الموقعهلال وصليب

مع وقوع الجرائم في مجتمعنا يوميًا.. ما هو المنهج النبوي في التربية؟ الشيخ العواري يجيب لـ«الموقع»

كتبت- منار إبراهيم

قال الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، إنه إذا كان التربويون قدح زناد الفكر في وضع منهج تربوي تنضبط به الشخصية الإنسانية، فإن النبي ﷺ سبق هؤلاء بأكثر من 14 قرن من الزمن فوضع أسس التربية لمقومات الحياة.

وأوضح عميد أصول الدين لـ«الموقع»، أن هذه الأسس التربوية في المنهج النبوي هي: غرس الإيمان بالله في نفوس الناشئة، غرس حب الله ورسوله في أنفسهم وتعريفهم بأن الله هو الذي يغذيهم بالنعم ويربيهم بالعطايا، واختار لهم الحياة التي ينعمون بها في ظل أسرة ترعاهم ومجتمع يحنو عليهم، ويوفر لهم الحياة الكريمة من التعليم والصحة والتنشئة، وغيرها مما يؤثر إيجابيًا في بناء الشخصية السوية التي يريدها الإسلام.

وأضاف أن هدف التربية الإيجابية للإسلام هو أن يكون الإنسان عضوًا صالحًا في مجتمعه، يُصلح ولا يُفسد، يبني ولا يهدم، يُعمر ولا يُخرب والله بيّن ذلك في قوله تعالى “لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة ﷲ قريبٌ من المحسنين”، فإن ﷲ الذي أصلحها يريد منّ الحفاظ عليها وعدم تخريبها.

وتابع أنه يجب غرس اليقين في أنفس الناشئة بأن كل شيء بإرادة ﷲ ولا يقع في كونه إلا ما يريد، وأنه أوجدنا لحكمة، مشيرًا ان اتباع هذه الأسس التربوية مع الناشئة جعلهم ينشأون نشأة سوية واعية تجعلهم حينما يكبرون لا نرى منهم إلا حُسن التوكل على الله واليقين به.

نرشح لك: ما حكم قِراءة القرآن للحائض؟.. عالم أزهري يجيب لـ«الموقع»

واستشهد بقول النبي ﷺ: “قال يا غلامُ ، إني أعلِّمُك كلماتٍ : احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ”.

وأكد «العواري» على أنه لابد من اتباع المربين اتباع هذا الخطاب النبوي التربوي، فإذا استقرت معاني هذه الكلمات في أنفس الصغار كبروا عليها وزرعت في أنفسهم الرحمة التي يحتاجها الصغار من الكبار، ويحتاجها كبار السن حين يطعنون في السن.

واختتم حديثه معنا، قائلا: إن زرع معاني الجمال والخير والحب للآخرين في أنفس الناشئة عند إدراكهم لمنّ حولهم وعند إدراكهم التام يكونوا محبين لقيم الخير والوفاء والصدق والأمانة، وغيرها من المُثل التي لا يرقى أي مجتمع بدونها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى