كتب- أحمد إسماعيل علي:
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إننا رغم رؤيتنا لصور مصافحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على هامش فعاليات القمة الأمريكية- الأفريقية الثانية، بواشنطن، لكن لم نعرف إن كان دار بينهما حديث عن سد النهضة، إذ لم ينشر أي شيء بهذا الخصوص.
وأضاف: “لكن رأينا تفاصيلاً أكثر عن لقاء الرئيس مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وأنهما تحدثا عن سد النهضة، وأكد الرئيس السيسي كما يؤكد دائما في الداخل والخارج على أن مصر تهدف للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لصالح الدول الثلاث”.
وتوقع خبير الموارد المائية، أن يكون هناك تحركًا أمريكيا خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا أن الصين بدأت تتحرك، لافتا إلى وجود تنافس أمريكي صيني على مستوى العالم، وخصوصا في القارة الأفريقية.
ولفت “شراقي” في هذا السياق إلى انعقاد القمة الصينية- العربية منذ أيام قليلة في الرياض، قبل التئام القمة الأمريكية- الأفريقية الثانية، بواشنطن، مباشرة؛ حيث حضر الرئيس السيسي في القمتين.
وأوضح أن الصين بدأت تتحرك، والرئيس السيسي، ذكر موضوع سد النهضة في هذه القمة وبالتالي هناك احتمال وارد أن تتحرك بكين، كما أن أمريكا تدرك أن دخول الصين في ملف السد الإثيوبي، سيكون على حساب نفوذها وتأثيرها، وبالتالي هناك تنافسًا بين القوتين الآن.
وتساءل: هل أمريكا ستحاول إيجاد حل لملف سد النهضة؟؟ قائلا: لو حصل ذلك سيضاف لأمريكا، إلا لو الصين هي من سبقت وحققت هذا الحل.
وقال “شراقي” إن الصين في العقود الماضية، لم تكن تتحرك بصورة واضحة على مستوى العالم، وكانت منشغلة بتقوية اقتصادها وجوانب أخرى، وكانت تاركة العالم كله لأمريكا وروسيا.
ورأى الخبير المائي، أن الصين الفترة الأخيرة بدأت تتواجد على الساحة العالمية، وأول مرة تعقد قمة عربية – صينية، في الرياض، وبالتالي التنافس الأمري والصيني موجود. لذا قد يحفز هذا أمريكا كي تتدخل في موضوع سد النهضة خلال الفترة المقبلة.
وكان قد أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، على أهمية التوصل إلى “تسوية دبلوماسية بشأن سد النهضة” في إثيوبيا “وبما يصون مصالح جميع الأطراف”.
وطلب السيسي من الولايات المتّحدة المساعدة في الضغط على إثيوبيا للتوصّل إلى اتّفاق بشأن سدّ النهضة، المشروع الكهرمائي الضخم الذي ترى فيه القاهرة تهديداً “وجودياً”.
وفي خضمّ زيارته لواشنطن لحضور القمة الأمريكية-الإفريقية الثانية، أثار السيسي ملف سد النهضة الإثيوبي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال السيسي للوزير الأمريكي “هذه مسألة حيوية ووجودية للغاية بالنسبة لنا. ونشكر الولايات المتحدة على دعمها واهتمامها”.
وأضاف أنّ “التوصّل إلى اتفاق ملزم قانونًا يمكن أن يحقّق شيئًا جيدًا وفقًا للمعايير والأعراف الدولية. ولا نطلب أيّ شيء آخر غير ذلك”. وتابع “نحتاج إلى دعمكم في هذا الشأن”.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان عقب الاجتماع إنّ بلينكن “شدّد على أهمية التوصّل إلى تسوية دبلوماسية تحمي مصالح جميع الأطراف”.
ويمثّل السدّ المقام على النيل والذي تبلغ قيمته 4,2 مليار دولار وسيكون الأكبر في إفريقيا، مصدر توتر شديد بين إثيوبيا ومصر وكذلك السودان.
وتخشى مصر التي تعتمد على النهر في 97% من مياه الري والشرب، أن يقلّل السدّ من إمداداتها المائية الشحيحة أصلاً.
