الموقعتحقيقات وتقارير

«خبطتين في الرأس توجع..الدروس الخصوصية والكتب الخارجية» ومختصون: غياب دور المدرسة التربوي والتعليمي

>>«توفيق»: السناتر لا تربي ولا تعلم وإنما تتاجر بالتعليم

>> من المؤسف غياب الضمير والدور الحقيقي للمدرسة والمعلم

>>«أبو بيه»: العملية التعليمية ضربت في جوهرها..ودور الكتاب المدرسي انعدم

>> التلميذ الحلقة الأضعف..تكدس الفصول مشكلة تحتاج حلا سريعا

>> ولي أمر: «لو شفنا كتاب المدرسة مفيد وشامل حنشتري كتب خارجية هل يعقل؟»

 

تحقيق – آلاء شيحة

أسابيع قليلة تفصلنا عن بداية الفصل الدراسي الأول ومع اقتراب الدراسة يلجأ العديد من الطلاب للدروس الخصوصية، اعتقادا منهم أن نجاحهم مرهونا بها في حين يعتبرها أغلب أولياء الأمور كابوسا يكلفهم مبالغ باهظة..

وفي ضوء تطوير الوزارة بالعملية التعليمية للقضاء على هذه الظاهرة وعلى الرغم من كافة هذه الجهود ما زالت الدروس الخصوصية هي المرجع الأول للطلاب وأولياء الأمور، إلى أن هذه الظاهرة تتكرر كل عام مع اقتراب الدراسة نظراً لعدم وجود أي رقابة على سوق الدروس الخصوصية أو تنظيمها وتقنينها…

واستطلع «الموقع» آراء عدد من أولياء الأمور والتربويين والأكاديميين حول هذا الموضوع، وإيجاد حلول لها لتقليلها والقضاء عليها، وكيف ننقذ أبنائنا من هذه الظاهرة التي عجز القائمون على التربية والتعليم عن التصدي لها…

• مضطرين

تقول صباح عامر ولية أمر، إن الدروس الخصوصية وشراء الكتب والمراجع الخارجية واستبدال الكتاب المدرسي كانت ولا تزال تشكل عبئاً مالياً علينا وعلى بقية الأسر، نظراً لارتفاع تكلفتها، لافتة إلى أن أغلبية الأسر لديها أكثر من ابن في التعليم وهذا ما يضعها في مأزق، ونلجأ للدروس الخصوصية والكتب الخارجية مضطرين لذلك موضحة «هوا احنا لو شفنا كتاب المدرسة مفيد وشامل هنروح نجيب كتب خارجية هل يعقل، العيب في الكتاب المدرسي للأسف».

• المناهج

ويؤكد علي خالد ولي أمر، أن تلقي الأبناء للدروس الخصوصية وهم في الصفوف الأولى للتعليم، يرجع سببه إلى صعوبة المناهج واهتمام بعض المدارس بالأنشطة على حساب المادة العلمية وزيادة الأعباء على أولياء الأمور، إلى جانب التزامات بعض الآباء بالعمل وضغوط الحياة، وهو ما يدفعهم إلى الاستعانة بمعلمين خصوصيين لأبنائهم، لمتابعتهم في المذاكرة وحل الواجبات والاستعداد للامتحانات، لافتاً بأن معظم المعلمين ليس لديهم ضمير في توصيل المعلومة وهدفهم هو جني الأموال من الطلاب.

• سرطان الدروس

وبيّن مُراد فكري ولي أمر، أن عدم كفاية الحصة المدرسية وعدم استيعاب الطالب داخل الصف بشكل جيد، ودور المدرسة الحقيقي جعل هناك ما يسمى بـ«سرطان الدروس الخصوصية»، بالإضافة إلى الذين يهملون متابعة أداء أبنائهم على مدار السنة ليتفاجأ الأهالي قبيل الاختبارات النهائية بضعف المستوى التعليمي، الأمر الذي يتطلب من الأسرة متابعة الأبناء أول بأول وأن يكون هناك تواصلا مباشر مع المدرسة.

• دراسة متعمقة

الدكتورة دعاء توفيق أستاذ مساعد علم اجتماع كلية تربية جامعة عين شمس، تُثني على الجهود التي تقدمها الدولة والوزارة في تطوير منظومة التعليم وتقديم المناهج بالآليات العلمية والعملية، في الوقت الذي تحاول فيه الدفع بعجلة التعليم إلى الأمام، إلا أن الاستعانة بالدروس الخصوصية تعود بنا إلى الوراء خصوصاً أنها قضية تحمل الكثير من السلبيات والهدر المالي على الأسر.

نرشح لك: مستلزمات المدرسة.. فرحة مكسورة راح زمن المولات و المحلات.. شوادر مستلزمات المدرسة والكتب الخارجية المستعملة بالفجالة حيلة أولياء الأمور

أضافت توفيق، أنه من المؤسف غياب الدور الحقيقي للمدرسة والمعلم وهذا سبب تفشي الدروس الخصوصية لضعف التعليم وغياب الضمير ما يضطر أولياء الأمور إلى البحث عن مدرسين خصوصيين من بداية الفصل الدراسي، وترى أن هناك حاجة لدراسة المشكلة دراسة متعمقة وجادة مع تقديم الحلول البديلة كتنظيم دروس ومجاميع تقوية تحت إشراف إدارة المدرسة.

• تجارة واستغلال

وتابعت، الدروس الخصوصية أصبحت تجارة دون تقديم مهارات أو معارف أو معلومات تذكر للطالب، وتعطيل مدارك الطالب في التفكير و الاستنتاج وذلك باعتماده على المعلم الخاص دون بذل الجهد حتى في حل الواجبات، بالإضافة إلى أنها لها أثر سلبي في الاستنزاف المالي للأسر، وتكبيد الأسر مبالغ طائلة خصوصًا في ظل ارتفاع الأسعار حاليًا، لافتة إلى أن السناتر لا تربي ولا تعلم وإنما تتاجر بالتعليم.

وتابعت، أن من عوامل انتشار الدروس الخصوصية هي تخلي معظم الأسر عن متابعة الأبناء دراسيًا بالمنازل، مُحملة كل أطراف العملية التعليمية المدرسة والمُعلم والأسرة والطالب المسؤولية عن تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى ضعف المستوى الدراسي في بعض المواد، وكثرة غياب البعض وعدم الانتظام في الدراسة وتقليد الأصدقاء في تلقي الدروس، بجانب ذلك ضعف مستوى بعض المعلمين، وانشغال كثير من المعلمين بالأعباء الإدارية وطول المنهج مقارنة بعدد أيام الدراسة الفعلية إضافة إلى تدني رواتب معلمي المدارس.

• كتب المدرسة

وأوضحت، أن لجوء أولياء الأمور للكتب الخارجية وإهمال الكتب المدرسية لأنه غير شامل ووافي والتي يمكن للطالب الارتقاء بالمستوى العلمي له، لذا تمتاز الكتب الخارجية بالتنظيم وأنها أكثر جذباً للعين واحتوائها على المادة العلمية بطريقة سلسة ومبسطة، وبالتالي يكون الإقبال عليها كبير.

• ثقافة سائدة

الدكتور سامي أبو بيه عميد كلية التربية وأستاذ علم النفسي التربوي بجامعة المنوفية سابقاً، يقول إن ظاهرة الدروس الخصوصية ما زالت مستمرة، ويزداد الإقبال عليها وانتعاشها قبيل الدراسة لذا أصبحت ثقافة سائدة في المجتمع، فلا يخلو منزل من الاستعانة بمدرسين خصوصيين، وهذا لأن المدارس أصبحت لا توفر دروس إثرائية بهدف التحسين من أداء الطلبة وإعدادهم، لافتاً إلى أن الكارثة الأكبر أن معلم المدرسة هو الذي يقوم بهذا الدور ويستغلون أولياء الأمور، حيث إن بعضهم يتقاضون بالساعة ومنهم من يتقاضى بشكل شهري وتختلف الأسعار، ويقومون برفع أسعار الدروس لتصل إلى أعلى مستوياتها دون حسيب أو رقيب.

• الحلقة الأضعف

وأكد، أنه لابد من تحديد أهداف واضحة وفعالة لتحقيقها من منظومة التعليم ووجود استراتيجية للالتزام بها، حيث أن التلميذ أصبح الحلقة الأضعف في هذه العملية، بين وليّ أمر يحرص على تعليم يضمن لطفله المستقبل الأمثل، ومعلم يريد تحسين دخله للمحافظة على مكانته في الطبقة الوسطى، وفي المقابل، يلجأ البعض من المعلمين والأساتذة إلى تقديم دروس خصوصية مدفوعة الأجر بعد المدرسة، وذلك بسبب رواتبهم المنخفضة نسبيًا مما يشجع أيضا البعض منهم على عدم بذل الجهد المطلوب في الفصل الدراسي في المدرسة.

• تهميش دور المدرسة

وأضاف، أن العملية التربوية ضربت في جوهرها، وتهميش دور المدرسة الحكومية التربوي والتعليمي، فضلًا عن انعدام دور الكتاب المدرسي وتدني مستواه؛ مما دفع أولياء الأمور والطلبة إلى اللجوء لتعليم آخر بديل هو الدروس الخصوصية وشراء الكتب والمراجع الخارجية بغاية تحسين مستوى أبنائها، مُشيراً إلى أن نقص عنصر الكفاءة لدى المدرسين وعدم بذلهم الجهد المطلوب في الفصل الدراسي أدى إلى ضعف المستوى المعرفي لدى الطلاب، ما دفع أولياء الأمور إلى الالتجاء إلى الدروس الخصوصية.

• دروس بالإجبار

وأكمل أن هذا ما يستدعي تدخلا عاجلا من وزارة التربية والتعليم لخوض طريق الإصلاح برؤية واستراتيجية واضحتين، علاوة على إعادة مكانة المدرسة والمُعلم وتحسين الظروف المادية والاقتصادية للمدرسين، وهناك للأسف بعض المدرّسين الذين يجبرون التلاميذ على ذلك، فالدروس الخصوصية آفة التعليم لفساد التعليم وبالتالي لا يمكن أن تنتهي إلا بإصلاح التعليم.

موضحاً، أنه لابد من تفعيل دور المدارس الحكومية وأن تكون هي المصدر الأول للتعليم في مصر، وتقليل ارتفاع معدلات الكثافة داخل الفصول، لأن متوسط الفصل من ٧٠ إلى ٨٠ طالبًا بل أكثر، وتكدس الطلاب داخل الصفوف مما يجعل المعلم غير قادر على توصيل المعلومة والشرح الوافي لجميع الطلاب، وفقًا لمعايير الجودة والعلمية أيضًا وتطبيق طرق التعلم المختلفة، سواء التعلم التعاوني أو التشاركي وغيره داخل فصل بهذه الكثافة وهذه إحدى المشكلات التي تحتاج إلى حل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى