أراء ومقالاتالموقع

طارق البرديسي يكتب لـ«الموقع» .. خيبة الخيمة التركية !

السياسة الخارجية للدولة التركية باتت أشبهَ بخيمةٍ في مهب الريح أو الرياح ،تتطاير أوتادُها وتداً وتدا ،،،
فبعد أن كانت صفرَ مشاكل مع جيرانها والعالم الخارجي ،صارت مائة في المائة مشاكل مع الكل متوهمةً إمساكها بأوراق قوة ونفوذ لكنها أوراق الخيبة وكروت ضعفٍ وتداعي،،،

أوراقها في شرق المتوسط ومماحكاتها مع اليونان وقبرص وإتفاقاتها مع فايز السراج المنتهية صلاحيته في ليبيا وتواجدها في أدلب وإفتئاتها على أراضي العراق ، كل تلك السياسات لم تعد تجديها نفعاً وأضحت كاشفةً لنواياها التوسعية وإعادة ماكان في سالف العصر والأوان بيد أن عقارب الساعة لا تعود للوراء وما مضى إنقضى ولقد أوجزته سيدة الغناء العربي أم كلثوم عندما شدت ((وعايزنا نرجع زي زمان .. قل للزمان ارجع يا زمان))!!

لا تستطيع تركيا تحدي الإتحاد الأوروبي بمعاداة دوله اليونان وقبرص وفرنسا وتحدي الإرادة الأوروبية !

لا تستطيع تركيا تخطي خطاً أحمرَ حددته لها مصر في ليبيا ( سرت- الجفرة)!

لا تستطيع تحدي الولايات المتحدة وأوروبا ومصر والسعودية والإمارات، ولايمكنها أن تعيد مع روسيا نفس ماحصل في سوريا!

ذهبت إدارة دونالد ترامب التي منحت أردوغان فرصاً ومساحاتٍ ليظهر كقوةٍ فاعلة لها نفوذٌ ودور لكنَّ إدارة چو بايدن الجديدة تبغي عودة أردوغان إلى حجمه ،وأن يلزم ٌمكانه وحجمه الطبيعي ،غيرَ مفتئتٍ لذا كانت تلك الإستدارة التركية وذاك التودد العثماني الجديد للقاهرة والرياض وأبو ظبي بعد أن تطايرت أوتاد أنقرة وتداً وتدا ،،

وتدها في شرق المتوسط بتصدي كل الدول والقوى ذات الصلة ،، وتدها في طرابلس بوجود حكومة جديدة وإرادة دولية مستحدثة على عكس ماتمنى أردوغان ،،

وبقية أوتادها ستضحى أثراً بعد عين بعد أن هَبَت رياح التغيير الإقليمي وعواصف الإرادة الدولية من لَدُن القوى العالمية مُمسكةِ دفة السيناريوهات وراسمةِ الخطوط ومانحةِ الأدوار!

إذن وكأنك يا أبا زيد ما غزيت ، فلن تجدي الإستدارات التركية والنفعية البرجماتية وتغيير المواقف والتودد الأردوغاني عبر وسطاء ومسئولين مالم تقترن التصريحات والأقوال بالأفعال والسياسات ، لكنَّ أنقرة تتوهم إمكانية خداع جيرانها العرب والضحك على ذقونهم ، فكيف يمكن تصديقهم والوثوق في معسول توددهم وهذا أثر فأسهم في كل بقعةٍ عربية كما يقول المثل العربي !

والقاهرة في النهاية لا تغير مواقفها فهي تحترم القانون الدولي وتتسق مع تاريخها الحضاري وإرثها السياسي والثقافي الذي يعمل على إستقرار الشعوب ،وسلامة أراضيهم وتحريرها من كل معتدٍ لئيم ملتحفة ً برداء الشرف في زمنٍ عزَّ فيه الشرف،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى