الموقعتحقيقات وتقارير

مبادرات خيرية وهمية تستغل مشاعر الناس في رمضان.. قصص ضحايا وعقوبات النصب باسم الدين

خبير قانوني: عمليات الاحتيال تطورت عبر التاريخ وأصبحت وسائلها أكثر تطوراً ويرجع ذلك إلى التقدم التكنولوجي

تقرير- محمود السوهاجي

مع حلول شهر رمضان، تنتشر مبادرات الخير على مختلف المنصات، وتُعد هذه المبادرات فرصة رائعة للمشاركة في الأعمال الخيرية، لكن يجب الحذر من بعض الجهات التي تستغل مشاعر الناس الدينية في هذا الشهر الفضيل.

وانتشرت مبادرات خيرية وهمية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي منذ بدء اليوم الأول لشهر رمضان، وتستغل هذه المبادرات مشاعر الناس الدينية وجمع التبرعات دون تقديم أي خدمات حقيقية.

قصص ضحايا مبادرات الخير الوهمية

وجدت سماح عبد الرحمن، تعمل في إحدى شركات القطاع الخاص إعلانًا على فيسبوك لحفر بئر صدقة جارية، وعلى الفور تواصلت مع الجهة المعلنة ودفعت تكاليف حفر البئر كاملة، وتم إرسال فيديو لها للبئر، لكنه كان في مكان مختلف عن الذي اتفقت عليه، واكتشفت لاحقًا أن نفس البئر يتم استخدامها لجمع التبرعات من أشخاص مختلفين.

وبعد 4 أيام، أرسلت الصفحة فيديو للبئر، لكنه كان في قنا، بينما اتفقت عبد الرحمن على حفره في بني سويف أو الفيوم، وعندما سألت هاميس عن سبب تغيير الموقع، قيل لها إن قرى الصعيد تحتاج إلى هذا أكثر، وافقت على الأمر الواقع، وبعد ذلك، قررت صديقة سماح حفر بئر صدقة جارية لوالدها، بعد أن تواصلت مع صفحة أخرى على فيسبوك واتفقت معها على حفر البئر في بني سويف، ودفعت تكاليف حفر البئر كاملة، بعد أيام قليلة أرسلت الصفحة فيديو للبئر، لكنه كان لنفس البئر التي تم حفرها باسم والدة سماح.

واكتشفت سماح أن البئر التي تم حفرها باسم والدتها هي نفس البئر التي تم حفرها باسم والد صديقتها، والاختلاف الوحيد هو قطعة الرخام التي تم وضعها على البئر، والتي تحمل اسم المتبرع، واكتشفوا أن الصفحتين اللتين تواصلت معهما هاميس وصديقتها هما لنفس الأشخاص، وكل ما يفعله هؤلاء الأشخاص هو تغيير الرخام وكتابة أسماء مختلفة على البئر، ثم إرسال فيديو للبئر للمتبرع.

إيمان محمد، مهندسة، كانت أيضًا إحدى ضحايا الصفحات الوهمية التي تدعى أنها تقدم الخير، حيث تواصلت مع مؤسسة خيرية بعد سماعها عنهم في إذاعة القرآن الكريم، وتبرعت بمبلغ مالي لتركيب وصلات مياه في القرى الفقيرة، وعدها مندوب المؤسسة بإرسال فيديو بعد التنفيذ، لكن لم يتم التواصل معها بعد ذلك، واكتشفت أن المؤسسة استغلت الناس وحصلت منهم على ملايين.

نرشح لك : تغيير رئيس الوزراء و ذبح حماس .. أستاذ علوم سياسية بالقدس يكشف لـ «الموقع» مخطط جديد لقتل القضية الفلسطينية

وقامت إيمان بنشر قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتحذير الناس، وعلق عبدالرحمن على منشور فاطمة قائلاً إن الموضوع خاطئ لأن حفر البئر مكلف، بينما يتم تركيب وصلات مياه فقط، وحذر عبدالرحمن من تصديق كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ونصح عبدالرحمن بالبحث عن المؤسسات الخيرية الموثوقة قبل التبرع.

تحذيرات خبير قانوني من عمليات النصب باسم الدين:

وحيد سرور، خبير قانوني، يؤكد على خطورة عمليات النصب باسم الدين، ويرى أن هذه العمليات هي وسيلة لضعاف النفوس لتحقيق الثراء السريع.

ويشير إلى أن عمليات الاحتيال تطورت عبر التاريخ وأصبحت وسائلها أكثر تطوراً، ويرجع ذلك إلى التقدم التكنولوجي وتطور المعلومات المالية والاجتماعية بين الناس، محذرا من انتشار حيل جديدة يستخدمها المحتالون للإيقاع بضحاياهم.

ويشير سرور إلى أن هذه الحيل تتضمن إغراء الناس بالمكاسب الطائلة أو التظاهر بالتقوى لكسب ثقتهم، ويؤكد على أن هذه العمليات تؤدي إلى ضياع أموال الضحايا دون رجعة.

ويقدم سرور بعض النصائح لتجنب الوقوع ضحية لعمليات النصب باسم الدين، منها التأكد من مصداقية الجهة التي تطلب التبرعات، والبحث عن معلومات عن الجهة على الإنترنت، والتواصل مع الجهة مباشرة للتأكد من صحة المعلومات، وعدم دفع أي أموال قبل التأكد من صحة المشروع، والإبلاغ عن أي مبادرات مشبوهة للشرطة.

عقوبات النصب باسم الدين

ويوضح الخبير القانوني العقوبات المتعلقة بالنصب باسم الدين، حيث إن عقوبة الشروع في الغش الحبس مدة لا تزيد على سنة، وعقوبة الاحتيال الإلكتروني، لا ينص قانون العقوبات المصري على عقوبة محددة للاحتيال الإلكتروني، ولكن قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 حدد العقوبات التالية” الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وغرامة لا تقل عن 10,000 جنيه ولا تزيد على 50,000 جنيه، وإحدى هاتين العقوبتين”.

ويشدد على أهمية تطبيق هذه العقوبات لردع المحتالين وحماية حقوق الضحايا، مطالبا بتعديل قانون العقوبات ليشمل عقوبات رادعة على جرائم الاحتيال الإلكتروني، لافتا إلى أن عقوبات قانون جرائم تقنية المعلومات غير كافية لردع المحتالين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى