أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن ياسر رزق.. علي الدرب نسير

حين يرحل عزيزٌ نعلم رجاء ماعند الله أنه في ضيافة الله وفي رياضٍ تحفه ملائكة الرحمة، ويستبشر بما يرى من نعيم الله له.نعلم بحسن ظنّنا بخالقنا أنه مجزيّ بعمله الخيري الوطني

الرحيل هو الدرس الذي يهذب نفوسنا من النسيان والطغيان.. هو الذي يعيد إليها اتزانها كلما نسينا طبيعة الحياة، وحقيقة وجودنا فيها، وحتمية النهايات.

‏كان خبر رحيل الأستاذ ياسر رزق مزعجًا ومؤلماً
لم يكن الرحيل ألما فحسب،بل هو دروس تمنحنا الكثير من التأملات،فإما أن نأخذ منها ما يضيف ويثري،وإما أن نكتفي بالبكاء والعويل،ثم نعود إلى سيرتنا الأولى.

‏كلما رحل منا أثيرٌ على نفوسنا انفتحت لنا أبواب للحزن، وأبواب للفهم.. نعم نحزن على رحيله أشد الحزن، لكننا نعرف عنه ما لم نكن نعرفه كما يجب من مودة وصدق..

لم نكن نعرف ما نعرفه الآن عن معنى وجوده بعد الغياب.. و معنى صمته بعد البيان.كان ياسر رزق رحمه الله جامعة من الوعي الحصيف، والفكر النظيف.. لم يكن يتعصب لرأي، ولا ينحاز إلى لعلم دون سواه

‏وها قد رحل سليل الكرام وبدر الظلام وكريم البررة ووضيء السَّفَرة بعد حكايات مع الابتلاءات ومعاناة مع المرض التي صنع منه روحًا قوية قرّبَته من ربه،وأدهشت العارفين به، والسامعين عنه إذ أكرمه الله بمرض السرطان

وأبدى صبراً وتجلّدًا عجيبًا،وخاض محنته متسلحًا بإيمانه بربه،ثم بدعوات محبيه، ولكن أبي الله إلا أن يصطفيه، يناديه إليه، فيلبي النداء بوثبة روح ،وسكتة قلب، ثم يصعد، ويصعد.

‏كان رحمه الله أسطورة من أساطير زمنه في النقاء والكرم والصدق والإيثار وفي مهنيته ونبوغه ، وما عرفت أحدا اجتمعت فيه خصال الخير. ‏لو سردت بعض مآثره لفاضت أعينكم بالدمع،وامتلأت قلوبكم بالإعجاب بزين الرجال
الذي آثر البِرّ على ملذات أترابه، وعرف ربه والطرق الموصلة إليه حق المعرفة

لا تسألوني!…. سلوا عنه من عمل معه وعاشره وخالطه.. سلوا عنه أعمال البر… سلوا أحبابه المقربين.. سلوا عنه أولئك المجهشين بكاء…. لِمَا كل هذا البكاء؟!

‏عزاؤنا أن لله رحمات لا نحيط بها نحن البشر، ومن رحمته ما تجري له الدموع، وتتوجع له القلوب، غير أن إرادته سبحانه تقضي بالأفضل علمنا أم لم نعلم.وحسبنا أن نتعلم من الفقد قيمة البقاء، فنزداد وفاءً للمفقود، ومبادرة إلى الخيرات، واستعدادًا للرحيل بصالح العمل، وناصع الأمل.

‏في الفقد تربية للفؤاد،وتنبيه للعباد،بأن لكل بداية نهاية،ولكل نهاية بدايات مشرقات،

وها قد ابتدأت حياة أخرى في الدار الأخرى لفقيدنا الأثير

فهنيئًا له فخامة الدار،وحسن الجوار،وطيب القرار.

رغم صغر عمره إلا أنك تكاد أن تجزم أنه شيخٌ جاوز السبعين بحسن سمته وسمعته وكريم خُلقه وناضج رأيه.

‏رحل ياسر رزق وبقيت وطنيته فى صدور المصريين تنتتقل من جيل إلى جيل فإلى رحمات الله يارجل ونحن على دربك نسير. فنم وارتاح

غفر الله له ورحمه رحمة الأبرار وأسكنه مع الأخيار وأنزل على قلوب زوجته وأولاده وجميع ذويه السّكينة والطّمأنينة وجبر مصابهم وربط على قلوبهم وجمعهم بالفقيد في جنّات النعيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى