هلال وصليب

في ذكرى وفاته.. لماذا طالب “بيجين” بوقف برنامج الشيخ الشعراوي؟.. وكيف أخرسه السادات؟

كتبت- دعاء رسلان

آسر قلوب الملايين من المسلمين بأسلوبه البسيط وسلاسة مفاهيمه في توضيح معاني القرآن الكريم، التي كان يرفض تسميتها بتفسير القرآن ولكنه وصفها بالخواطر الإيمانية، إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.

في حياة الشيخ الشعراوي، تعددت الحكايات والمواقف، إلا أن أغربها كان موقف إسرائيل من البرنامج الذي كان يقدمه الشيخ الشعراوي بعنوان “خواطر”.

في أحد الأيام، فوجئ الكاتب الراحل أنيس منصور باستدعاء الرئيس الراحل أنور السادات له ليبلغه عن أمر يخص الإمام الراحل “الشعراوي”، حيث كان الرئيس السادات تلقى خطابا من مناحم بيجين، رئيس وزراء إسرائيل حينها، والذي تضمن شكوى من الشيخ محمد متولي الشعراوي، مدعيًا أن الشيخ الشعراوي يهاجم اليهود ليلا ونهارا بدون مناسبة وخاصة في آخر حلقتين من برنامجه.

وذكر الكاتب الراحل أنيس منصور أنه حينها ذهب إلى التليفزيون لمشاهدة الحلقتين الأخيرتين للشيخ الشعراوي قبل إرسال الخطاب، ولكنه لم يجد شيئا، مما نقله “بيجين”، مشيرا إلى أن الشيخ الشعراوي كان أحد الخبراء في البلاغة القرآنية، وكان يمتاز بقدرته على تحليل المعاني الإلهية في القرآن الكريم، والتي تناولت الأديان الأخرى.

وأكد “منصور” أن الشيخ الشعراوي لم يهاجم اليهودية أو المسيحية، وحينها عاد للرئيس السادات ونقل إليه ما وجد، وهو ما جعل الرئيس السادات يشعر بالغضب، كونه رأى أن “بيجين” يحاول التدخل فيما لا يعنيه.

ووصف غضب الرئيس السادات حينا بأنه كان خير له أن يطلق الرصاص على هؤلاء الجهلاء الذين سمعوا الشيخ محمد متولي الشعراوي وأساءوا الترجمة تماما، كما حدث بعد إلقاء خطابه الشهير في “الكنيست الإسرائيلي”.

وتابع الكاتب في حديثه أنه تفاجئ بخطاب وصله من الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، واشتمل الخطاب على نص حديث وزير التعليم الإسرائيلي في خطبة، قائلاً: “لن يتحقق السلام بيننا إلا إذا حذفتم بعض آيات من القرآن الكريم”.

وفور وصول رسالة بطرس غالي، كلف الرئيس السادات أنيس منصور بالسفر إلى إسرائيل، ليوجه رسالة إلى “بيجين” على لسانه، قائلاً: “قل لبيجين على لساني إذا لم يكف عن الإدعاء بأن محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود وليس الصهاينة، فإنه سينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلي على جميع القنوات في مصر والعالم العربي على أوسع نطاق، ويوقظ الكراهية النائمة عند ملايين المسلمين”.

وعلى الفور، أرسل أنيس منصور رسالة الرئيس السادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين، مؤكدًا أنه قدم الرسالة لـ”بيجين”، ومنذ ذلك قرر أن يكف عن مهاجمة الشيخ الشعراوي، استطاع أن يخرس وزير التعليم في إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى