الموقعتحقيقات وتقارير

«النظافة مهمة ولكن بمواد غير ضارة»: صابون ديتول ومنظفات تؤذي الجلد وتسبب أضرارا بالجسم

>> تسبب إحمرار الجلد وإصابته بالجفاف و الحكة المفرطة

>> مطهرات ومساحيق من فينيك وغيره تسمى اكزيما”Housewife’s eczema”
البيت لها مخاطر

>>«غانم»: استنشاق مطهرات الكلوروكسيلينول يؤدي إلى الإصابة بالتهاب رئوي وضائقة تنفسية

>>«نصر»: أي مادة كيميائية تدخل في مكونات الصابونة تسبب مشاكل كثيرة للجلد

>>«حمزة»: تقضي على الميكروبات الطبيعية الموجودة على الجلد وتساعد على حيويته

>> استخدامات طبية للديتول والمطهرات في الجروح والعضات ولسعات الحشرات

تحقيق – آلاء شيحة

لاشك أن الاهتمام بالنظافة أمر محمود، لا سيما نظافة الجسم، واستخدام منظفات وأدوات لهذا الغرض أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن تتحول المواد التي تستخدم لنظافة البدن والحفاظ عليه، إلى وسيلة لإلحاق الضرر بالجسم والجلد فضلا عن أمور أخرى خطيرة…

وبحسب أبحاث ودراسات علمية، فإن بعض المواد التي تستخدم في أعمال النظافة الشخصية والمنزلية يدخل فيها عناصر ضارة جدا، فبعضها تم تصنيعه من مواد كيماوية أو كيمائية تؤذي الإنسان وتسبب له أضرارا بالغة…

وما بين صابونة الديتول والمناديل المبللة «وايبس» والمنظفات وبعض المساحيق مثل الفينيك والتي لا يخلو بيت منها وتعتبر من الأساسيات، لكن بعضها له تأثير على الحاجز الجلدي المتواجد في الطبقة السطحية من الجلد.

الأمر الذي يمنع خروج الماء من الجلد ودخول الميكروبات إليه، وهناك مجموعة من الكائنات الدقيقة الحية مثل البكتيريا والفطريات التي تعيش على الجلد ولها دور هام، وتحت الظروف الطبيعية العادية هذه الكائنات لا تضر الجلد وتشارك في الحفاظ على حماية الطبقة الخارجية للجلد.

ومع كثرة استعمال هذه المنظفات والمطهرات وإدخال أي مادة كيميائية تحدث خللا في هذا التوازن الطبيعي ويتلف حاجز الجلد، ومن هنا تتحول الكائنات الدقيقة من النافعة والمفيدة إلى الضارة وتهاجم الجسم..

هناك نوعين من البكتيريا تعيش على سطح الجلد منها البكتيريا النافعة والضارة ويكون بينهما توازن طبيعي.

لكن ومع كثرة استعمال المطهرات تؤثر عليهما، منها التأثير على الجلد وإحداث التهابات، ومع الإفراط والإسراف المبالغ في استعمال الصابونة الديتول والأصناف المشابهة تنزع الطبقة الطبيعية من الميكروبات والبكتيريا التي تحمي الجسم ثم تموت وهذا ما يسبب الإيكزيما والحساسية والتهابات جلدية وأيضاً حساسية العين.

أيضا هناك أهمية كبيرة لكيفية الاستعمال، فالديتول في الأساس عبارة عن مادة سامة لأنها تقتل الجراثيم والميكروبات، لذا تستخدم في تطهير الأسطح والأرضيات مع الحرص على عدم لمس الجلد، وعدم الإفراط في الصابون الذي يحتوي على المواد المطهرة مثل الديتول والفينيك والكبريت لخطورته..

• حرق الجلد

الدكتورة مها غانم رئيس قسم الطب الشرعي و السموم الإكلينيكية بالإسكندرية، قالت إن استخدام صابونة الديتول تسبب حساسية كبيرة للجلد ويمكن أن يترافق معها التهاب الجلد التماسي مع حكة وقشور في الجلد.

أضافت مها، أن الجرعة الزائدة من الاستخدام تسبب أعراضاً منها: يمكن أن يتسبب التطبيق الموضعي للكلوروكسيلينول«الديتول السائل»، غير المخفف في حرق الجلد، إذ تشمل الأعراض التي تم الإبلاغ عنها عند ابتلاع الديتول، هي تآكل الغشاء المخاطي للفم والحنجرة والجهاز الهضمي وبطء القلب وانخفاض ضغط الدم والفشل الكلوي، وقد تسبب الكميات الكبيرة في تثبيط الجهاز العصبي المركزي.

• سكتة قلبية تنفسية

وتابعت، الاستنشاق للمطهرات التي تحتوي على الكلوروكسيلينول قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب رئوي ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة و السكتة القلبية التنفسية.

لذلك لا بد من الحرص على استخدامها بطرق آمنة، وأوضحت غانم، أن هناك استخدامات طبية للديتول والمطهرات في الجروح والعضات ولسعات الحشرات عن طريق غسل المنطقة بملعقة كبيرة من ديتول مخففة في نصف لتر من الماء وتغطيتها بشاش جاف أو وبر، ومن ناحية النظافة الشخصية للغسيل عند النصح طبيًا، عن طريق أخذ ملعقتان صغيرتان من ديتول مخففة في مكيالين من الماء الدافئ.

• البقع والبثور

مشيرة إلى أنها تستخدم للقشرة عن طريق وضع ملعقة كبيرة من ديتول مخففة في نصف لتر من الماء الدافئ، تشبع الشعر وفروة الرأس لمدة 10 دقائق، ثم الشامبو، وتستخدم أيضاً للبقع والبثور إذ يتم غسل المنطقة المصابة يوميًا بملعقة واحدة من ديتول مخففة في نصف لتر من الماء الدافئ، ولكن ليس «للإكزيما».

• مادة كيميائية

الدكتور محمد نصر أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة الزقازيق، قال إن صابونة الديتول لها تأثير ضار وأي مادة كيميائية تدخل في مكونات الصابونة تسبب مشاكل كثيرة على الجلد خاصة للأشخاص الأكثر حساسية.

أضاف، أن من أبرز هذه المشاكل الذي تسببها صابونة الديتول هي إحمرار الجلد وإصابته بالجفاف و حكة مفرطة، وأكزيما (Eczema)، وهو مرض جلدي تحسسي ينجم عن تلامس الجلد مع المواد الكيميائية.

نرشح لك : «الأكل ميحلاش من غير المخلل»..زيتون بنكهة الورنيش ومواد مجهولة تدخل في الصناعة

وتابع نصر، كل شيء يندرج تحت اسم مطهرات ومعقمات ومنظفات من فينيك وغيره من مساحيق تسمى اكزيما ست البيت “Housewife’s eczema “، لها مخاطر ضارة خاصة للذين لديهم حساسية جلد مفرطة ومع الإستخدام المبالغ فيه.

• اختبار حساسية

وأشار، إلى أن هناك دراسات وأبحاث علمية وكتب جلدية توضح المخاطر والتأثيرات السلبية لهذه الأنواع من الصابون وليس لها علاقة بالخبرة فقط، لافتاً إلى أن مثل مالها أضرار لها فوائد في القضاء على البكتيريا، ولكن بشرط أن يتحملها الجلد من خلال عمل اختبار حساسية.

• بكتيريا مفيدة

الدكتور أشرف حمزة أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة طب الإسكندرية، يقول إن الأضرار الناجمة عن الإسراف في استخدام صابونة الديتول وما شابه ذلك، يسبب حساسية شديدة ويقتل البكتيريا المفيدة من على سطح الجلد مما يسبب ظهور فطريات وأمراض جلدية.

أضاف حمزة، أن استعمال مثل هذه الصابونة الديتول والمساحيق تحتاج إلى جلد طبيعي لا يوجد به جفاف وتحسس وكثرة المبالغة في الاستعمال حتى لا يسبب مرض جلدي وحساسية مفرطة مثل الإكزيما، قائلاً: «الصابونة يترتب عليها أضراراً صحية للجلد ولها فوائد»، إذ أن فوائدها فقط تقتصر على قتل البكتيريا والفيروسات والميكروبات

• إكزيما جفاف وحساسية

وأوضح، أن هناك مواد دهنية على سطح الجلد تفرزها الغدد العرقية فيه تحافظ على نظافة الجلد عن طريق قتل البكتيريا، وجعله طرياً، مضيفًا أن هناك ميكروبات طبيعية موجودة على الجلد تساعد على حيويته وجودته لأنها تأكل أي ملوثات، ومع الاستخدام لفترة طويلة لنوعية هذه الصابونة تقضي على الدهون التي تحافظ على صحة الجلد.

وبالتالي يتشقق الجلد ويكون أكثر عرضة لحدوث إكزيما جفاف وحساسية موضعية تظهر على هيئة التهاب و احمرار مصحوب بحرقان وحكة.

وتابع، هناك فرق بين الصابونة الديتول كمستحضرات تجميل تساعد في ترطيب الجلد من الجفاف والحساسية، إذ أنه يوجد دراسات علمية ومثبتة كثيرة في تناول هذا الموضوع وأبحاث تشير إلى الأضرار والسلبيات الناجمة عن استعمال هذه الصابونة والمطهرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى