الموقعخارجي

عبدالستار حتيتة لـ”الموقع”: مصر تتعامل مع “الأطماع في ليبيا” بحنكة سياسية

كتب – أحمد إسماعيل علي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، في القاهرة، عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية الجديدة، للتشاور حول أهم القضايا المشتركة بين مصر وليبيا.

وكتب الرئيس السيسي، عبر صفحته الرسمية علي “فيس بوك”، أنه تشاور مع عبد الحميد الدبيبة، حول حرص مصر الدائم على دعم الشعب الليبي لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار لصون مقدراته وتفعيل إرادته.

الملفان الأمني والاقتصادي

وأضاف “حتيتة”، في تصريح خاص لـ“الموقع”، “بالنسبة للملف الأمني، ليبيا ما تزال بها ميليشيات مسلحة وجماعات إرهابية ومرتزقة وغيرها من التشكيلات التي تمثل في نهاية المطاف تهديدا للأمن القومي المصري”.

وتابع: “ليبيا صارت مطمعا لشركات وحكومات أجنبية، تتصارع وتريد أن تستحوذ على أكبر قدر من المكاسب عبر إعادة الإعمار وعقود النفط وغيرها”.

ولفت إلى أن مصر تتعامل مع هذا الملف المعقد للغاية وكل هذه الأطماع بنوع من الحنكة السياسية والدبلوماسية، وتمكنت خلال الشهور الأخيرة من تطويع كل هذه الصراعات بما يحقق مصالح الدولة المصرية أمنيا واقتصاديا.

وأوضح عبدالستار حتيتة، لـ“الموقع”: أمنيا، في حال وجود حكومة موحدة، مصر يمكنها أن توقع اتفاقيات أمنية وتضع حدودا للجماعات المسلحة، أي تستطيع التعامل مع حكومة واحدة وليس مع أكثر من رأس وحكومة وصاحب قرار.

وواصل حديثه: “على المستوى الاقتصادي، توجد فرص ضخمة للاستثمار في ليبيا، من خلال إعادة الإعمار أو الاستثمار في النفط أو تصدير المواد الغذائية أو عمل شركات المقاولات وغيرها. قائلا: “كل هذا سيعطي أريحية للدولة المصرية على المستوى الأمني والاقتصادي”.

مصر وحكومة “الدبيبة”

وعن أهمية زيارة عبدالحميد الدبيبة لمصر واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، له، اليوم، في القاهرة، قال المحلل السياسي في الشأن الليبي: زيارة “الدبيبة” إلى مصر والاتصالات والتحركات الأخرى، كلها تصب في محاولة تحقيق بنود محددة.

وقال: “الدولة المصرية، ليست لديها مشكلة من يحكم أو يأتي على رأس الحكومة الليبية، ولكن المشكلة الرئيسية في من يضمن الأمن والاقتصاد”.

ورأى أن “القاهرة تراهن أن تسير الحكومة الليبية المؤقتة في هذا الطريق”.

وتابع: “في النهاية حكومة “الدبيبة” مؤقتة وليست دائمة، ومصر تريد أن تضمن سلطة موحدة قادرة على تمهيد الطريق، وصولا للانتخابات في ديسمبر المقبل، والتي تحتاج إلى ترتيبات أمنية معينة داخل ليبيا”.

وأضاف: “كل هذا يصب في نهاية المطاف في صالح الدولة المصرية أو تحاول أن تفعل ذلك”.

خروج تركيا والمرتزقة من ليبيا

وعن خروج القوات التركية والمرتزقة وتفكيك الميليشيا المسلحة في ليبيا، قال المحلل السياسي في الشأن الليبي، لـ“الموقع”: لا تستطيع أن تقول في السياسة أنك تضغط على “زرار” وتغير الوضع، قائلا: “هذا يحتاج إلى نوع من الصبر والضغط والتفاهم، وكذلك تقسيم المصالح”.

وأضاف “حتيتة”: “لا أستبعد وجود اتصالات بين مصر وتركيا تتعلق بترتيبات معينة في الداخل الليبي، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي، وهذا في نهاية المطاف لا ينفصل عن التسابق التركي المصري فيما يتعلق بالمصالح في المنطقة، منها شرق المتوسط وليبيا وسوريا والعراق، وكل هذا لا ينفصل عن بعضه”، على حد وصفه.

واختتم عبدالستار حتيتة، قائلا لـ“الموقع”: “السياسة الخارجية المصرية ليس لديها “زرار” تضغط عليه فتغير المعادلة، ولكنها تدخل في نوع من المقاربات والتفاهمات وتبادل المصالح، بينها وبين الأطراف الأخرى، وبقدر الإمكان كل دولة تحاول أن تحقق أكبر قدر من المصالح لنفسها”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى