الموقعتحقيقات وتقارير

«وهم فريجولي».. الكل شخص واحد بـ«ماسكات» متعددة .. «الموقع» يكشف

مرض نفسي .. يندر التعرف عليه .. و من يعانون منه لا يشعر بهم أحد

«سارة فوزي» : فيلم أسيرة إنتاج طلاب «إعلام» هدفه نشر الوعى بأهمية الصحة النفسية

كتبت – أميرة فوزى

ظاهرة مرضية نفسية تظهر عند الشباب وكبار السن ولكن في الأغلب تظهر عند كبار السن من لهم تاريخ مرضى متعلق بالمخ والأعصاب أكثر، فأحياناً قد تقابل بعض الأشخاص وتجدهم يخافون من وجودك دون أى سبب واضح، وأحياناً تجد شخص غريب عنك فجأة يجرى وراك ويطاردك دون أى مبرر مقنع، وفي بعض الحالات تجد هؤلاء الأفراد يرفضون التعامل مع المحيطون حولهم وينفون قرابة بعض الأشخاص القريبين منهم مثل الأم أو الأب أو أحد الأصدقاء على الرغم من قربه الشديد منه ولكن الشخص المصاب فجأة يتجنب هذا الشخص ويصاب بوجدان هوية عاطفية.

وهنا يطرح في أذهاننا تساؤلات ومنها ” لماذا يتعرض هؤلاء لهذه المخاوف الغير واضحة السبب؟ ولماذا البعض منهم يسبب الأذى لبعض الأشخاص دون أن يسببون له ضرر يذكر؟.

وفى جولتنا بداخل القسم النفسي بالقصر العينى قابلنا والدة فتاة تجلس على سلم القسم شاردة الذهن وتبكى في استحياء وتناجى ربها في صوت خفي داعية المولى لشفاء ابنتها «الموقع» تساءل ما الذى تعانى منه تلك السيدة؟ وما هو السبب الخفى وراء ما تعانيه؟.

أعربت لنا حسناء ياسين والدة ياسمين محمد 20 سنة طالبة جامعية توقفت عن حياتها الدراسية نتيجة معاناتها من صدمة نفسية أدت إلى تعرضها للعزلة والصمت التام والخوف من التعامل مع الآخرين “ياسمين” ترى كل من يتعامل معها في صورة أخوها المتعنف معها دائماً وتحاول الهروب من التعاملات مع الآخرين ” ياسمين” ضحية عنف أسرى.

ومن جانبها قابلنا ابن الحاج حسين محمد أحد المرضى بالقصر العينى أشار لنا قائلاً ” لقد مر والدى بسكته دماغية نتيجة أحد المشاكل العائلية ومن بعدها بدأ يظهر عليه النسيان والزهايمر ورعشة فى كل أطرافه ويتعصب علينا ويكسر كل شئ أمامه وعرضناه على طبيب هو من وجهنا إلى هنا وتم تشخيصه بأنه يعانى من إضطراب إدراكى وهلوسة بصرية”.

كما قابلنا السيد أحمد وزوجته التى تعانى من وهم “فريجولى” قال إن “زوجتى ترانى بأنى شخص غريب عنها ودايماً رافضة التعامل معى و تغلق عليها باب حجرتها حين تواجدى في المنزل واحياناً تنادينى باسم والدها إلى أن قمت بعرضها على مريض نفسي وتم تشخيصها أنها تعانى من “وهم كبجراس”.

لذلك قرر « الموقع» التعرف على مبرر واضح لما يتعرض له بعض الأفراد المحيطون بينا من اضطرابات نفسية قد تؤذيهم وتسبب ضرر لهم وللآخرين من المقربين في محيطهم… فإذا كنت مستعد لتعرف أكثر تابعنا في سطورنا التالية.

أوضح دكتور وجدى إبراهيم مستشارى09 قال إن ” هناك بعض الأشخاص المحيطين بيننا في كل مكان يعانون “بوهم مرضى ” ويعد من أحد الأوهام والأمراض النفسية الغريبة ويعرف بـ”وهم فريجولى”.

ويعتقد الشخص المصاب بهذا المرض إن كل الأشخاص المحيطون به هم “شخص واحد” يتنكر في كل الشخصيات المحيطة به و غرضه أن يؤذيه.

فضلاً عن شعوره بأنه يضطهده باستمرار ويرتبط المرض بالهلوسة البصرية والهلوسة السمعية والأوهام، ويرجع سببه لتعرض هذا الشخص لصدمات نفسية شديدة أو إصابات بالرأس أو الخرف مما يؤدى به إلى إضطراب في الإدراك والوعى لديه.. وهذا الشخص المصاب مع الأسف يرى أن كل المحيطين به هم شخص واحد ولكن متنكرين، ولا يدرك بأنهم أشخاص متعددين،مؤكداً أن هذه الحالات يمكن علاجها من خلال ( عقاقير طبية – وعلاج نفسي إدراكي من خلال توعية المريض).

وقال الدكتور وجدى إنه يذكر في أثناء عام 1927 حدث موقف غريب من نوعه وهى نفس السنة التي تم اكتشاف المرض فيها لأول مرة حيث قامت فتاة بتقديم بلاغ ضد ممثلتين أنهم يطاردونها باستمرار متنكرين في كل الأهل والأقارب المحيطين بها وهنا تم تشخيص الحالة بـ”إضطراب فريجولى”.

فضلاً عن ارتباط “وهم فريجولى” ارتباطاً وثيقاً بمتلازمة تسمى بـ”كابجراس” بمثابة اضطراب نفسي تم تشخيصه في علم النفس بأنه يرجع لوجود خلل في الإدراك وتخيل الشخص المصاب أن كل شخص يتعامل معاه هو نفس الشخص الذى يفكر فيه.

ومن هذا المنطلق يرجع تسمية المرض بـ”وهم فريجولى” نسبة إلى الممثل الإيطالى “ريوبل فريجولى” المشهور بسرعته الجبارة في تغير مظهره والتنكر المتعدد على المسرح.

وأكدت دكتورة سارة فوزى بكلية الإعلام جامعة القاهرة في تصريح خاص لـ «الموقع» أن “فيلم أسيرة” إنتاج فريق عمل من شعبة إعلام إنجليزى وهم أصحاب فكرة الفيلم المتميزة فخلال مناقشتى معهم داخل محاضرة مادة دراما عرضوا فكرتهم وجذبتنى بالفعل وطلبت منهم تقديمها في شكل درامي مع مراعاة كل جوانب الدراما التى تساعد في نشر الوعى وبالفعلم تم إنتاج “فيلم أسيرة” على يد فريق العمل الذى يتكون من ” أميرة إسماعيل ومرفا مجدى وحسن أشرف وسارة إسماعيل …وغيرهم” ونتمنى أن يظل الإعلام واعى بمدى أهمية نشر الوعى الثقافى والعلمى والصحى النفسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى