الموقعخارجي

خبير علاقات دولية يجيب لـ«الموقع».. هل تنجح مصر في نزع فتيل الحرب بليبيا مرة أخرى؟

كتبت- منى هيبة:

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس يومي الجمعة والسبت الماضيين تمثل تحولاً خطيرًا في المشهد الليبي وتهدد بانزلاق الأمور لما هو أخطر؛ وذلك لأنها أول اشتباكات عنيفة منذ وقف إطلاق النار بين الجيش الوطني الليبي في الشرق أمام الميليشيات الليبية في الغرب.

تحولات خطيرة في ليبيا

وأضاف «أحمد» في تصريحات خاصة لموقع «الموقع»: ربما ساد الهدوء وعدم القتال العسكري لأكثر من عامين، ولكن هذه الاشتباكات تمثل تحولا خطيرًا لاعتبارات عدة، الاعتبار الأول: أنها أشد عنفًا وضراوة مما أدى إلى سقوط أكثر من 32 قتيلاً وعدد كبير من المدنيين، بالإضافة إلى الأضرار المادية.

وتابع: هذه المواجهات تتم وسط العاصمة الليبية في الغرب وشرق وجنوب العاصمة، مما يمثل كارثة إنسانية على السكان المدنيين، مشيرًا إلى أن هذه الاشتباكات تمثل عقبة حقيقية وتضرب بآمال إمكانية الحل السياسي والتفاهم وتوحيد المؤسسات بين الشرق والغرب.

دور مصر لتجنب الانزلاق الليبي

وأكد خبير العلوم السياسية، أن لمصر دور مهم في ضبط الأمور ومنعها من الانزلاق لما هو أسوأ؛ لأن القاهرة كانت لها دور كبير ومساهم في تحقيق التهدئة العسكرية بين الفرقاء الليبين المتحاربين ما ساهم في تهيئة الأرضية والبيئة الليبية أمام انطلاق الحل السياسي أو المفاوضات.

ولفت «أحمد» إلى أن القاهرة شهدت واستضافت العديد من الجولات بين الفرقاء الليبين، خاصة في المسار الدستوري وأيضًا كثير من اللقاءات التي تستهدف توحيد الشعب والصف الليبي.

وأكد أن القاهرة ستتدخل ولن تنحاز لطرف ضد الآخر، إنما ستنحاز إلى الدولة الليبية و مصلحة الشعب الليبي والحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا.

خطر الإرهاب

ونوه إلى أن مصر ستسعى لمواجهة التحديات خاصة خطر الإرهاب، بالإضافة إلى دعم المؤسسات الشرعية خاصة الجيش الوطني ونزع أسلحة الميليشيات باعتبار أن وجودها واستمرارها يعارض القوة الوطنية، كما أنه يمثل عقبة كبيرة ولغمًا أمام الحل السياسي، بالإضافة إلى مطالبة مصر دائمًا بوقف التدخلات الخارجية وإخراج القوات المرتزقة من ليبيا.

واستطرد قائلاً: “ليبيا واستقرارها هو جزء من الأمن القومي المصري”، مؤكدًا أن هنالك قوى إقليمية ودولية تعمل على تغذية الاستقطاب داخل ليبيا ودعم طرف في مواجهة طرف آخر، مما يؤدي إلى تعقيد الأزمة.

دور مصري نزيه

وأوضح «أحمد» أنه على خلاف كل هذه الأدوار نجد الدور المصري الذي يمكن وصفه بالدور “النزيه المحايد” الذي ينحاز للمصلحة الليبية ولا ينحاز لطرف ضد الآخر.

بل بالعكس مصر من مصلحتها تحقيق الأمن والاستقرار وترى أن انزلاق الأمور إلى الصراع العسكري مرة أخرى والانجراف إلى الاقتتال بين الشعب الليبي لا يؤدي إلا لدمار وسقوط ضحايا من المدنيين.

وأكمل قائلاً: إن هذا الاقتتال يمثل انقلابًا أو انتكاسة حقيقية عن الجهود التي بذلت الفترة الماضية، فيما يتعلق بدعم الحل السياسي، وفيما يتعلق أيضًا بمسار توحيد المؤسسات العسكرية الليبية عبر لجنة خمسة زائد خمسة.

وفيما يتعلق بالعمل على تقريب الفجوات بين الفرقاء الليبيين للعمل على أن تكون هناك خارطة طريق واضحة لتحقيق الاستقرار السياسي والانتقال إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تم تأجيلها أكثر من مرة بسبب الخلافات بين الليبيين.

تحرك عاجل من القاهرة

وتوقع خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن نشهد في المرحلة الحالية والمقبلة تحركات من مصر على كل المستويات؛ لنزع فتيل الأزمة الحالية، ولمنع انزلاق الأمور لما هو أسوأ، خصوصًا أن كل طرف له ميليشيات مسلحة، وأن وقوع مواجهات مسلحة بشكل أوسع داخل العاصمة الليبية وداخل المدن يمثل خطورة كبيرة على السكان المدنيين وينذر بعواقب وخيمة.

وأشار إلى أن القاهرة ستتحرك على مستويات مختلفة لجمع الليبيين على كلمة سواء لوقف القتال باعتبار أنهم أبناء شعب واحد.

وأكد أن مصر ترى أن استمرار الأزمة وغياب الحل السياسي سيؤدي إلى تصاعد التحديات مثل خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى تراجع قدرة الدولة الليبية ومؤسساتها وبالتالي عدم السيطرة على الحدود البحرية والحدود المختلفة، مما يساهم في زيادة الهجرة غير المشروعة عبر السواحل الليبية.

واختتم حديثه لـ«الموقع» قائلًا  إن كل تلك التحديات تدفع مصر إلى العمل على ضبط ومساعدة الفرقاء الليبيين لتوحيد كلمتهم وتغليب لغة الحوار السياسي على الحلول العسكرية والمواجهات؛ حيث أن بعد تجربة أكثر من 10 سنوات من الاقتتال لم تستطع القوات العسكرية أن تحسم الموقف، بالتالي لابد من العودة إلى الحل السياسي باعتباره هو الخيار الوحيد لخروج ليبيا من أزمتها السياسية والأمنية الراهنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى