الموقعتحقيقات وتقارير

المساكنة.. تصريح بالزنا «تبرير لارتكاب المُحرمات».. بعد مناداة البعض به من جديد.. زواج “المساكنة” يثير غضب المتابعين.. وعلماء دين يعلقون لـ «الموقع»

“الأزهر للفتوي”: تقديم المساكنة للمجتمع كبديل الزواج إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة حقوقيًّا وأخلاقيًّا ودينيًّا

المُشرف على رواق الأزهر: “المساكنة نوع من الشذوذ الأخلاقي وهى الفاحشة بعينها”

“فؤاد”: “كلما ظهرت جراثيم سوف يتصدى لها علماء الأزهر وسيشفى المجتمع منها”

“النجار”: من يدعون لـ “المساكنة” يريدون نشر الرذيلة والفساد والفحشاء فى إطار قانوني

“المُساكنة” يترتب عليها إهانة لكرامة المرأة واختلاط الانساب وهتك الأعراض

نقرير- أسامة محمود

حالة من الغضب والاستياء بين المتابعين والجمهور على منصات التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية، بعد أن ظهر على الساحة ووسائل الإعلام شخصيات عامة ومشهورة وفنانين و”البلوجر” فى الفترة الأخيرة يتحدثون عن مايسمى بـ”زواج المساكنة” ويدعون الشباب والفتيات إليه بعد قيام هؤلاء بهذه التجربة والتى تتعارض كليا مع الفطرة الإسلامية والدين الإسلامى الحنيف.

وهاجم الكثير من علماء الأزهر الشريف والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من يدعون إلى نشر هذه الأمور أو هذه المحرمات والتحدث عنها فى وسائل الإعلام ومواقع السوشيال ميديا ويشاهدهم الأطفال والشباب والفتيات وهى من المحرمات التى نهى عنها الإسلام والشريعة الإسلامية، مؤكدين مثل هؤلاء يستهدفون هدم الأخلاق والقيم الحميدة التى حثنا عليها ديننا الحنيف على حد قولهم”.

ورد مركز الأزهر للفتوي الالكترونية،على من يدعون إلى مايسمى بزواج “المساكنة” قائلا: إن الإسلام أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له.

وتابع المركز: يُحرِّم الإسلام العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها “الزنا”، ومن صِورِها ما سمي بـ”المساكنة” والتي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام، وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
كما أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية.. إلخ؛ -بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.

وتابع مركز الأزهر،: الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، ولا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: “لا تزن.”

كما أن عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان، متابعا أن يأتي ذلك بجانب طرح دعوات صريحة توجّه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، وهو ما يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه.

وأضأف مركز الأزهر أن تقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج أو مُقَدِّمةٍ له بزعم تعرّف كلا الطرفين على الآخر؛ إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيًّا وأخلاقيًّا، ودينيًّا، واختزال لعلاقة الزواج الراقية بين الرجل والمرأة في متعة زائفة، واعتداء على كرامة المرأة، وإهدار لحقوق ما ينتج عن هذه العلاقة من أولاد، فالبدايات الفاسدة لا تثمر إلا الفاسد الخبيث.
وأكد الأزهر الشريف أنه يشُد على أيدي الآباء والأمهات، والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة.

وأهاب الأزهر الشريف بأصحاب الرأي والفكر والإعلام أن يكونوا على حذرٍ من استغلال منابرهم في الترويج لمثل هذه الدّعوات الهابطة؛ عن عمدٍ أو غير عمدٍ؛ لنشر فتنة أو رذيلة تعبث باستقرار المجتمعات وأبنائها، وتروج للفواحش المنكرة، والأفكار الوافدة، التي تحاول النيل من ثوابت ديننا الحنيف، وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

من ناحيته يقول الدكتور عبد العزيز النجار مدير عام شئون مناطق الوعظ بالأزهر الشريف وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وأحد علماء الأزهر الشريف إن هذا الموضوع من الأمور التى طرحت فى السابق وأعلنت دار الإفتاء المصرية انه حرام شرعا ،وهى أمور لم نراها من قبل، مشيرًا إلى أن مايسمى بزواج “المساكنة” كما يطلق عليه البعض هو نوع من تبرير الزنا بمسميات وأشكال جديدة لم تعرفها الشرائع السماوية، لافتا إلى أن من يدعو إلى انتشار هذه الأمور هو يسعى إلى نشر الرذيلة والفساد والفحشاء فى إطار قانوني على افتراض أن هذا سيحدث وبما أننا فى دول إسلامية دستورها الشريعة الإسلامية فلن يسمح القانون والدستور ولا العرف ولا الشريعة بالاعتراف بأن هذا نوعا من أنواع الزواج المشروع.

وتابع “النجار” فى تصريحات لـ”الموقع” أن مايسمى بـ ” المساكنة” يترتب عليها إهانة لكرامة المرأة التى يطوف عليها الرجال باسم “المساكنة” واختلاط الأنساب وهتك الأعراض وتتحول المرأة من زوجة ملكة متوجة كرمتها الشرائع السماوية وحفظت لها جميع حقوقها وضمنت لها الرعاية والانفاق والحماية من الزوج الشرعي ولم يجعلها مجرد موضع قضاء الشهوة وفقط .

وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، هناك من يريد إفساد علاقة المسلمين بربهم وعلاقة الناس بعضها ببعض، عن طريق نشر الرذيلة والبغاء ووضع آليات لها تخرجها من إطار الحرام او العيب أو الفضيحة إلى امورا عادية ومباحة وتركز على الجانب الحيوانى فى الإنسان وكأن الإنسان لم يخلق إلا المتعة والملذات ويذهب ويلهث خلف شهوته مع أن الله سبحانه وتعالى يقول (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فخلقنا الله عزوجل للعبادة ولإعمارهذا الكون وفق الضوابط الشرعية التى حددتها شريعة الإسلام ووصعت لها حدودا واضحة لا يجوز للانسان أن يتجرأ عليها أو أن يتعدها كما قال ربنا سبحانه وتعالى ” {ومَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فقدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} وقال النبى صل الله وعليه وسلم “اتقوا الشبهات”.

وأردف “: أن الزواج قد شُرع لهدف أسمي وأعظم ألا وهو الحفاظ على ذرية آدم وتناسلها لتحقق مراد الله منها في عبادته وعمارة هذا الكون، عبر وسيلة مشروعة تحفظ لها كرامتها، وتحول دون اختلاط الأنساب، وهتك الأعراض، إضافة إلى ستر كلا الزوجين للآخر وإمتاعه وقضاء شهوته في إطار الحلال وبعد تحقق شروطه واكتمال أركانه (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)، وجعل الله تعالي المودة والرحمة أساسا للتعامل بين الزوجين ليواجها معا متاعب الحياة، ويتغلبا على تحدياتها”.

من ناحيته علق الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على رواق الأزهر الشريف، على دعوات البعض لـ المساكنة، مشيرا في تصريحات تليفزيونية إلى أن”مصر ستظل البلد الطيب المبارك الذي أوصى به الرسول خيرا،مضيفا كلما ظهرت جراثيم سوف يتصدى لها أهل العلم في الأزهر وسيشفى المجتمع منها.

وتابع فؤاد: الحديث عن المساكنة هي نوع من الشذوذ الأخلاقي والمساكنة نوع من الزنا، والزنا لا يمكن أن يكون له إلا صورة واحدة وهي مخالفة شرع الله، موضحا أن المساكنة هي الفاحشة بعينها، ولا يمكن مناقشة هذه الفاحشة عبر وسائل الإعلام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى