أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن اغتيال العقل النفسي العربي

مما أرى و أسمع من عجائب الطروحات و تفسير وتحليل للظواهر بأنواعها بإسم العلم و الدّين، أتسأل ماذا يحدث؟ماذا دهى القوم؟،هل تم ضخ بعض العناصر السّمية المجهولة التي تضرب العقول مباشرة ف الهواء و الطعام حتى لا يعي الإنسان العربي ما يقول؟،انهيار كامل للعقل و المنطق و الموضوعية ! ‏لا أُبالغ إذا قُلت أن منظومة الأفكار في بعض العقول العربيه هي مطبوعة أو موجودة بالضرورة أي طبعتها الظروف في العقل اللاواعي العربي خارج المنطق ووحدة الهوية، مما يعني أنها أفكار تحت المنطق وأولويات التفكير العقلاني لأنها مُمكنة الوجود،ربما تكون أفكار لا يُعتد بها ولا تستحق الحبر المسفوك!

أعلم تمام العلم.. أن الوعي العربي تم تجريفه منذُ قرون حتى طُبع فيه تصورات شاذة للمفاهيم و الأفكار ، فالقوالب الفكرية هي من تؤطر العقل و لا تجعل له حيزا

حرّاً للوصول إلى الإبداع و النظرة الناقدة. الأشد من ذلك أن التراث الجمعي لفكرة ما، غالباً ما تكون مقدسة هي من تخلق المعضلة لهم من لا شيء. فأصبح العقل العربي أسير لثقافة يهندس شكلها ومضمونها إرهاب الأكثرية، الذي يحتكر الحقيقة المطلقة، ويدخل الإنسان بدائرة مغلقة تُجسد الخير في داخلها والشر في خارجها

مما لاشك فيه أن العقل العربي مُبدع و خلاّق لكنه مُنهك ومُثخن بحمولة التاريخ حتى أصبح عقل شيزوفريني فاقد للهوية.. فدائماً ما ينتابني ريبة و شكوك في بعض العقول العربية،وهي شكوك مُبررة حتى لو كان هذا العقل مُخترع نظرية الكم، لأني دائماً أخذ في الاعتبار معاناة هذا العقل البائس! مهما قام بعرض نفسه في خطب رنانه فترف و ألمعية المُفردات اللغوية التي لا تتسق مع السياق أو الحدث لا تسمن و لا تٌغني من جوع،أظّن ذلك و ربما أكون مُخطئ أنها محاولة لتجاوز المأساة و التهوين من فدّاحة الخطّب الجلل،لا يمكن لكل أدوات النحو و اللغة أن تُغطي شمس الحقيقة بغربال ما نتج عن غربلته هو إبتكار اللاوعي العربي. ‏‏مشكلة العقل العربي أنه أسير في مرحلة (الاعتقاد)، ولا يملك القدرة على أن يتخطاها إلى مراحل لاحقة، قد تثبت أو تبطل ما اعتقده، فقد سَلّم عقلَه لمن يفكر عنه، ونتيجةً لذلك تراه يختزل كل مراحل التجربة الحياتية في الاعتقاد،

الذي يسمو به إلي الإيمان، فتوقفت حركة العقل العربي عن الإجتهاد وصناعة الرؤية النظريّة و الواقعيّة في كل المجالات وأصبح التذبذب والإضطراب هو سيّد الموقف حتى في أشدّ مراحلنا صعوبة و تعقيدا . فهو عقل مُعتقِد ومُؤمِن دون معرفة.‏فأصبح العقل أمام عدد لا نهائي من الاحتمالات القادرة على التخلّق والتشكّل باستمرار، وهو ما يعني ضرورة مواكبتها وملاحظة متغيراتها الدائمة.

نرشح لك

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن الجنرالان المصري والإسرائيلي والمركز الأول 

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن عيد القضاء المصري

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» .. سعينا الصحيح للتجديد والتصويب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى