الموقعتحقيقات وتقارير

الشعب تعيس يا حكومة.. الأسعار نار والجيب كفران.. «ملف الموقع»

مدحت: الجيوب الفارغة لا تفرح وغلاء الأسعار كسر هيبة الرجالة أمام زوجاتهم وأبناءهم

سعر وجبة السحور يتجاوز المائة جنيه والإفطار الـ 200 جنيه رمضان هذا العام فوق طاقة أي موظف بالدولة

محمود: أعمل باليومية واللي جاي لا يكفي ثمن وجبة في اليوم الواحد «ارحموا الشقيان»

علي: البامبرز بـ 250 جنيه ولبن الأطفال بـ 250 وأسعار السلع الغذائية في تضخم مستمر

نجوى: سفرتي كانت لا تخلو من اللحوم أصبحنا لا نأكلها وحزينة لأن رمضان شهر اللمة سيكون دون عزومات

ممدوح: أعمل أكثر من عمل لأوفر وجبة لأولادي ويجب على الحكومة مراقبة الأسواق والسيطرة على جشع التجار

تحقيق- منار إبراهيم:

وجوه محبطة على تقاسيمها رسم الحزن ملامحه ملأت الشوارع وعيون شاردة تاهت نظراتها من أصحابها، وعقول مشتته، هذا هو حال عدد كبير من أبناء الشعب المصرى، الذين ارتسمت على ملامحهم علامات الكآبة والإحباط، نتيجة لارتفاع تكاليف الحياة اليومية التي يشكو منها جموع المصريين، وخاصة مع قرب حلول شهر رمضان يليه العيد، وغيرها من المناسبات التي تتطلب مصاريف إضافية تشكل عبئاً إضافيًا على المواطن.

«الموقع» تجول بين مناطق عدة يقطنها مصريون من شتى الفئات والأعمار، استمعت إلى حكاياتهم المأساوية، سألتهم عن أسباب معاناتهم وإحباطاتهم فماذا قالوا ؟، هذا ما ستناوله في التقرير التالي…

ففي بداية جولتنا، قال مدحت حماده، موظف يبلغ من العمر 58 عاما، إن ما تشهده السلع الغذائية من ارتفاع أكثر من طاقة أي موظف في الدولة، وخاصة مع قرب حلول شهر رمضان الذي يتطلب أضعاف مصروفات غيره من شهور العام.

وأضاف حماده أن شهر مارس يعد بالنسبة للجميع شهر عصيب رغم أنه يأتي محملا بالمناسبات السعيدة إلا أن “الجيوب الفارغة لا تفرح”، هذا الشهر به مدارس، وعيد أم كيف أكون رجل ولا أستطيع أن أتي لأمي بهدية، ثم يليه شهر رمضان، غلاء الأسعار “كسر هيبة الرجالة أم زوجاتهم وابناءهم”.

وتابع: “بحسبة بسيطة دعينا فقط نحسب تكلفة وجبتي الإفطار والسحور في رمضان لأسرة متوسطة العدد مكونة من 5 أفراد، ففي السحور: (سعر البيضة 5 جنيهات أي 25 جنيه يوميًا + 10 جنيه فول+ 10 جنيه سعر كيلو البطاطس+ 26 جنيه ربع كيلو جبن+ 5 جنيه لكوب الزبادي البلدي أي 25 جنيه + شنطة عيش بها 10 أرغفة بـ 15 جنيه = 111جنيهًا)، فما بالك بوجبة الإفطار والذي ستتجاوز في هذا الغلاء المائتين جنيه حيث تجاوز سعر كيلو لحم 180 جنيه ومتوسط سعر الفرخة حاليًا 120 جنيه هذا إلى جانب باقي الوجبة.

ومن جانبه، أضاف محمود محمد، فواعلي يبلغ من العمر 60 عام، «لدى 5 أطفال، ولا أملك فى دنيتى غير العدة دى اللى بشتغل بيها»، ولدى فتاتان على مشارف الزواج، وجيت من المنيا عشان اشتغل هنا، وكنت عامل بناء لكن سنى كبر، وتعبت من شيل الرمل والطوب، ومبقتش قادر، والشغل مش دايم، فكل 8 أيام أشتغل يومين فقط، وأسافر الصعيد لزيارة أولادى كل شهر، عشان مفيش فلوس أروح وأجي، وكل يوم من أول ضوء تفضل الشمس تاكل فى دماغى».

ويستطرد محمود: نفسى أجهز بناتى قبل ما أموت، لكن اللى جاى كان على قد الحال وبنعيش بيهم اليوم بيومه، حاليًا اللي جاي لا يكفي اليوم وجبة في اليوم الواحد، وبعيون يغمرها الدمع يواصل «محمود» حديثه: «أنا تعبت بناكل طين وجرجير وسخ، دا ربنا هو اللى محافظ على صحتنا، وصلوا صوتى للمسؤول ارحموا هذا الرجل المحبط الشقيان».

أما علي أمين، 35 عاما، فأشار إلى أن الوضع اختلف تمامًا عن الشهور الماضية، وكل يوم الأسعار في ارتفاع والمرتبات ثابتة لا تغيير، مضيفًا أن لديه طفلة رضيعة وسعر عبوة البامبرز بلغت 250 جنيه، وتجاوز سعر علبة اللبن 250 جنيه، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الغذائية والفواتير الاستهلاكية، هذا الشهر في ظل تضخم الأسعار يحتاج 3 مرتبات ولا أعلم كيف ندبر الأمر ونكمل الشهر.

نرشح لك : بعد موافقة مجلس الوزراء على العودة للتوقيت الصيفي.. «الكهرباء» تكشف لـ«الموقع» حقيقة وجود عجز في الطاقة

وفي سياق متصل، أضافت نجوى عبد اللطيف، ربة منزل في الخمسينات من عمرها، أنها كانت يوميًا تضع على سفرتها فراخ أو لحمة بجانب الوجبة هذا الشهر لم تضعهما على سفرتها سوى 4 مرات فقط، بضع الأكل على السفرة بدون لحوم وأنا قلبي بيتقطع على زوجي وأولادي الشقيانين طوال اليوم في الشارع العائد من الجامعة وغيره من المدرسة وأبوهما من الشغل.

واستكملت: أكثر ما يحزنني أن رمضان هو شهر اللمة والعيلة، وغلاء الأسعار سيفرق لمة العيلة على الفطار، فلن أستطيع أن أتبادل العزائم مع أخواتي ولا اخوات زوجي، ففعل ما لم تستطع “كورونا” على فعله طوال السنوات الماضية، فكيف لرب أسرة يقضي يومه بالكاد أن يجمع عائلته الكبرى على الإفطار؟!.

والتقط منها ممدوح عبد الله، 45 عاما، طرف الحديث قائلا: “مبقاش في حاجة تفرح الواحد من كثرة ضغوط الحياة أصبح يعمل أكثر من عمل ولا يرى زوجته وأبنائه طوال اليوم، وكل ذلك لأوفر وجبة جيدة لأطفالي ومتطلبات الدراسة حيث لدي 3 أبناء جميعهم في المدارس.

وأضاف: “العيل صائم في رمضان لازم أوفر له سحور وإفطار جيد، أزاي وسعر البيض واللحوم السكر والأرز والزيت والخضروات أصبحت الطاق 10 عن رمضان الماضي”، قررنا أنا وزوجتي التخلي عن الرفاهيات من الفوانيس والزينة رغم أنها فرحة “العيال”، وكذلك عزومات رمضان.

واختتم حديثه معنا، قائلا: ولكن لازم الحكومة تضع حل وتسيطر على الأسواق وجشع التجار الذين أصبحوا يستغلون الأزمة و يحتكرون السلع ويضعون أسعار بمزاجهم، فسعر كرتونة البيض في حي مصر الجديدة 120 جنيه رغم أنها في عين شمس بـ 100 جنيه، وكذلك التفاوت في أسعار جميع السلع والخضروات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى