حمى الضنك.. إرهاب البعوض يهدد العالم

مصر وسنغافورة وكوبا.. هكذا أتفقت دول العالم مع الصحة العالمية في تحذيراتها من حمى الضنك

استشاري الحساسية والمناعة لـ«الموقع»: حمى الضنك عدوى فيروسية تشبه الإنفلونزا ولكنها تؤدي للوفاة

من ارتفاع الحرارة إلى قيء وبراز مصحوب بالدم.. استشاري الصحة العامة يكشف أعراض الإصابة بحمى الضنك

حمى الضنك ليس لها علاج.. وطارد الحشرات هو الحل للوقاية منها

 

كتبت- دعاء رسلان

ظهور إصابات بـ «حمى الضنك» في قرية نجع سندل بمحافظة قنا، فتح باب مرة أخرى للتخوف من هذا المرض، وذلك بعد تأكيد وزارة الصحة والسكان، في بيانها بأن أعمال تقصي الوضع الوبائي المتعلق بوجود حالات مرضية أظهرت وجود البعوضة الناقلة لمرض حمى الضنك.

كما أظهرت النتائج المعملية لعينات الدم المسحوبة من الحالات المرضية من خلال فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي إيجابية بعض العينات لمرض حمى الضنك.

لم يكن ظهور بعض حالات الإصابة بحمى الضنك في مصر، هي وحدها من دق ناقوس الخطر بسبب انتشار هذا المرض، ولكن العالم أصدر العديد من التحذيرات بشأنه.

الصحة العالمية وحمى الضنك

حذرت منظمة الصحة العالمية من حمى الضنك وأمراضا أخرى تسببها فيروسات ينقلها البعوض، وتنتشر بشكل أسرع وأوسع نطاقا بسبب التغير المناخي، مبدية الخشية من تفشي المرض على مستوى العالم.

ودق خبراء المنظمة ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك وداء “شيكونجونيا”، وقالوا إنهم يتوقعون تفشي فيروس “زيكا” مجددا في العالم.

وكشفوا أن السبب في تفشى هذه الأمراض الثلاثة هو فيروسات مفصليات الأرجل، التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق البعوض من جنس الزاعجة، ويُسمى “بعوض النمر”.

وقال منسق مبادرة منظمة الصحة العالمية لحمى الضنك والفيروسات رامان فيلايودان في مؤتمر صحافي: “لقد أدى تغير المناخ دورا رئيسيا في تسهيل انتشار نواقل البعوض”.

نرشح لك: من الرعشة إلى الغيبوبة.. مخاطر ارتفاع درجات الحرارة على كبار السن

سنغافورة وحمى الضنك

حذرت وكالة البيئة الوطنية في سنغافورة من التفشي المحتمل لحمى الضنك لديها، مع اقتراب حلول الأشهر الأكثر دفئا بدءا من يونيو وحتى أغسطس، وسط زيادة متوقعة في أعداد البعوضة التي تنقل حمى الضنك وتعرف باسم “إيديس إيجيبتاي”.

وتابعت وكالة البيئة الوطنية: “أسراب البعوض هذه تنقل النمط الأقل شيوعا لفيروس حمى الضنك (دي إي إن في-3)، والذي لا يزال الكثيرون في المجتمع عرضة له، بسبب عدم التعرض السابق لهذا الفيروس، وفقا لصحيفة ستريتس تايمز السنغافورية.

كوبا وحمى الضنك

حذرت السلطات الصحية الكوبية السكان من انتشار كبير للبعوض الذي ينقل حمى الضنك وزيكا، ودعت لاتخاذ تدابير للسيطرة عليه.

وأشارت إلى أنه في عام 2021، تم الإبلاغ عن أكبر عدد من حالات تفشى للبعوض خلال الـ15 عاما الماضيين، لا سيما في المقاطعات الأكثر اكتظاظًا بالسكان مثل هافانا وسانتياجو دي كوبا وهولجوين وكاماجوي وماتانزاس وفيلا .

وأوضحت أن معدلات الإصابة المرتفعة بالبعوضة التى تسمى بـ”الزاعجة المصرية والزاعجة البيضاء”، وسجلت في القارة الأمريكية، وبالتالي إزداد انتقال حمى الضنك وفيروسات أخرى مثل شيكونجونيا وزيكا.

ما هي حمى الضنك؟

ومن جانبه، قال الدكتور خالد عبد الباسط، استشاري أمراض الحساسية والمناعة، إن حمى الضنك، هي عدوى فيروسية تنتقل عبر البعوض، وينتج عنها أعراض طفيفة شبيهة بأعراض الانفلونزا، إلا أنها قد تحتد في بعض الحالات وتصل للوفاة.

وتابع لـ«الموقع» أن انتشار حمى الضنك يتركز على المناطق الاستوائية، ولكن خلال هذه الفترة تزداد الإصابات بهذه العدوى حول العالم.

وأضاف أن فترات طور حمى الضنك تنقسم إلى فترة الحضانة، وهي ما بين 4 إلى 10 أيام بعد انتقال العدوى، ولا تظهر فيها أعراض، وفترة بدء الأعراض، وتستمر ما بين 2-7 أيام، ويكون الشخص خلالها قادرا على نقل العدوى عبر إصابة البعوض السليم بالفيروس ونقله للآخرين.

نرشح لك: بالتزامن مع موجة الحر.. ما هو مرض تسمم الشمس الذي يهدد حياة البشر؟

أسباب حمى الضنك

واستطرد أن تنتج أسباب الإصابة بحمى الضنك تنتج عن الإصابة بعدوى فيروسية تنتقل بواسطة البعوض، حيث يكون الباعوض الحامل لعدوى حمى الضنك أنثوي، وينتمي لفصيلتي: الزاعجة المصرية أو بعوضة الحمى الصفراء، والزاعجة المنقطة بالأبيض.

أعراض حمى الضنك

وفي السياق ذاته، قال الدكتور شريف أبو اليسر، استشاري الصحة العامة، إنه لا تظهر أعراض حمى الضنك مباشرة بعد الإصابة بالعدوى، بل تأخذ عدة أيام قبل البدء بالظهور، ثم تستمر هذه الأعراض حوالي 10 أيام، وتكون طفيفة في معظم الحالات، إلا أنها قد تزداد في حدتها لتهدد حياة المريض.

وكشف لـ«الموقع» أن أبرز أعراض حمى الضنك، هي: “ارتفاع درجة الحرارة، وغثيان وقيء، وصداع شديد وألم خلف العينين، وطفح جلدي، وفقدان الشهية، وتورم العقد اللمفاوية، وظهور كدمات طفيفة على الجلد، ونزيف من الأنف أو اللثة، وألم في المفاصل والعضلات، وألم شديد في البطن، وانتفاخ في منطقة البطن، ونبض ضعيف ومتسارع، وقيء شديد مصحوب بالدم، وتسارع في معدل التنفس، وبرود في البشرة والأطراف، ودم في البراز”.

علاج حمى الضنك

وصرح أنه حتى الآن لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك، ولكن يتلاشى المرض من تلقاء نفسه خلال عدة أيام، وقد يستمر لعدة لأسابيع، ولكن يتم علاج الأعراض والعلامات الناتجة من المرض، باستخدام مسكنات الألم والخافض للحرارة، وتجنب الأدوية التي تزيد فرصة حدوث نزيف، وأخذ قسط كافي من الراحة، وشرب كمية وفيرة من السوائل.

وأكد أن تطور مرض حمى الضنك يمكن أن يؤدي للوفاة، لذلك في حالات شديدة التعب يتم إبقاءها في المستشفى لمدة أسبوعين وتقديم الرعاية الصحية اللازمة وذلك لتعويض السوائل التي فقدها الجسم، ومراقبة العلامات الحيوية.

الوقاية من حمى الضنك

يمكن إتباع بعض الإجراءات التي تؤدي للوقاية من حمى الضنط، وهي استخدام طارد الحشرات داخل وخارج المنزل، والابتعاد عن مناطق الازدحام، وتجنب فتح شبك الحماية الخاص بالنوافذ، والحرص على إغلاق أبواب المنزل، وتغطية الجسد كاملاً عند الخروج وذلك بارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، وتجنب الأحذية المفتوحة، وارتداء الملابس الفضفاضة، إذ يمكن للبعوض الوصول للجلد عبر الملابس الضيقة.

كما ينصح البقاء في المنزل خلال فترة الفجر والمغرب، وذلك لكونه الوقت الذي يتواجد فيه البعوض بشكل كبير، وتجنب ترك أوعية الماء دون تغطيتها مثل أواني زراعة الورود، وصحون إطعام الحيوانات الأليفة، وعلب الكولا، وذلك لكون الرطوبة تساعد على تكاثر البعوض.