الموقعتحقيقات وتقارير

لماذا الآن؟.. مصر تفرج عن وثائق سرية تُشعل التوتر في إسرائيل

تقرير:محمود السوهاجي

أفرجت وزارة الدفاع المصرية لأول مرة عن مجموعة من الوثائق النادرة المتعلقة بمراحل الحرب المختلفة بمناسبة اليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر، ويعد تحولًا نوعيًا غير مسبوق. يأتي هذا القرار بعد سنوات طويلة من المطالبات بالكشف عن هذه الوثائق، حيث كانت إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي كان يفرج عن وثائقه الخاصة، والتي كانت تحتوي على تشويه وتزييف للحقيقة.

تتناول هذه الوثائق مرحلة “الحراك السياسي” بعد مبادرة (روجرز) لوقف إطلاق النار في 8 أغسطس 1970م وحتى صباح 6 أكتوبر 1973، وكما تسلط الضوء على الاستخدام السياسي لسلاح البترول العربي.

وفيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي العسكري، أكدت الوزارة أن التخطيط العسكري المصري لحرب أكتوبر 1973 يعد من أعلى درجات الفكر العسكري العالمي.

وشمل هذا التخطيط التوجيه السياسي العسكري للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، واتخاذ قرارات القائد العام، وإعداد خطط العمليات والخطط التكميلية، وتنظيم التعاون الاستراتيجي والأشراف والمراجعة واختبار التخطيط. كل هذا يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة.
وتُسلط مجموعة من الوثائق الضوء على إدارة أعمال القتال خلال حرب أكتوبر المجيدة، بدءًا من عبور القناة شرقًا وغربًا وصولًا إلى إيقاف إطلاق النار، مرورًا بمباحثات فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الشرق.

مخاطر عظيمة وتضحيات جسام:

تُظهر الوثائق جسامة المخاطر والتضحيات التي واجهتها مصر خلال حرب أكتوبر، حيث سعى الجيش المصري لتحقيق نصر حاسم على الرغم من تفوق إسرائيل العسكري.

وتُخصص الوثائق مساحة كبيرة لموضوع الثغرة، أحد أكثر مواضيع حرب أكتوبر جدلًا. وتؤكد الوثائق على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من خلال معركة الثغرة، حيث كانت محاولة يائسة لإنقاذ ماء وجهها بعد الهزيمة الساحقة التي منيت بها في المعركة الحقيقية.

الحرب الدعائية والإعلامية:

تُشير الوثائق إلى أهمية الحرب الدعائية والإعلامية كجزء لا يتجزأ من العقيدة العسكرية الإسرائيلية. وتُظهر الوثائق كيف حاولت إسرائيل تضخيم إنجازاتها في معركة الثغرة لتصويرها إعلاميًا على أنها انتصار باهر، بينما كانت في الواقع محاولة يائسة لتقليص حجم الانتصار المصري.

موشى ديان: محاولاتنا ذهبت أدراج الرياح:

تُنشر الوثائق مقتطفات من محادثات هاتفية بين موشى ديان وشموئيل جونين، يعترف فيها ديان بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من حرب أكتوبر، ويقول: “لقد حاولنا وكل محاولاتنا ذهبت أدراج الرياح، وليس أمامنا إلا أن نستمر حتى النهاية المريرة.”

تُقدم هذه الوثائق شهادة تاريخية على بطولة الجيش المصري وعبقريته في التخطيط والتنفيذ خلال حرب أكتوبر المجيدة. كما تُظهر الوثائق فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب، وتؤكد على عظمة الانتصار المصري الذي أعاد الكرامة العربية بعد سنوات من الهزائم.

إسرائيل لم تتمالك الصمت:

لم تتمالك إسرائيل صمتها، كعادتها، تجاه أي حدث يتعلق بمصر، خاصةً عندما يتعلق الأمر بحرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي حققت فيها القوات المسلحة المصرية نصرًا تاريخيًا على إسرائيل، في واحدة من أقوى وأذكى المعارك في العصر الحديث.

تحت عنوان “لماذا الآن؟” تناولت وسائل الإعلام العبرية باهتمام بالغ تفاصيل نشر الوثائق السرية لحرب أكتوبر التي أفرجت عنها وزارة الدفاع المصرية للمرة الأولى بعد مرور 50 عامًا على النصر الكبير.

وتباينت ردود الفعل الإسرائيلية حول توقيت نشر هذه الوثائق، خاصةً في ظل الحرب في قطاع غزة والتوتر في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

مستندات نادرة وسرية في توقيت حساس:

هكذا عنونت هيئة البث الإسرائيلية تغطيتها لكشف وزارة الدفاع المصرية عن وثائق حرب أكتوبر للمرة الأولى بعد 50 عامًا من الحرب، مشيرةً إلى وصفها للحدث وتغطية وسائل الإعلام المصرية للأمر، ووصف موقع وزارة الدفاع المصرية لهذه الوثائق الهامة والسرية.

ويعلق روعي كايس مراسل هيئة البث الإسرائيلية على نشر الوثائق قائلاً: «في سياق التوتر بين مصر وإسرائيل حول رفح، قررت القاهرة نشر سلسلة نادرة وسرية من وثائق حرب أكتوبر، وثائق تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي للحرب، والخداع، والعمليات المختلفة وغيرها».

وتثير هذه الوثائق الجدل في إسرائيل حول توقيت نشرها ودلالاتها، خاصةً في ظل التوتر الحالي بين البلدين.

وتتساءل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عما إذا كان نشر هذه الوثائق هو رسالة من مصر إلى إسرائيل بأنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها الأمنية.

بينما يرى آخرون أن نشر هذه الوثائق هو محاولة من مصر لإعادة التأكيد على انتصارها في حرب أكتوبر وتعزيز الروح المعنوية للشعب المصري.

التخطيط الاستراتيجي العسكري:

وتناولت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية هذه الخطوة باهتمام كبير، مشيرةً إلى أن الوثائق المنشورة تُقسم إلى عدة فئات، أهمها:«التخطيط الاستراتيجي العسكري لحرب أكتوبر، وخطط إدارة الحرب في مراحلها المختلفة حتى وقف إطلاق النار، وثائق تتعلق بالاتصالات المصرية خلال الحرب، ودور الهيئات الدولية، ووثائق تحتوي على تعليقات مختلفة من القادة المصريين».

وتُثير هذه الوثائق الجدل في إسرائيل حول توقيت نشرها ودلالاتها، خاصةً في ظل التوتر الحالي بين البلدي، وتتساءل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عما إذا كان نشر هذه الوثائق هو رسالة من مصر إلى إسرائيل بأنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها الأمنية.

وتُشير يديعوت أحرنوت إلى أن العديد من الوثائق المنشورة تحمل عبارة “سري جدًا وشخصي”، مما يدل على أهميتها وسرية المعلومات التي تحتويها.

ونقلت الصحيفة تصريحات لمسؤولين مصريين حول الكشف عن هذه الوثائق، أكدوا فيها على أهميتها التاريخية والقيمة العظيمة التي تمثلها للذاكرة المصرية.

وتناول موقع حريديم العبري أيضًا تفاصيل الوثائق السرية، مشيرًا إلى توقيت نشرها في ظل الصراع في غزة والتوتر في العلاقات بين إسرائيل ومصر.

كما نقل الموقع تصريحات لخبراء استراتيجيين مصريين حول نشر وثائق حرب أكتوبر، أكدوا فيها على أهمية هذه الوثائق في فهم دروس الحرب واستخلاص العبر منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى