أراء ومقالاتالموقع

محمد عيد بكر يكتب لـ«الموقع» مقالات الرحلة .. في مدرسة العصار تعلمت..!

جميعنا لديه أحلام وطموح ، وعكفت علي تحقيق ما تيسر منها أو ما استطعت وهو في المقام الأول ما قدره الله عز وجل وكتب ، ورغم تأخر بعض الأحلام و تعثر بعض الطموح تأتي رسائل الله لتعوضك وتضعك فيما لم تكن تخطط له ليكن تعويضك عن سعي سعيته .

في فبراير 2018 تلقيت رسالة “أنت مرشح لتكون المستشار الإعلامي للواء العصار؟”
وكان الرد :”بالتأكيد وصلتني الرسالة بالخطأ”
لتكون مقابلة اللواء العصار –حينها- بعد نحو ثمان أيام ولن احكي كيف مرت هذه الأيام..!
اللقاء جاء في مكتبة بوزارة الإنتاج الحربي بوسط البلد هذا القصر الذي إن وطأت قدمك مدخله شعرت بتاريخ مصر فى هواءِ بهوهِ.

لقاء ربما امتد لما يقرب من ساعة ، بدأ بإبتسامتهِ التي لا تغيب ومحاولات لكسر كل التوتر المرسوم علي الوجه .

وانتهي اللقاء بإنضمامي مستشاراً إعلامياً لوزير الدولة للإنتاج الحربي حينها اللواء محمد سعيد العصار.

بعد نحو 3 شهور من العمل هاتفته لأطلب لقاء غدا وطُلب أن يكون يوم سبت اللقاء مدمت أريد أن اتحدث كثيرا.

انتظرت نحو أربع أيام ، وكأنه كان يشعر بما سوف أقوله، “معالي الوزير أنا شكلي مش هقدر اكمل …”

فقاطعني: “نفسك قصير يا محمد يا بكر ، مش معقول أنت اللي هتثبت أني لا أجيد قراءة الناس ، رأيت بك طموح جم ومتوقعتش يكون نفسك قصير ”

لا انسي هذه الجملة يومها ” هناك رؤية للقيادة السياسية في دمج الشباب في كل المؤسسات، اعلم أن التحديات كثيرة لكن تخيل كم الذي تتعلمه والمواقف التي تمر بها وأنت في الـ27 من عمرك، صدقني يابني أنك تكون أصغر من تقلد منصب ما هذه رسالة من الله عز وجل أنت لن تعلم ماهيتها الأن فقط أقبل المنحة وصارع هذه التحديات وارضي ضميرك”
حديث طال تعلمت يومها درس “الاستمرارية رغم صعوبة المحيط”

“جاء من يشكوك يا محمد يا بكر” لأجيب : “مش فاهم يا فندم”
حديث يستمر عن أحد ما قد وجه شكوي للراحل عن أداء عملي ولم أكن اكملت شهور.
بعد توضيح لوجهة نظر طويلة ، أجده يهاتف هذا الشخص أمامي ليسأله سؤال فيجيبه ليكتشف أنه اخفي بعض الأشياء حين اشتكي ، لينهي المكالمة بكل هدوء ويكن الرد ” ماتخليش صغر سنك مشكلة يشعر بها البعض هناك من يريد أن يقتنص فرصك”.
درس هذا اليوم “لا تستمع لصوت واحد أدرس كل المواقف وشكل رأيك”

تستمر أيام وشهور العمل ويصر رحمه الله علي حضوري اجتماعات كثيرة ربما لن يعلن عنها في الإعلام فقط لأثقل المهارة وأكون علي دراية كاملة بكل ما يدور.
في ظل كثرة العمل –وكان آخر من يرحل من الوزارة- وامتداد الكثير من الاجتماعات لساعات إن وجبت الصلاة نسقت الإجتماعات بناءا علي المواقيت فكل من بداخل يذهب لمكتبة لأداء الفرض كرب البيت.
وكان هذا الدرس كبيراً بالنسبة لي…!
لا انسي حين قرأ ديوان الشعر المنشور لي “سماء العشق الأبدية” –وحين منحته النسخة لم أكن أتوقع أي رد فعل بعدها- مشهد خروجي من مكتبه ونداء لعودتي مرة آخري لتحليل بعض الصور داخل الديوان ونهاية حديث بهذه الجملة المحفورة ” لا تلهيك الحياة عن هواء القراءة ، شعورك بنسج الصور الشعرية مميز”.
ربما آخذت بالنصيحة ، لكن استمرارية كتابة الشعر ربما غابت منذ سنوات ومازلت احلم بعودة روح الشعر مرة آخري.
كان هذا درس آخر “مهما كبرت مكانتك ، إن منحك شخص شئ لتبدي رأيك لا تغفله مهما صغر حجمه أو مكانته”.

مواقف كثيرة تعلمت منها الكثير لا أبالغ إن قالت تحكي في مجلدات سوف احكي بعضها في كل فرصة
ولكن هذا الدرس كان قاسيا ..!
الرحيل في مثل هذا اليوم.
مشتاقا جدا لسماع صوته ، لتطيب خاطري بمكالمة من سيارته بعد احتدام رأي ، لزراعة أمل في ظل صعوبات الحياة.
لكلمته “أنت عامل مشاكل يا محمد يا بكر.
رحم الله هذا الفارس النبيل في ذكراه الأولي … دعواتكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى