أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عقول “تُقلها دهب”!

لو لم أكن صحفيا، لوددتُ أن أكون عالما .. باحثا .. شغوفا بالمعرفة والاكتشاف والرغبة الدائمة فى الابتكار .. وياله من درب عظيم تسير فيه نحو خدمة البشرية وتحمل مشعل التغيير وحضارة التنوير .. و٣ من “رسل العلم” – وهم عينة من آلاف ينتظرون الرعاية ويتشوقون للتقدير – أنعشوا هذا الحلم ويدفعون القلم للكتابة عنهم ورصد عبقريتهم الفذة!.

أولهم، الفيزيائى الموهوب هيثم شعبان المتخصص فى تطوير المجاهر الضوئية فائقة الدقة، واستطاع أن يتوصل إلى تقنية خاصة بالخلايا الوراثية بإمكانها رؤية الخلية الواحدة الموجودة بجسم الإنسان عبر ميكرسكوب بسيط وطريقة رياضية متطورة جدا، وبتكلفة بسيطة وسريعة، ليتم اختيار “كنزه العلمى” بعد نشره فى مجلة “جينوم بيولوجى” ضمن أفضل ٢٠ بحثا خلال آخر ١٠ سنوات، وتسارع اليابان إلى تكريمه والاعتراف بنبوغه، الذى قد يؤهله إلى الفوز بجائزة نوبل للفيزياء عرفاناً بإنجازه النادر.

والثانى، الباحث المصرى أحمد دياب المتأهل لجائزة “ستيفن هوكينج”، بدراسته الطموحة عن امتصاص الأشعة فوق الحمراء من الشمس، وتخزينها لفترة طويلة لتوليد الكهرباء لمدة ٢٤ ساعة، وبصورة أفضل من الخلايا الشمسية ذاتها .. وبقراءة مشوار “ابن الفيوم” نكتشف شغفه بشخصية الدكتور أحمد زويل فى مرحلة ما قبل الإعدادية، ليواصل مشروعه ويبلغ نفس المكانة المرموقة التى حظى بها “فرعون نوبل”!.

أما الثالث، فاسمه عمر عثمان .. راسل إحدى الجامعات البريطانية للحصول على درجة الماجستير، ولم ينجح لعدم وجود ما يثبت أنه حاصل على الثانوية العامة والبكالوريوس، فقرر الالتحاق بمدرسة صيفية فى فرنسا، وإيمانا بإصراره وتميزه، وقع عليه الاختيار من بين أفضل ١٠ طلاب فى الرياضيات من مختلف دول العالم لكى يكمل دراسته وسط المعادلات الذكية .. ويتعلم اللغة الفرنسية عن جدارة إلى أن يجتاز الماجستير عن عمر ١٩ عاما، ثم ينال الدكتوراه ولم يتجاوز الـ ٢٢ عاما، ويتخصص فى الهندسة غير التبادلية بعد مناقشته أمام ٧ من كبار أساتذة الرياضيات بالعالم، منهم واحد حاصل على ميدالية فيلدز التى تعادل “نوبل”، باعتبارها

أهم جائزة على مستوى العالم فى علوم الحساب والهندسة.

– ونحن نغلق صفحة النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، تتجدد دعوتنا الحارة لمشاركة هذه العلامات المبهرة فى فعاليات المؤتمر، وانخراط مشروعاتهم وأبحاثهم فى جلساته كنماذج ملهمة للاستفادة منها مستقبلا وعلى أرض الواقع .. فهؤلاء هم الأجدر بالثقة وتكليفهم بإدارة ورش عمل قضايا التطور العلمى، انطلاقا من بصماتهم الحية وإسهاماتهم بالدليل والبرهان فى الارتقاء بأحوال الشعوب وكوكب الأرض بأسره!.

وأيضا هذه العقول التى تساوى “تُقلها دهب” مادة خصبة لأعمال الكاتب المهموم بالوطن يسرى الفخرانى، ليصنع منها ملحمة أكثر قوة ونضجا ووعيا مثلما صاغ فى رحلة كفاح “بطلات الأوليمبياد” التى يتعرف عليها الآن كل بيت وتشاهدها كل أسرة مصرية .. وإذا كانت الدراما قد آمنت بالرياضات المقهورة، ورفعت شعار إنصاف فتيات الألعاب المهمشة ترسيخا لمفاهيم العدل الاجتماعى والنزاهة الرياضية .. فالأحرى بها أن تُضاعف اهتمامها وتُكثف أضواءها على “ميكروسكوب” العلماء وإبداع العقول، لاسيما وأن هذه الفئة هى بالفعل القاطرة الحقيقية لأى تنمية، ومحور كل نهضة أو تقدم إنسانى .. ومن شريحة العباقرة يبدأ التحضر، وعندها ينتهى رخاء الأمم ورُقيها .. فنحن نعيش عصر “البروفيسور” بامتياز، وينبغى أن نبحر فى فصوله على مسرح “مؤتمراتنا الكبرى” .. وتمتلئ به “شاشاتنا الصغرى”!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» التعليم .. شرط فى «منتدى العالم»!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» “مُذنَّب” الخيال .. و”نُطفة” الاحتلال!

شريف سمير يكتب عن العام الأول .. ثمرة «الموقع» .. رائحة الصحافة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى