يذخر ” السنكسار ” بالعديد من سير القديسيات بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، والذين قد تركوا العالم وفضلوا الحياة في البرية، ودافعوا عن الإيمان، ووقفوا صامدين أمام الاضطهاد ،فنجد الشهيدة دميانة تسكن فى قصر ومعها الاربعين عذراء والقديس مريم المصرية تسكن الصحراء دون مأوى لها ،وتحتفل الكنيسة وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 11 برموده قبطيا 19 أبريل ميلاديا بتذكار نياحة القديسة ثيئودورا.
تنيَّحت القديسة الطاهرة الأم ثيئودورا فى مثل هذا اليوم “وكانت تدعى أماّ مما يدل على أن كلمة أماّ كلمة قبطية “،وُلِدَت بالإسكندرية، وكانت ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية المسيحيين ، ولما بلغت سن الشباب أراد أبواها أن يزوجاها، فأحضرا لها الكثير من الحلي والملابس الفاخرة.
لم تقبل ثيئودورا ذلك لأنها كانت تميل بقلبها إلى عبادة الله والنُسك والتكريس،وباعت كل ما أحضره لها والداها ووزعت منه على المساكين، ثم بنت كنيسة غربي الإسكندرية. وبنت داخل أسوار الكنيسة غرفة لسكنها الخاص .
كانت ثيئودورا تعتني بالفقراء والمحتاجين والمرضى والمسجونين، وبعد فترة ذهبت إلى البابا أثناسيوس الرسولي وطلبت منه أن يجعلها راهبة، فلما تحقق من رغبتها وعرف كل شيء عن تكريسها، قص شعرها ورهبنها بأحد الأديرة، فتنسكت نسكاً زائداً وجاهدت جهاداً روحياً حتى استحقت أن تنظر الرؤى الإلهية وتميز الأرواح والأفكار.
وكان البابا أثناسيوس يفتقد ثيئودورا كثيراً بتعاليمه، حتى أنه لما نُفي كان يكاتبها من منفاه بالعظات المفيدة،عاصرت خمسة من البطاركة وهم: ألكسندروس وأثناسيوس وبطرس وتيموثاوس وثاؤفيلس. كذلك عاصرت الأنبا باخوم أب الشركة وثلاثة من خلفائه وهم بترونيوس وأورسيسيوس وثيؤدورس ،وقد وضعت أقوالاً نافعة بإرشاد من الله،ولما أكملت هذه القديسة جهادها تنيَّحت بسلام.
ويذكر أن كلمة “السنكسار” هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .
