خارجي

هجوم كركوك.. خطر داعش يعود من جديد للعراق

كتب – أحمد عبد العليم

في محاولة من تنظيم داعش الإرهابي، لإحياء نفسه وإعلان تواجده في العراق مرة أخرى ، من خلال عمليات نوعية تقوم بها فلول التنظيم الإرهابي، وقعت أحد أكبر العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم خلال عام 2022.

وتأتي العملية الإرهابية، التي نفذتها عناصر تنظيم ، قبل عدة أيام من الذكرى الخامسة لإعلان النصر على داعش في 10 ديسمبر 2017.

أطلّ «تنظيم داعش» الإرهابي بهجوم إرهابي جديد، استهدفَ الشرطةَ الاتحادية العراقية في محافظة كركوك. الأحد 18 ديسمبر 2022، وأسفر الاعتداء عن مقتل 9 من عناصر الشرطة عندما هوجمت آلية كانت تقلُّهم في المنطقة الواقعة بين قريتي صفرة والشلالات، التابعتين لقضاء الحويجة، غرب كركوك.

ويُعدّ هذا الهجوم، الذي تبنَّاه «داعش» من بين الهجمات الأكثر دموية التي شنّها التنظيم في الأشهر الأخيرة داخل العراق، كما أنَّه يجدّد عمليات التنظيم، إذ يأتي بعد 4 أيام من هجوم مماثل، شمال بغداد، أدَّى إلى مصرع ضابط كبير في الجيش، واثنين من الجنود.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول: «في عمل إرهابي جبان، استُشهد ضابط برتبة رائد وعدد من المنتسبين بانفجار عبوَّة في دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية – اللواء الآلي الثاني، بقرية علي السلطان بناحية الرياض في كركوك».

وأفاد مصدر أمني في كركوك بأنَّ الهجوم رافقه اعتداء «مباشر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة» في قرية شلال المطر، التي تبعد 65 كيلومتراً عن مركز محافظة كركوك، قائلاً: «قتلنا أحد عناصرهم المهاجمة، ونبحث عن العناصر الأخرى».

ناقوس خطر:

تكرار وقوع عمليات ينفذها داعش في عدد من محافظات العراق التي كان ينشط فيها سابقا إبان سيطرته على مناطق واسعة من البلاد ما بين العامين 2014 و2017، يشكل ناقوس خطر من عودة التنظيم الإرهابي.

وعلى الحكومة العراقية، مراجعة الخطط الأمنية وتوسيع رقعة العمليات الاستباقية الاستخبارية والعسكرية ضد أوكار التنظيم وخلاياه النائمة في العديد من المناطق التي تتواجد فيها فلول داعش، ولا سيما في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، والتي تنتشر عادةفي مناطق التماس ما بين القوات الاتحادية العراقية وقوات البيشمركة الكردية في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى، وعبر الحدود العراقية السورية.

وقوع مثل هكذا حوادث مؤلمة يعود بالدرجة الأولى مع الأسف إلى الغفلة والتهاون بالنسبة لبعض القطعات العسكرية، مما يتيح حصول ثغرات ينفذ منها إرهابيو داعش لتنفيذ عملياتهم الدموية هذه، فضلا عن عدم تنشيط المعلومات والمتابعة الاستخبارية والأمنية الحثيثة وباستمرار وجدية في مساحات واسعة من المناطق التي كان يتواجد فيها الإرهاب

عدم تتبع تحركات داعش كما يجب ورصد خطوط إمداداته، أنعش تواجده في مناطق عراقية عديدة مثل محافظة كركوك، علاوة على أن تحرير الصفرة وهي المنطقة التي وقع فيها هذا الهجوم، وكما هي حال مختلف مناطق قضاء الحويجة، تم على يد فصائل مسلحة وليس على يد قوات أمنية مهنية وحرفية، لذلك بقيت العديد من تلك المناطق تعاني من وجود بقايا شراذم الإرهاب

العراق شهد هذه الأيام احتفاليات يوم النصر والقضاء على داعش، لذلك كأن داعش عبر هذا الهجوم الدموي يتحدى الدولة والأجهزة الأمنية، ويوصل رسالة مفادها أنه موجود ولم يتم القضاء عليه تماما، وهذا مؤشر خلل وتقصير يحسب على الجهات الأمنية التي لم تكمل مهمتها بشكل تام في القضاء على نقاط تواجد الإرهاب على كامل مساحة العراق، حيث لا زال خطره محدقا بين الفينة والأخرى، مما يتطلب توخي الحذر ومضاعفة جهود مكافحة الإرهاب ومتابعة تحركات الدواعش وخلاياهم النائمة في كل مكان لاستئصال مكامن الخطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى