من المشاهد المؤثرة التى شدت الانتباه فى مصر والعالم العربى هذا الأسبوع، ما قام به نجوم نادى ليفربول لكرة القدم -فى أعقاب حصدهم لكأس الاتحاد الإنجليزى بعد فوزهم على نادى تشيلسي بضربات الجزاء 5/6 – حيث التفوا حول نجمنا المصرى “مؤمن زكريا” وهو جالس على كرسيه المتحرك حاملًا الكأس، فى بادرة إنسانية ولا أروع، لرفع الروح المعنوية له قبل بدء مشوار جديد مع رحلة علاج طويلة لمرض نادر وغريب.
هم بالقطع لا يعرفونه ولَم يسمعوا عنه، ولكنهم إكرامًا لزميلهم المصرى المحترف “محمد صلاح” وتعاطفًا إنسانيًا مع ظروف لاعبنا الجميل، جاء هذا الاحتفاء الذى يؤكد معانى إنسانية نبيلة .
وعلى النقيض، بثت إحدى الفضائيات الإخبارية -فى نفس التوقيت تقريبًا- رقصة أخرى وبمعانى مغايرة تمامًا، لعناصر من حركة طالبان فى افغانستان وهم يرقصون فرحًا بأسلحتهم داخل إحدى مدارس البنات بعد اتخاذ قرار بإغلاقها!.
كم يبدو الأمر غريبًا، فاحتفالية ليفربول مبهجة ومحرضة على حب الحياة، ورقصة طالبان محبطة لأنها الامتداد الطبيعى لتلك الأصوات التى تخرج علينا دائمًا فى عالمنا العربى، لتؤكد أن الدكتور مجدى يعقوب لن تفيده أعماله الخيرة فى الآخره وموت شيرين أبو عاقلة فاجعة ولكنها ليست شهيدة، والشعب اليابانى عظيم ولكنه سيدخل النار !.
ويا قلبى لا تحزن؛ فما بين رقصة ليفربول ورقصة طالبان، تظهر الترجمة الحقيقية للإنسانية، فهناك عالم يسعى للتعايش الحقيقى بين جميع مكونات هذه الأرض، وعالم آخر بعيد كل البعد عن هذه المعانى!.
