الموقعتحقيقات وتقارير

13 ساعة عمل يوميًا.. جامعة القمامة العجوزة: «لو نمت يوم هموت جوعًا»

فيتشر: إسلام أبوخطوة

في شوارع المطرية تجدها تترجل ببطء، تحمل على رأسها شيكارة بلاستك بها بعض القمامة من البلاستيك والحديد، بالرغم من تجاوز سنها الخمسين عامًا إلا أنها تواصل جهدها لتربية ابنها الوحيد.

هكذا هى السيدة فواكهة، التي جاءت من محافظة كفر الشيخ منذ 20 عامًا مع زوجها الذي يعمل أرزقي، وبعد سنوات قليلة توفي زوجها ليترك لها ابنا وحيدًا.

«لو نمت يوم هموت جوعًا».. قالتها السيدة العجوز، بعدما وقفت بعض الدقائق للحديث معنا، وتحاول أن تستعيد قوتها مرة أخرى، خاصة وإنها تظل لساعات طويلة تترجل في الشوارع دون راحة.

تستكمل جامعة القمامة حديثها وقالت إنها مثل غيرها من المواطنين الذين يكافحون من أجل لقمة العيش، وتحاول أن تستمد قوتها من نظرات ابنها لها بالفخر والعزة.

نرشح لك : «يا سوق مين يحكمك» رمضان السُفرة قُرديحي.. والعيد بلا أفراح «ملف الموقع»

لما الأكل بس عايزة 5آلاف جنيه شهرياً.. أمال باقى الالتزامات عايزة كام؟ تستكمل السيدة حديثها بغضب شديد، وقالت إذا قهر الرجال فى هذا الزمن تلمحه على وجوه المارة، فحسرة السيدات أبشع بكثير خاصة إذا كانت وحيدة بدون سند، فالجميع لا يشعرون ولا يدرون ماذا يفعلون ويسيرون وهم شاردو الأذهان، وتابع: «أنت ممكن تكلم حد وتلاقيه بياخد فترة علشان يشوفك ويرد عليك».

تصمت السيدة قليلاً وتتذكر سيناريو يوماً مرت عليها، حينما ذهبت لشراء مستلزمات منزلها من خضراوات ولحوم، قائلة: «طلعت ومعايا 1000 جنيه.. ورجعت بنص كيلو لحمة ونص المستلزمات اللى كنت رايحة أشتريها».

تصمت السيدة قليلاً وتعود قائلة: «تسوى إيه لما ابنك يقولك جعان وأنا واقفة قدامه مش قادرة أعمله حاجة.. ولا يقلك عاوز آخد درس خصوصى ومش معاك فلوس وتحس بتأنيب الضمير علشان لو فشل».

الدروس الخصوصية واحدة من أخطر الأزمات التى تحاصر أولياء الأمور، فجميعهم لديهم استعداد للعزوف عن الطعام والشراب لدفع مصروفات الدروس الخصوصية خوفاً على مستقبل أبنائهم، وقالت السيدة العجوز إنها كثيرًا ما تواصل العمل ليلاً ونهارًا من أجل احتياجات ابنها للدروس الخصوصية، وتابعت: لو هموت من الجوع واتكسر من الشغل استحالة اقصر معاه علشان نجاحه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى