الموقعخارجي

“الموقع” يكشف موعد وأجندة اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة

كتب – أحمد إسماعيل علي

تستعد القاهرة لاستضافة جولة مهمة من لقاءات التقريب بين الفصائل الفلسطينية، خصوصا بعد إعلان الرئيس محمود عباس، إقامة الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني العام الجاري، وقدوم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي يؤكد دائما على حل الدولتين. ومن المقرر أن يعقد هذا الاجتماع في الأسبوع الأول من فبراير المقبل، لوضع آلية تنفيذ الانتخابات الفلسطينية، حسبما علم “الموقع”، من مصدر فلسطيني مطلع.

وتعليقا على تلك الجولة المرتقبة، قال الدكتور أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن تحريك ملف المصالحة الفلسطينية بعد توقفه وانسداد أفقه سنوات منذ 2017، يأتي بعد قدوم إدارة جديدة للولايات المتحدة تعطي الأمل لإعادة العملية السياسية وحل الدولتين.

وأضاف الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”: “سبق هذا الأمر فترة “ترامب” عندما كانت هناك لقاءات بين الفصائل الفلسطينية لإحياء المصالحة ولكن كانت تتوقف عند آلية التنفيذ”.

تجديد الشرعية الفلسطينية

وتابع: “إدارة “بايدن” لها رؤية واضحة بضرورة أن يكون هناك تجديد للشرعية الفلسطينية، علما بأن إجراء آخر انتخابات كان في 2006، وحسب الدستور الفلسطيني يجب أن تتم الانتخابات كل أربع سنوات”، قائلا، “المجلس التشريعي شغل أربع دورات انتخابية، وأعاق الحياة السياسية وكذلك الرئاسة الفلسطينية”.

وقال: “عندما توقف ملف المصالحة الفلسطينية في أكتوبر عام 2017، بعد لقاءات مارثونية في القاهرة، وافق الجميع على مقترح الجانب المصري، بأن نذهب لانتخابات مباشرة، لتحسم صناديق الاقتراع هذا الملف”.

وأضاف عضو المجلس الثوري لحركة فتح: “كانت هناك معيقات في ملف هل تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية “رُزمة” أو مرة واحدة، حسب الدستور الفلسطيني، كما أن المجلس الوطني لم يُعد تشكيله منذ أول مرة في 1964 وبقى يمثل الفصائل دون انتخابات وبدأت تطالب حركة حماس بتغييره”.

المقترح المصري

ولفت الدكتور أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إلى أن فكرة إعادة تدوير عملية المصالحة حتى الآن من خلال اعتماد منطق الانتخابات، “وكما أشرت كان مقترحا من المخابرات المصرية تبنته السلطة الفلسطينية، ثم بدأ الحديث بشكل واضح على وضع آلية”.

اجتماع القاهرة.. وآلية تنفيذ الانتخابات

وقال “الرقب”: “حركة حماس طالبت حتى اللقاء الأخير في القاهرة، بأن تجرى الانتخابات “رُزمة واحدة”، ولكن بعد المتغيرات الأخيرة في الولايات المتحدة، وبنصيحة بعض أصدقاء حماس، وافقوا أن تجرى الانتخابات على التوالي، تبدأ بالبرلمانية وتنتهي بالمجلس الوطني مرورا بالرئاسية”.

وأضاف: الآن تم اعتماد مواعيد الانتخابات، بمرسوم رئاسي، المقرر أن تبدأ في 22 مايو المقبل، وبدأنا الاستعداد لها.

ونبه من أنه هناك تفاصيل كثيرة جدا قد تفجر هذه الانتخابات، وكالعادة نقول “الشيطان يكمن في التفاصيل”، هذه التفاصيل ستحسم في اجتماعات القاهرة.

وأضاف “الرقب” عضو حركة فتح: “حسب معلوماتنا، قد يكون الاجتماع في 5 أو 6 فبراير المقبل، بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، وبرعاية المخابرات المصرية، التي تتابع الملف بتفاصيله، للبدء في وضع آليات لتنفيذ هذه الانتخابات”.

إشكالية إشراف الأجهزة الأمنية

ولفت “الرقب” إلى أن من يشرف على الأجهزة الأمنية في الضفة، السلطة الفلسطينية، ومن يشرف على نظيرتها  في غزة، حركة حماس، وبالتالي هذا الأمر يحتاج إلى ترتيبات، بشأن من يشرف على الانتخابات وما هي المحاكم التي تفصل في القضايا الخلافية، هل هي محاكم السلطة أم محاكم حماس التي أنشئت بعد انقلاب حماس عام 2007؟، مؤكدا أن كل هذه التفاصيل، تحتاج إلى ترتيب.

جهاز شرطي موحد

وذكر الدكتور أيمن الرقب، بأنه “كانت هناك فرصة في صياغة ورقة تفاهم في 2009، والتي وقعت عام 2011، بأن يتم تشكيل جهاز شرطي يشرف على هذه الانتخابات قوامه من 5 إلى 7 آلاف، ولكن للأسف الشديد، أُحبط هذا الملف ولم يتم تنفيذه، وبالتالي ذهبنا إلى عدم وجود جهاز شرطي موحد”، معربا عن أمله أن يتم تجاوز ذلك خلال الاجتماعات المقبلة في القاهرة.

وقال “الرقب”: “هناك مشاكل عالقة فيما يخص ملف غزة، وموظفي كل من السلطة الوطنية وحماس في غزة، وآلية استيعابهم وترتيبهم، وكل هذا سيتم مناقشته في اجتماع القاهرة المقبل”.

وأضاف: “نحن على أعتاب انتخابات غابت منذ أكثر من 15 عاما، نعود من خلالها لإحياء الأمل للشعب الفلسطيني”.

حل الدولتين

ولفت “الرقب”، إلى اجتماعات مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، والتي لأول مرة بعد أربع سنوات، يتم تغيير لغة مندوب الولايات المتحدة الذي تحدث عن حل الدولتين، وحديث جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد بضرورة حل الدولتين، وأنه لا يستطيع أحد أن يفرض على الفلسطينيين والإسرائيليين حل دون موافقة الطرفين.

وأضاف: “هناك دعوة من القيادة الفلسطينية، واليوم تم التأكيد عليها، بمطالبة المجتمع الدولي عقد مؤتمر دولي للسلام، وهناك حراك روسي يدعو الرباعية بجانب “مصر والأردن والإمارات وفلسطين وإسرائيل” للاجتماع في صيف العام الجاري”، معتبرا أن كل هذا الحراك قد يحيي العملية السياسية.

أولوية ترتيب البيت الداخلي

واختتم الدكتور أيمن الرقب، عضو حركة فتح، تصريحاته لـ“الموقع”، بالتأكيد على أن ترتيب البيت الفلسطيني أولوية، قائلا “نتمنى في النهاية أن يقول الشعب الفلسطيني كلمته ويختار حكومة ورئاسة سواء من “فتح” أو من “حماس”، لكن في النهاية يجب أن نحتكم للشعب الفلسطيني ووحدة البيت الفلسطيني، وأعتقد أنه أهم شيء في هذه المرحلة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى