الموقعخارجي

بعد إعلان روسيا عدم التمديد.. ماذا سيحدث في سوق الحبوب العالمي؟

كتبت- دعاء رسلان

من جديد تتصاعد الأزمات حول الحرب الروسية- الأوكرانية، وذلك مع إعلان روسيا انسحابها الشهر المقبل من اتفاق الحبوب، الذي يسمح بتصدير الحبوب والأسمدة من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود، الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للإعراب عن قلقه.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنه لا توجد فرصة على ما يبدو، لتمديد الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بأمان عبر البحر الأسود.

مصير انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب

باتت الأزمات الناتجة عن الحرب المستمرة بين موسكو وكييف، تشكل مخاطر على العديد من الدول، وأبرز هذه الدول سوريا ولبنان واليمن، وصولاً إلى سريلانكا وباكستان، وبالرغم من أزمات الغذاء التي يمر بها العالم منذ إنشاء برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في عام 1963، إلا أنه لم يصل الجوع إلى هذه المستويات.

تمكنت اتفاقية مبادرة حبوب البحر الأسود من السماح بين الجانبين بالمرور الآمن للسفن من أوكرانيا، وتعد هذه الاتفاقية هي الأولى والوحيدة التي أُبرمت بينهما، بالتزامن مع اضطراب سلاسل توريد الحبوب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وسمحت مبادرة الحبوب لأوكرانيا بتصدير المنتجات الزراعية بعد الحرب الروسية في يوليو الماضي، وتجددت في نوفمبر الماضي، ووفقا لأحدث تقارير الأمم المتحدة، فالاتفاقية منذ توقيعها سمحت بتصدير نحو 31.5 مليون طن من الحبوب التي شملت الذرة، وزيت عباد الشمس، والقمح، وغيرها، إضافة إلى أكثر من 1600 سفينة عبر البحر الأسود، كما توجهت نحو 55 في المئة من الصادرات الغذائية إلى البلدان النامية.

لماذا تنسحب روسيا من اتفاقية الحبوب؟

في فبراير الماضي، مرت اتفاقية الصادرات من الحبوب الأوكرانية بأوقات عصيبة، إذ دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى مطالبة الاتحاد الروسي بالتوقف الفوري عن تقويض اتفاقية حبوب البحر الأسود، وإلغاء الحظر المفروض على الملاحة التجارية المتوجهة إلى الموانئ الأوكرانية، واستخدام الغذاء كسلاح.

لكن صفقة تصدير الحبوب في البحر الأسود توسعت بين موسكو وكييف؛ بهدف معالجة أزمة الغذاء العالمية، التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي مايو الماضي، وافقت روسيا على تمديد الصفقة لمدة شهرين، والتي تشمل 3 موانئ أوكرانية لكنها أعلنت أن المبادرة ستتوقف، ما لم تُرفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وقالت روسيا إنها ستسمح بمرور المزيد من السفن إذا وافق جميع الأطراف في اتفاق الحبوب على إلغاء حظر عبور الأمونيا الروسية عبر خط أنابيب يمر بالأراضي الأوكرانية إلى بيفديني لتصديرها، لذلك لفتت الأمم المتحدة إلى أهمية بدء العمل التحضيري لنقل الأمونيا الروسية عبر أوكرانيا، كجزء من جهود إنقاذ الاتفاقية للسماح بتصدير الحبوب بأمان في البحر الأسود.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، في يونيو، إنها لا ترى آفاقا لتمديد اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، كما أوضح متحدث باسم الأمم المتحدة أن موسكو ستحد من الشحنات المتجهة إلى ميناء بيفديني في مقاطعة أوديسا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى