الموقعتحقيقات وتقارير

هشام أبو هواش.. فلسطيني ينتزع حريته من سجون الاحتلال بأطول إضراب في تاريخ الأسرى

كتبت-فاطمة عاهد

احتفاء مهيب، زين صفحات أهالى الأسرى الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتصار نجلهم هشام إسماعيل أبو هواش في معركة الأمعاء الخاوية، على قرارات الاحتلال التعسفية ضده، ببقاءه تحت بند الاعتقال الإداري في إحدى المستشفيات التابعة للسجون، ورفض الإعلان عن التهم الموجهة إليه بدعوى سريتها.

انتصر هشام أبو هواش صاحب أطول إضراب في تاريخ أسرى فلسطين، الذي امتد لـ141 يوما، دون تناول الطعام، والعيش على محلول ماء مخلوط به الملح والسكر بنسب 5 في المائة، و12 في المائة، على التوالي، حتى يظل على قيد الحياة. ويبدأ الأسرى الاعتقال بعد تعنت سلطات الاحتلال ضد الإفراج عنه تحت مسمى الاعتقال الإداري، وسرية ملف التهم التي ارتكبها.

الأسير منتزع حريته “أبو هواش” صاحب الـ40 عام، يعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد أكبرهم 12 عام وأصغرهم عام وشهرين، لجأ للإضراب عن الطعام عقب تعنت سلطات الاحتلال معه، ورفض التماس قدم من قبل محاميته لوقف اعتقاله إداريا، والاطلاع على ملف قضاياه السري، لكن النياية العسكرية الإسرائيلية أصدرت قرار بعدم فتح الملف قبل مرور عامين على تاريخ اعتقاله، بحسب حديث شقيقه لـ”الموقع“.

قضى البطل الفلسطيني حوالي 30 يوم من الإضراب في إحدى الزنازين الانفرادية داخل سجن عوفر، ومن ثم تم نقله إلى المستشفى العسكري، رفقة 4 من الأسرى المضربين وهم شادي أبو عكر، وعياد الهريني، وعلاء الأعرج، في عيادات سجن الرملة، أصيب خلالها بنوبات من النقص الحاد في مستوى البوتاسيوم بجسده الذي فقد الكثير من وزنه خلال معركته لنيل الحرية.

على الرغم من صعوبة الإنهاك الذي ألم بكل جسده، وعدم قدرته على الحركة، وتناول ولو قدر قليل من الماء، وآلام في المفاصل وفي الرأس، واختلاف معدل نبضات القلب ما بين وارتفاع شديد وانخفاض، وتعرضه لإغماءات كثيرة خاصة في آخر أيام إضرابه، إلا أنه لم يستسلم أو ييأس حتى في أحلك أوقاته.

اعتقل “أبو هواش” مرتين متتاليتين، الأولى لمدة 28 شهر متواصلة، والأخرى 18 شهر، وبعد ذلك اعتقل للمرة الثالثة. ظل 70 يوما في الإضراب دون أي عروض مقدمة من الاحتلال، ثم امتد الأمر ليصل إلى 141 يوم، ازدادت محاولات السلطات وقتها بتغذيته جبريا.

نرشح لك : أبرزها تداعيات كورونا والتعليم..«الموقع» ينشر المحاور الأساسية لمنتدى شباب العالم

نكلت به إدارة السجون الإسرائيلية، فأبقته في زنزانة انفرادية، مرتفعة الرطوبة، تغيب الشمس عنها طوال الوقت، تعرف الحشرات طريقها إليها بسهولة بالغة، لتلدغ جسده المنهك في كافة مواضعه. معاناة مضاعفة عاشها الأسير بسبب مرض نجله الصغير بالفشل الكلوي، ورفض سفره للقدس لتلقي العلاج.

تدهورت حالته الصحية حتى إنه أصبح غير قادر على ارتشاف قطرات من الماء المخلوط بالمحل والسكر، فغرست الإبر في يديه لإمرار المحلول لجسده، وسط تكهنات بإصابته بالفشل الكلوي الذي يعد مرضا وراثيا في عائلته، حيث أصيبت به ولدته ونجله صاحب الست سنوات، الذي كان أحد “كروت” التهديد التي استخدمها الإسرائيليون ليوقف الأسير إضرابه، لكن كانت جهودهم هباء منثورا.

‏”منعوه من الاستحمام بدعوى فقده الوعي، ولا يخرج للساحة ليتعرض للشمس في ظروف عيش غير إنسانية”.. كانت تلك الكلمات جزء من خطة سلطات الاحتلال لإثناء الأسير عن معركته التي قرر خوضها، كما منع نقله إلا بوجود تقرير طبي يفيد بتوقف قلبه. سلسلة من القرارات المميتة التي اتخذت في حقه لتهديده للتراجع عن موقفه.

‏عاش ذويه معاناة كبيرة، مثلا خلالها رسائل الهواتف أو رنينها لهم ذعر مطلق، يلتقطون أنفاسهم بصعوبة لحظة سماعها خوفا من إبلاغهم بخبر وفاة شقيقهم في أي لحظة، وعلى الجانب الآخر يهرولون يمينا ويسارا ليتلقى نجل شقيقهم علاجه، ويجري عملية بسبب تعرضه للفشل الكلوي؛ لأن السلطات ترفض نقله لأي من المستشفيات؛ لأن والده أسير إرهابي من وجهة نظرهم.

عاش أبناء الأسير أشهر صعبة من تفريقهم عن بعضهم حيث تولى كل شقيق من أشقاء “هشام أبو هواش” رعاية طفل من الأربعة، في حين أن زوجته تحمل الخامس بين يديها إلى كافة الجهات والمستشفيات ليتلقى علاجه. لم يتمكن الاحتلال من النيل من أسير الحرية، واضطرت السلطات الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عنه بتاريخ 26 فبراير المقبل، على أن يبقى فى مستشفى اساف هاروفيه قرب تل ابيب حتى موعد الإفراج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى