أراء ومقالاتالموقع

‎نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» التضحيات الصامته

‎نشارك في حياتنا التضحيات الصغيرة والكبيرة، ولكن هناك تضحيات نقوم بها دون أن يعلم أحد بذلك. هذه التضحيات الخفية التي لا يتم التركيز عليها تكون الأقسى بالنسبة لنا. فقد نتنازل عن وقتنا وجهودنا الشخصية لرعاية الآخرين، قد نستغني عن شيء مهم لأجل شخص آخر، أو نتحمل المشاعر العاطفية والعبء النفسي من أجل أن نكون داعمين لمن نحب
‎‏هذه التضحيات الصامتة تأتي من قلوبنا وتعكس قوة وعمق حبنا ورغبتنا في خدمة الآخرين. فتلك اللحظات التي نختار فيها الابتعاد عن أنانيتنا ونفتح قلوبنا لمن حولنا هي التي تشكل جمال الروح وتعزز الروابط الإنسانية.لذا، لنتذكر أن التضحيات التي لا يعلم بها أحد هي الأقسى ، لكنها تأتي بثمار جميلة من السعادة والارتياح والرضا الذاتي. لنواصل تقديم الدعم والمساعدة للآخرين دون أن نتوقع الشكر أو الاعتراف العلني. قد يكون ذلك صعبًا في بعض الأحيان، لكن القليل من العطاء بدون انتظار المقابل يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في حياة أشخاص آخرين، وقد يجلب لنا السعادة العميقة التي نبحث عنها.

ولكن إعلم ‏أن التضحيات التي تقدمها على حساب مشاعرك لن يقف لك أحد ويصفق بحرارة على قتلك لذاتك ،سيمضي بك الوقت وتكتشف أنك قدمت الكثير من الظلم لذاتك ..وفي نهاية المطاف أنت محاصر بلا أحد ..لا أحد يقاسمك مرارة الشعور ..ولا أحد يجازف بالوقوف مع أبسط إحتياجاتك.‏في لحظة إدراك ما ستكتشف أنك كنت تركض في الإتجاه الخاطئ ،وتسعى نحو من لا يسعى إليك، وتعطي من لايستحق، وتصنع المعروف في غير مكانه ؛ وأنك فعلت الكثير لمن لم يفعل لك الشيء اليسير، وأن كل التضحيات التي قدمتها قد ذهبت سدى، والحقت بك أضرار طويلة المدى.‏وعلي الرغم من ذلك لا تؤلمنا التضحيات فقد إعتدنا عليها، ولا يُحزننا كونُنا الطرف المُبادِر دوماً فنحنُ نصون الود ، لا يوجعنا التشبّث رغم هشاشة أيدينا ولا الثبات رغم انحناء كل شيء فينا.. ما يؤلمنا فقط أننا في عِز أحزاننا وذروة تعبنا لم نجد كتفاً واحد نرتمي عليه بكُل ما أوتينا من ثقل..

ولكنها مشكلةُ التضحيات..تولد في الخفاء وتموت في الخفاء،حيث لا يعلم عنها من بُذلت لأجله، وكلما وجّهت إليها النورَ أظْلَمتْ، ولربما ألبستها ثياب المنة وأنت لا تشعر، كُتبَ عليها أن تكون في الخفاء، أما جزاؤها فلا يليق به إلا أن يكون في السماء!

ولكن رأيي أنا الشخصي ‏…إن ضحّيتَ بمبادئك أو قِيَمِك لأجل من تحب،فأنت لا تُحبّ إلا نفسك!

وإنّك واقع لا محالة تحت أسرِ هوى نفسك،قد تضحّي بما تحب لأجل من تحب ولكن من دون المساس بقِيمِك أو مبادئك لأنك حينها تغدو بلا قيمة مهما كانت الظروف…ما أنت إلا جسد هالك متخاوٍ لولا قِيمُك ومبادؤك الدينية والتربويّة..

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عشنا وعلمنا

‎نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الحياة الثمينة

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» فتنة التطرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى