الموقعهلال وصليب

«حد الخمر».. تصريحات المفتى تشعل «ترند الغضب»

علام: لا توجد عقوبة منصوص عليها فى القرآن الكريم لحد شارب الخمر

شومان: فقهاء المسلمين أجمعوا على تحريمها وعقوبة شاربها من الحدود التي لا يجوز إسقاطها”

النجار: الخمر تحريمها ثابت فى القرآن الكريم اما العقوبة فيحددها الحاكم وهى عقوبة تعذيرية غير السرق

تقرير- أسامة محمود

تصريحات لمفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام خلال الأيام الماضية أثارت الجدل بين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعى، بشأن حد شارب الخمر والذى فيها أنه لا يوجد نصا شرعيا فى القرآن الكريم والسنة المطهرة لحد شارب الخمر، الأمر الذى أثار ردود أفعال غاضبة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى .

وتباين أراء المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعى ، بعد تصريحات المفتى حول حد شارب الخمر، وكتب أحدهم: طيب موافقين طبقوا حد الزنا والسرقة طالما فيهما نص قطعي.”

وكتبت أخرى: بس في ناس بتسرق من الجوع والفقر، الأفضل انك تحكي طبقوا العدل والمساواة وبعدين اقيموا حد السرقة”.
فيما رد أخر : هو مبيتكلمش فى حلال وحرام معروف أنه حرام 100% .. هو بيتكلم علي الحد .. يعني مثلا السرقة حرام وحدها قطع اليد .. لكن الكذب حرام وملهاش حد .. نفهم الأول “.

وكتب متابع أخر: عقوبة شارب الخمر في الدنيا فهي الْجَلْدُ بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ لِما رواه مُسْلِمٍ ( 3281 ) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : جَلَدَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ”.

وقال مفتى الجمهورية، فى تصريحات تليفزيونية، إنه لا توجد عقوبة منصوص عليها فى القرآن الكريم لحد شارب الخمر، مشيرًا إلى أن حد شارب الخمر ليس حدا بالمعنى الدقيق ولكنه يمثل سلطة تقديرية للقاضى أو الدولة، متابعا أنه لا يوجد نص واضح في السنة النبوية حول عقوبة شرب الخمر، ولكن هناك اجتهادات من قبل العلماء في هذا الأمر، مؤكدًا أنه لم يجد أي نص في القرآن الكريم أو في السنة النبوية تحدد عقوبة واضحة ثابتة لشارب الخمر، مثل عقوبة جريمته السرقة أو الزنا.

ولفت علام إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لما أن عقوبة شرب الخمر أقرب للتعذير وليس الحد، والحد متروك للدولة ورأي القاضي الذي يمثلها، مشيرا إلى أن الشريعة ليست متشوقة لتطبيق العقاب على الناس إلا بضمانات حقيقية واطمئنان تام ينتهي به القاضي إلى ثبوت الحد مع عدم وجود الشبهات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حسم ذلك بقوله في حديث أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِذَا وَجَدْتُمْ لِلْمُسْلِمِ مَخْرَجًا فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الْإِمَامَ إِذَا أَخْطَأَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ» وفي رواية للحديث: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ».

واختلط الأمر على الكثير من المتابعين حول حد شارب الخمر والعقوبة التى عليه نتيجة هذا الفعل، وردا على هذا الخلط واللبس قال الدكتور عبد العزيز النجار رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية بدمياط وعضو لجنة الفتوى سابقا ، إن الخمر من المحرمات التى نهى عنها القرآن الكريم والرسول الأمين صل الله وعليه وسلم لأنها من المسكرات التى تذهب بالعقل وتؤدى إلى السكر وعدم الاتزان ولها مخاطر كثيرة على صحة الإنسان كما يحذر منها الأطباء .

وأضاف “النجار” فى تصريحات لـ”الموقع” أن مثل هذه التصريحات غير واضحة من بعض العلماء تحتاج إلى تفسيرات لأنها لوتركت على عوامها ستفتح أبوابا من ابواب المسكرات والمنكرات وغير معروفة من قبل بعض الفقهاء ،لافتا إلى أن الخمر تحريمها واضح وثابت فى القرآن الكريم، أما العقوبة فيحددها الحاكم أو القائم على شئون الدولة أو القاضى وهى عقوبة تعذيرية غير عقوبة السرقة والقتل والزنا والتى ذكرت نصا صريحا فى القرآن الكريم.

ودخل وكيل الأزهر السابق الدكتور عباس شومان، وقال إنه “من الخطأ التعجل والانسياق خلف الفهم المغلوط لأقوال وتصريحات العلماء، فلا يمكن لعالم التشكيك في تحريم الخمر وعقوبته، والقول بأن العقوبة لم ترد في القرآن أو السنة لا يعني نفي العقوبة المُجمع عليها”.

وأكد وكيل الأزهر السابق، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه “أجمع فقهاء المسلمين على تحريم الخمر لقوله -تعالى-(رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) وأجمع الصحابة على أن عقوبة شاربها من عقوبات الحدود التي لا يجوز إسقاطها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى