الموقعتحقيقات وتقارير

«فيتو أمريكي».. انتصار إسرائيلي أم ضربة لمساعي السلام؟

«ردود فعل غاضبة».. فلسطين تصرخ: “ظلم تاريخي”.. وإسرائيل تهلل “انتصارًا”

تقرير- محمود السوهاجي

في حدث دبلوماسي هام استخدمت الولايات المتحدة،حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي لمنع تمرير قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وقد صوتت 12 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته الجزائر، بينما عارضته الولايات المتحدة وامتنع عضوان آخران عن التصويت.

ويُعدّ هذا الفيتو بمثابة ضربة لمساعي فلسطين لنيل الاعتراف الدولي كدولة ذات سيادة، وتعكس الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل ومعارضته لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

ردود الفعل على الفيتو:

ونددت السلطة الفلسطينية بالفيتو، ووصفته بـ”ظلم تاريخي”، فيما رحبت إسرائيل بالفيتو، واعتبرته “انتصارًا” لها.

وأعربت العديد من الدول عن أسفها لاستخدام الولايات المتحدة لحق النقض، ودعت إلى حلّ الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، وسط مخاوف من تصاعد العنف في المنطقة.

تصعيد إقليمي يهدد المنطقة:

وأصبح سرطان السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مرض يهدد بتصعيد إقليمي يأكل الأخضر واليابس، وهو ما تجلى في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية والدعم الأعمى لإسرائيل.

ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط بالتعاون مع الحلفاء الدوليين، لمسح فلسطين من على الخريطية الجغرافية، وهو ما تجلى في تصريحات لمسؤول أمريكي لم يكشف هويته لـ”سكاي نيوز” البريطانية، أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض “الفيتو” في اجتماع مجلس الأمن لمنع مناقشة العضوية المحتملة لفلسطين في الأمم المتحدة.

نرشح لك  : العسومي لـ«الموقع»: القضية الفلسطينية تتعرض لمحاولات تصفية شاملة ولابد من حل الدولتين

تأتي هذه الخطوة المتوقعة بسبب التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لتضع حدًا فعليًا لأي تقدم نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الساحة الدولية.

إقامة دولة للشعب الفلسطيني:

وكرر المسؤول الأمريكي الموقف الأمريكي الراسخ، مؤكدًا على أن الطريق الأمثل لتحقيق الدولة الفلسطينية يمر عبر المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بدعم من الولايات المتحدة وشركائها.

وحذر المسؤول من مخاطر اتخاذ خطوات متسرعة في نيويورك، مشددًا على أن مثل هذه الإجراءات، حتى لو كانت نابعة من حسن النية، لن تُساهم في تحقيق الهدف المنشود وهو إقامة دولة للشعب الفلسطيني.

وتعكس هذه الخطوة الأمريكية استمرارًا لسياسة واشنطن الداعمة لإسرائيل، والتي تُعارض بشدة أي مساعٍ دولية تهدف إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون موافقة إسرائيلية.

وتثير هذه الخطوة قلق الفلسطينيين والمجتمع الدولي، الذين يرون فيها عائقًا أمام تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

جدير بالذكر أن استخدام الولايات المتحدة لحق النقض لمنع مناقشة عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ليس بالأمر الجديد، فقد سبق للولايات المتحدة أن استخدمت حق النقض ضد قرارات تدعم القضية الفلسطينية في 8 مناسبات.

وتُعد هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة مؤشرًا على استمرار الانحياز الأمريكي لإسرائيل، وتضع عراقيل جديدة أمام تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

استخدام حق النقض “الفيتو”:

كانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستستخدم حق النقض “الفيتو” لمنع مجلس الأمن من مناقشة طلب عضوية فلسطين، وذلك في خطوة تُعيد تأكيد موقفها الداعم لإسرائيل وتُعيق مجددًا مساعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف دولي.

وبحسب رويترز، فإن هذه الخطوة، التي كانت متوقعة بسبب التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تُعَدّ بمثابة عائق أمام أي تقدم نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الساحة الدولية.

ويتطلب تمرير قرار عضوية فلسطين تسعة أصوات مؤيدة من أصل 15 عضوًا في مجلس الأمن، دون استخدام حق النقض من قبل أي من الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين.

وتتمتع السلطة الفلسطينية، ومقرها في الضفة الغربية، بوضع “دولة مراقبة غير عضو” في الأمم المتحدة، وهو التصنيف الذي منحته الجمعية العامة في عام 2012.

وتُعدّ هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة مؤشرًا على استمرار الانحياز الأمريكي لإسرائيل، وتضع عراقيل جديدة أمام تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

وتُثير هذه الخطوة قلق الفلسطينيين والمجتمع الدولي، الذين يرون فيها عائقًا أمام تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة.

الوقوف الأمريكي ضد القضية الفلسطينية:

يُشار إلى أن الولايات المتحدة سبق لها أن استخدمت حق النقض ضد قرارات تدعم القضية الفلسطينية في 8 مناسبات سابقة.

وتأتي هذه الخطوة الأمريكية في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، مما يُعزز المخاوف من انزلاق المنطقة نحو المزيد من العنف وعدم الاستقرار.

وتُعدّ الجهود الدولية للتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية ضرورية أكثر من أي وقت مضى، لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وعلى خلفية الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل والذي يوصف بالأعمى فإن خبراء السياسة الدولية يعربون عن خيبة أملهم من الموقف الأمريكي، معتبرين أنه يعد انتكاسة للتطلعات الفلسطينية ويعوق التوصل لأي تسوية مقبلة للصراع الإسرائيل الفلسطيني.

بينما يرى آخرون من خبراء السياسية الدولية أن حق النقض يعكس سياسة أمريكية طويلة الأمد وانسجاماً مع المصالح الإسرائيلية، وهو ما يسلط الضوء على التحديات المتمثلة في تحقيق الإجماع حول القضايا الجيوسياسية المصيرية داخل مجلس الأمن الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى