ فركه، كقول أبي حنيفة وأحمد في رواية أخرى، وقيل : إنه يجب غسله كقول مالك.

وأكد “عبد الجليل” أن الرأي الأول هو الصواب ، فإنه من المعلوم أن الصحابة كانوا يحتلمون على عهد النبي ﷺ ، وأن المني يصيب بدن أحدهم وثيابه، وهذا مما تعم به البلوى.

وتابع أنه إذا كان ذلك نجسا لكان يجب على النبي ﷺ أمرهم بإزالة ذلك من أبدانهم وثيابهم ، كما أمرهم بالاستنجاء، وكما أمر الحائض بأن تغسل دم الحيض من ثوبها ، بل إصابة الناس بالمني أعظم بكثير من إصابة دم الحيض لثوب الحيض .

واختتم حديثه قائلا: إنه لم ينقل أحد أن النبي ﷺ أمر أحدًا من الصحابة بغسل المني من بدنه ولا ثوبه فعلم يقينا أن هذا لم يكن واجبا عليهم، وهذا قاطع لمن تدبره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى