تحقيقات وتقارير

لا يجوز نبش قبور أجدادنا .. هل عرض المومياوات في المتاحف حرام شرعا؟

كتبت _ فاطمة عاهد

 

ينتظر العالم أجمع حدث نقل المومياوات الملكية الفرعونية من المتحف المصري القديم إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، المتوقع أن يتم اليوم في تمام الساعة السادسة، عل  أن يستمر لمدة ساعة ونصف وسيتم إذاعته على القنوات الأجنبية وترجمته بعدة لغات.

 

وعند الإعلان عن ذلك الحدث انتشرت تساؤلات حول ما إذا كان عرض جثث قدماء المصريين خاصة النساء يندرج تحت طائلة “المحرم” أي أنه يجب تحريمه، كما يطالب البعض بالتوقف عن البحث على المقابر الفرعونية لاعتبارهم ذلك نبش القبور.

 

منع المومياوات من العرض لسنوات

 

لم تكن تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها البعض عن أن مشاهدة المومياوات لا يجوز، واعتبار أن فتح القبول يقع تحت مسمى جريمة “النبش”.

 

خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بقت تلك المومياوات داخل غرفتها بالمتحف دون السماح بعرضها على الجمهور.

 

فبحسب الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين أصدر الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل، فتوى بعدم جواز عرض جثامين الموتى على المواطنين، إعمالا بالآية القرآنية التي تتضمن أنّه يجب وضع الموتى في المقابر سريعا، لمنع التمثيل بجثثهم أو عرضها.

الاقت تلك الفتوى قبولا عند لمتشددين بحجة أنّه لا يجوز لأحد استخراج جثمان جده أو أفراد أسرته من الراحلين، لإجراء أبحاث عليه ثم عرضه عبر “فاترينة” زجاجية، وصاحب ذلك الفكر دعوات عالية بإعادة المومياوات إلى المقابر، وهو ما اتجه للتنفيذ بالفعل حينها.

 

فتح القبور حرام شرعا

 

الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، قال خلال لقائه في برنامج “التاسعة” المذاع على قناة التلفزيون المصري إن فتح القبور والدخول إليها حرام شرعًا، مشيرًا إلى أن الرسول نهى عن نبش القبور.

 

وأضاف كريمة، أن فتح قبور الفراعنة، واستخراج الجثامين منها، وعرضها في الفاترينات، حرام أيضًا، مؤكدا على أنه يمكن أن يكون للبحث العلمي فقط، وليس لعرضها للناس بالدولار واليورو.

 

وتابع أن قبر الإنسان له حرمة مثله مثل الدار أو المسكن في حياته، مشيرا إلى أن من يشاهدهم العالم أجمع الآن فهم أجدادنا.

 

 

 

 

الافتاء تحسم الجدل

 

قالت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من أن تقوم الهيئات المختصة بدراسة الآثار باستخراج المومياوات القديمة، وعرضها في المتاحف، شريطة أن يتم التعامل معها باحتياط تام بما لا يُخِلُّ بحقوق الموتى في التكريم، وهو ما تقوم به الجهات المختصة في المتاحف وغيرها.

 

وأضافت دار الإفتاء في بيان لها أن تلك الجهات بمراعاة ما سبق ذكره تحقق الاستفادة مما وصل إليه أصحاب الحضارات القديمة ممن لجأوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحَرْبيًّا نقوشًا ورسومًا ونَحْتًا على الحجارة.

 

وأشاروا إلى أن القرأن الكريم أكد على ضرورة السعي في الأرض ودراسة الأمم السابقة فقال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ}، وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا﴾.

 

وكذا تم ذكر ضرورة النظر للعظة مما واجهه بعض الأمم السابقة، فيقول تعالى في شأن فرعون -وهو أحد ملوك مصر القدماء-: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ [يونس: 92]؛ فإذا كان الاعتبارُ بما حَدَث في الأمم السابقة أمرًا جائزًا شرعًا؛ فإنَّ الانتفاع بما تركوه من علومٍ نافعةٍ ونحو ذلك أولى بالجواز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى