الموقعخارجي

خبير علاقات دولية يجيب لـ”الموقع”.. هل تفجر “بيلوسي” صدامًا عسكريًا بين الصين والولايات المتحدة؟

كتبت- منى هيبة:

يحتدم التوتر بين بكين وواشنطن، حيث حذّرت الصين، الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، من أنها “ستدفع الثمن” في حال زارت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تايوان.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينغ خلال إحاطة إعلامية دورية إن “الجانب الأمريكي سيتحمّل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية”.

ومنذ أيام تتسارع الأحداث المرتبطة بالزيارة وعلت النبرة بين بكين والبيت الأبيض.

فيما اعتبر الكرملين الثلاثاء أن زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان ستشكّل “استفزازاً صرفاً”، مشدّداً على “تضامن روسيا المطلق” مع الصين.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لاصحفيين “كلّ ما هو مرتبط بزيارة محتملة إلى تايوان هو استفزار صرف. هذا يفاقم الوضع في المنطقة ويعزّز التوترات”.

وتمركزت أربع سفن حربية أمريكية، بينها حاملة طائرات، في المياه شرقي الجزيرة في عمليات انتشار “اعتيادية”، بحسب ما أعلنه مسؤول في البحرية الأمريكية لرويترز.

وأكد مسؤول بالبحرية الأمريكية الثلاثاء أن حاملة الطائرات رونالد ريغان عبرت بحر الصين الجنوبي وهي حالياً في بحر الفلبين شرقي تايوان والفلبين وجنوبي اليابان.

وتعمل حاملة الطائرات المتمركزة في اليابان مع سفينة الصواريخ الموجهة أنتيتام والمدمرة هيغينز. وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه “في حين أنها قادرة على التعامل مع أي احتمال، فهذه عمليات انتشار اعتيادية”. وأضاف أنه لا يمكنه التعليق بشأن مواقع محددة.

وأوضح المسؤول بالبحرية الأمريكية أن سفينة الهجوم البرمائي تريبولي أيضاً في المنطقة في إطار انتشار بدأ في أوائل مايو-أيار من مينائها الأصلي في سان دييغو.

أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، أنها ستقود وفدا من الكونغرس الأمريكي في جولة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ستشمل تلك الجولة سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان وسط شكوك حول زيارتها إلى تايوان.

ومن جانبه أكد الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أنه حتى الآن غير واضح إذا كانت ستقوم رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” بزيارة تايوان أم لا، مؤكداً أنه من الممكن أن تزور تايوان، ولكن الصين هددت بشكل واضح وصريح أنها ستتخذ إجراءات في حالة زيارتها لتايوان، قائلا إن شكل الإجراءات الصينية حتى الآن غير واضح أيضًا.

وقال «سمير» إن هناك الكثير من السيناريوهات، فمن الممكن أن تقوم الصين بإغلاق المجال الجوي لتايوان وبالتالي لن تستطيع طائرة “بيلوسي” الدخول غلى الجزيرة، وهناك سيناريوهات أخرى تتعلق أنه أثناء دخول طائرة بيلوسي المجال الجوي التايواني سوف تصاحبها طائرات صينية، لإرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية أن من يسيطر على الأجواء التايوانية هي الصين وليس أي طرف آخر.

وتابع في تصريح خاص لموقع «الموقع»: هناك دعوات أخرى منها إسقاط طائرة بيلوسي وتلك الفكرة مستبعدة تمامًا، موضحًا أن قيام الصين بطلعات قرب جزيرة تايوان هو السيناريو الأقرب.

ولفت إلى أن ذلك السيناريو حدث من قبل أثناء قمة الكواد التي عقدت في اليابان مايو الماضي، حيث قامت القاذفات السريعة الصينية والروسية بطلعات بالقرب من المياة اليابانية وقتها لإرسال رسالة للرئيس بايدن و قادة قمة الكواد، موضحًا أنه إذا قامت “بيلوسي” بزيارة جزيرة تايوان قد تكون هناك رسالة شبيهة.

وأكد أن الصين تدرك أيضًا أن فكرة التصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية ليس من صالح الصين وليست في صالح العلاقة مع الغرب ومع الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا، وذلك لأن الصين تتاجر مع الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا بحوالي 750 مليار دولار سنويًا، وتتاجر مع دول الاتحاد الأوروبي بحوالي 850 مليارًا.

بجانب التجارة مع حلفاء أمريكا الآخرين مثل: اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا بنحو 500 مليار، فسنجد أننا نتحدث عن 100 تريليون مليار حجم التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والصين.

واستطرد قائلاً: الصين لن تسعي إلى فكرة الصدام العسكري واتخاذ خطوة قد تؤدي إلى مشاكل عسكرية، مشيرًا إلى أن طائرة بيلوسي قد أعلنت أن الجيش الأمريكي سوف يتخذ إجراءات سواء من حيث البحرية الأمريكية الموجودة بالقرب من مضيق تايوان أو حتى الطائرات الأمريكية وحاملات الطائرات ويمكن أن تتدخل في حال قيام الصين بأي خطوات استفزازية ضد طائرة بيلوسي.

واختتم «سمير» قائلا: في ظل كل هذة التفاصيل ستقوم الصين بإرسال رسالة محدودة تؤكد بها أن تايوان جزء من الأراضي الصينية ولديها قوة للدفاع عن هذا الحق دون الوصول إلى حافة الصدام أو الدخول في عملية عسكرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى