خارجي

خبيرة سياسية لـ«الموقع»: ما حدث في بورتسودان مؤشر خطير يؤكد ضرورة إنهاء الحرب

كتبت- منى هيبة

اشتبك الجيش السوداني مع عناصر ميليشيا قبلية في بورتسودان، في أولى المعارك في المدينة الساحلية التي كانت لا تزال بمنأى عن الحرب العنيفة المندلعة في السودان منذ أبريل الماضي.

ومن جانبها قالت أسماء الحسينى، مدير تحرير صحيفة الأهرام المتخصصة فى الشؤون الافريقية، إن الاشتباك والتوتر الذي حدث في بورتسودان للمرة الأولى هو مؤشر خطير للغاية يؤكد وجود العديد من التعقيدات في السودان.

وتابعت «الحسيني» في تصريحات خاصة لموقع «الموقع»: “تلك التعقيدات تتعلق أولًا بمنطقة شرق السودان التي ظلت أكثر مناطق السودان فقرًا وتهميشا ومعاناة حتي أكثر من المناطق التي نشبت بها نزاعات كدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق”، موضحة أنها الأقل في مستوى المعيشة حتى المياه الصالحة للشرب كان يوجد بها نقص وقصور.

وأوضحت أن هناك إحساسا بالمعاناة والتهميش لدى سكان شرق السودان الذي انتقل إليهم الآن المسؤولون في الدولة بعد القتال الدائر في الخرطوم الذي يسيطر على مساحات واسعة منها الدعم السريع.

وأكدت أن هناك تشكيلات أيضًا مسلحة في شرق السودان وتشكيلات قبلية مثل سائر بقاع السودان وهو الأمر الذي يؤكد أن الأزمة معقدة وأن الصراع ليس فقط بين قوتين عسكريتين، وإنما هناك قوات أخرى متعددة سواء حركات مسلحة أو ميليشيات قبلية، مشيرة إلى أن الكل راغب في أن يكون له دور ومكانة في مناطقه.

ولفتت إلى أن ما حدث في شرق السودان يعد مؤشرا خطيرا ويؤكد ضرورة التوجه إلى وقف الحرب الدائرة التي يتسع نطاقها والتي تتشابك تعقيداتها وتأخذ أبعادا إثنية وقبلية وهو ما يفاقم من خطورتها.

وأكملت مدير تحرير صحيفة الأهرام المتخصصة فى الشؤون الإفريقية: “ما حدث في بورتسودان أيضًا يؤكد أن الأمر في السودان يحتاج معادلة جديدة تعاد بها صياغة الدولة السودانية على أساس الحقوق والواجبات والمؤسسات والقانون والمواطنة”.

وأكدت أن المواطنة يجب أن تكون هي المعيار بين كل أبناء الوطن السوداني حتى يتجنب السودان هذه الأسباب المعقدة التي أوصلته إلى الوضع الكارثي الحالى الذي يواجه فيه مخاطر كبيرة.

وأشارت إلى أن قيادة الدعم السريع لوحت بأنها ستعلن حكومة ودولة في المناطق التي تسيطر عليها وهو ما يعني أن هناك مؤشرات خطر ومخاوف من تكرار السيناريو الليبي رغم أن هناك العديد من المعطيات تؤكد أنه من الصعب تكرار هذا السيناريو الليبي في السودان.

وأضافت: “هناك أيضًا مؤشرات تؤكد خطورة الوضع الحالى وأنه يمكن أن ينزلق إلى ما هو أسوأ من التقسيم سواء إلى الفوضى أو اللادولة إذا استمرت الحرب بشكلها الحالى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى