الموقعتحقيقات وتقارير

المسكنات.. السم والترياق في كبسولة واحدة .. ملف «الموقع»

>>«عز العرب»: لها أضرار على الجهاز الهضمي.. وتسبب خلل في وظائف الكبد

>>تسبب جلطات القلب والفشل الكلوي والكبدي.. والاعتماد على الصيدلي في وصف وتشخيص العلاج كارثة

>>«شعبان»: تناولها يقلل المناعة.. ولها تأثيرات خطيرة على الأطفال.. تتفاعل مع أدوية السيولة وتسبب النزيف

>>«الشحات»: تناولها بصفة مستمرة يسبب قصور الكلى وينتهي بجلسات الغسيل

تحقيق – آلاء شيحة :

يخفف الألم مؤقتا لكنه يجلبه ويقويه حتى يقضي عليك! إنها المسكنات القاتل الصامت والتي يلجأ إليها مع الأسف الكثير من الناس مع أقل شعور بالألم، ظنا منهم أنهم يبحثون عن الراحة بينما هم يبحثون بأيديهم عن الشقاء والتعب الدائم…
عادة اللجوء للمسكنات منتشرة جدا في الشارع المصري، حتى أن البعض يتقاسم مسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية مع الآخرين كالأصدقاء وأفراد العائلة، علما بأن القاعدة الطبية تقول ما يصلح للبعض لا يصلح للجميع.

الأدوية المسكنة يستخدمها الناس على نطاق واسع، فمثلا تنتشر كمانع للالتهاب خافض للحرارة مسكن للألم، فـ«المسكنات الدوائية» هي الحل السحري بالنسبة للكثيرين لكل آلام الجسم، خاصة الصداع وآلام الظهر والمفاصل وآلام العمود الفقري أو الأسنان وغيرها من الأوجاع المُفاجئة، وبات الذهاب إلى أقرب صيدلية لشراء مسكنات الألم أول خطوة للعلاج!

الموقع“، في هذا التحقيق يكشف خطورة استخدام المسكنات وتحول ذلك لثقافة وعادة حياتية من دون إدراك للمخاطر الصحية الكثيرة التي تترتب على ذلك، حيث يتحول المسكن مع مرور الوقت من “صديق إلى عدو”، وتبدأ معه وبسببه مشكلات المعدة تصل حد النزيف، فضلا عن مشكلات خطيرة في الكلى تنتهي بفشل كلوي حاد يتطلب غسيل كلوي، مرورا بخلل في وظائف الكبد وهي سبب رئيسي من أسباب أمراض القلب وحدوث الجلطات…

• خلل في وظائف الكبد

الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، يقول إن الوقاية خير من العلاج، فالإفراط في استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية تُعد من أبرز أسباب الإضرار بسلامة الكلى، مضيفاً أن أضرار المسكنات على الجهاز الهضمي متعددة، تترك تأثيرات سلبية وتؤدي إلى خلل في وظائف الكبد والالتهاب الكبدي المزمن أو التليف، ومضاعفات تؤدي إلى الفشل الكلوي.

نرشح لك : «الرئاسة» وأصحاب «القداسة» و«الفضيلة».. حظ الكنيسة.. ونصيب المشيخة

وعن المسكنات التي يتم أخذها في الصيدلية أوضح عز العرب، أنه تم وضعها ضمن ‏OTC «‏Over the counter Medicines»، على مستوى العالم، وهي الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية مثل الباراسيتامول وغيره من مسكنات الألم الخفيف، مؤكدًا خطورة استخدام أو تناول المسكنات، وكذلك المضادات الحيوية دون روشتة طبية.

• وصفة الصيدلي

إذ أن الاعتماد على الصيدلي في وصف الأدوية سلوك خاطئ وعواقبه وخيمة‏، مشيراً إلى أنه توجد مسكنات تسبب مضاعفات في الزائدة الدودية وتأثرها سلبًا فضلًا عن غيرها من المضاعفات الأخرى العديدة، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تخفي المرض الذي يحتاج الطبيب إلى معرفته.

وتابع، هناك مرضى لايفضل إعطائهم مسكنات اللاستيرويدية «NSAID»، إذ تتضاعف حالتهم باستخدامها مما يؤدي إلى الإصابة بسيولة في الدم‏، لذا فإن تناولها بدون استشارة الطبيب يشكل خطراً بالغاً خاصةً للذين يعانون من ضغط الدم المرتفع‏.

• جلطات القلب

الدكتور جمال شعبان استشاري أمراض القلب وعميد معهد القلب الأسبق، حذر من تناول المسكنات بدون وصفة طبيب أو روشتة من الطبيب المعالج، واللجوء إلى الصيدليات وأخذ حقن المسكنات، ولابد التحدث مع الطبيب حول أي أدوية أخرى يتم تناولها ويمكن أن تتعارض مع المسكنات، مضيفاً أن البديل الآمن هو تناول الباراسيتامول وما يسمى بـ«البانادول».

أضاف شعبان، أن مضادات الالتهاب والمسكنات غير الستيريودية مثل «البروفين والكاتفلام والڤولتارين » وهي أدوية شائعة الاستخدام، إذ يساء استخدامها كثيراً بدون إشراف طبي فتسبب أضراراً على القلب وتؤدي إلى الجلطات، والتهابات في قرحة المعدة تنتهي إلى قيء دموي، واضطراب في وظائف الكلى وتنتهي بفشل كلوي مما ترفع من أنزيمات الكبد.

مسكنات مخدرة

وقسم الدكتور جمال شعبان، المسكنات بشكل عام إلى قسمين رئيسيين منها مسكنات مخدرة وغير مخدرة، مضيفاً أن من أضرار تناول المسكنات أنها تسبب ارتفاع ضغط الدم، وتقلل من فعالية أدوية ضغط الدم، وتؤدي إلى تفاقم من شدة هبوط القلب وتزيد من قابلية التجلطات وتتفاعل مع أدوية السيولة وقد تسبب النزيف، وتؤدي إلى التهابات وفشل كلوي
تقلل المناعة وخطر على الأطفال

نرشح لك : «حقنة هتلر وهم الشفاء من الصداع».. ألم الرأس قد يكون عرضا لأمراض خطيرة

ونصح شعبان بعدم إعطاء أي شخص مصاب بكوفيد 19 المسكنات لأنها تقلل المناعة وتزويد الإصابة مع تفاقم من نشاط ڤيروس كورونا، لذا ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول المسكنات بصفة عامة، لافتاً إلى أن استخدامها للأطفال تؤدي إلى أضرارا جسيمة في النخاع العظمي واضطرابات في المناعة.

• قصور كلوي حاد

الدكتور أسامة إبراهيم الشحات استشاري أمراض وزراعة الكلي ونقيب أطباء الدقهلية، قال إن المسكنات بأنواعها لها تأثير ضار على الكبار والصغار، إذ أنها تؤثر على وظائف الكلى بعدة طرق ولكن الطريقة الأساسية تأثيرها في النسيج الموجود بين الخلايا في الكلى مما تعمل على قصور كلوي حاد يتحول إلى مزمن.

أضاف الشحات، أن أخذ حقنة واحدة أو تناول حبوب مسكنة بصفة روتينية ومنتظمة على مدار الشهور والسنين، تصيب الإنسان بقصور كلوي حاد وتوقف الكلى عن العمل سواء كلي أو جزئي وتفقد الكليتين وظيفتها في نقل الدم فهذا يحتاج إلى غسيل كلوي أو زراعة كلى ، مشيراً إلى أن أن الآثار الجانبية للأدوية المسكنة ترتبط بنوع المسكن، والمدة الزمنية التي يتناول فيها الشخص لهذا المسكن.

ويتسبب الإفراط في تناولها، وبخاصة الأنواع غير الآمنة، في العديد من الأضرار، والتي يمكن أن تصل إلى الإصابة ببعض الأمراض.

• الاستشارة الطبية

وتابع، لا يوجد دواء آمن 100%، ولكن هناك بديل لمسكن شبه آمن وفعال هو «الباراسيتامول »، بالإضافة إلى أن تأثيرات المسكنات تختلف وتتدرج تحت الأشد خطورة إلى الأبسط في تأثيرها بناء على حالة المريض، لذا نضطر أن نعطي مسكن بأقل جرعة للضرورة القصوى مع متابعة وظائف الكلى جيداً مع كثرة تناول السوائل، ويوصي الجميع بعدم أخذ أية أدوية أو مسكنات دون الاستشارة الطبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى