أثار القبض أخيرًا على إحدى السيدات التى تقدم فيديوهات تحت عنوان “روتين يومي”، بملابس اعتبرت انها فاضحة ومحرضة على الفسق والفجور ، الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام ، حول ملابسات مثل هذه الواقعة والتكييف القانونى لمثل هذا النوع من القضايا.
البداية جاءت من خلال بلاغ تقدم به أحد المحامين -مؤسس حملة أطلق عليها اسم “تطهير المجتمع”- وحمل رقم 130724 عرائض إلكترونية، متهمًا مالكة “قناة أنوش” ببث محتوى جنسي على قناتها، بالإضافة إلى ارتكابها فعل علني فاضح، والإساءة للمجتمع المصري!.
ومن المنتظر أن تواجه صاحبة قناة “أنوش” اتهامات -وفق ما نص عليه قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، بالإضافة لقانون العقوبات-بالاعتداء على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، ونشر فيديوهات خادشة على مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء وإدارة موقع لارتكاب تلك الجرائم، وهى تهم عقوبتها الحبس والغرامة .
الثابت أن المخطىء لابد وأن ينال عقابه الرادع، ولكن هذا لا يمنع ضرورة تحديد ماهية مبادىء وقيم الاسرة فى المجتمع المصرى التى تم الاعتداء عليها؟! وكيفية التفريق بين الفيديوهات “الفاضحة”و غير الفاضحة!، خاصة أن المتهمة كانت ترتدى (جلاليب) فى فيديوهاتها، وهى نوعية من الملابس لا تندرج بطبيعة الحال تحت بند (الفاضحة)، لانه اذا اعتبرنا “الجلابية الشعبية” من نوعية الملابس الفاضحة -مهما كانت “ضيقة”- فماذا سنطلق على بدل الرقص “الخليعة” وقمصان النوم وخلافه؟!، كما أن هذا الروتين اليومى يتم أغلبه فى المطبخ وليس فى غرفة النوم!، وبالتالى فإن التكييف القانونى لمثل هذه القضايا يحتاج لنوع من ضبط المصطلحات بعيدًا عن الجمل المطاطة والعبارات الرنانة التى لاتتناسب مع هذا الزمن الذى يحتاج للكثير من إعمال العقل والتفكير بعيدًا عن شعارات حماية القيم والأخلاق وما إلى ذلك !.
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..الرعاية الصحية بمصر تعرقل مفاوضات الأهلى مع مهاجم برازيلي!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. معرض الكتاب والعذاب!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..فى نقد الموتى ومساءلتهم تاريخيًا!
