الموقعتحقيقات وتقارير

«الحشاشين».. وخطيئة جماعة الإخوان القديمة.. تشابه أم تطابق؟

«باحثون»: حسن البنا استلهم من مؤسس الحشاشين فكرة بناء جماعة الإخوان

تقرير:محمود السوهاجي

فور عرض مسلسل «الحشاشين»، أطلق ناشطون وإعلاميون محسوبون على “الإخوان” حملة انتقادات حادة ضده.
ويرى البعض أن هذه الحملة تعكس إدراك “الإخوان” لأوجه التشابه بين جماعتهم و”الحشاشين”، ويرى البعض الآخر أن “الإخوان” يتحسسون من أي محاولة لكشف توظيف الدين لأغراض سياسية.

ويشارك في المسلسل عدد من الممثلين المصريين والعرب، من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، وإنتاج الشركة “المتحدة”.

واستغرق تصوير المسلسل عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان الماضي، لكن تم تأجيله ليُعرض هذا العام.

ويتناول المسلسل قصة «حسن الصباح»، مؤسس جماعة “الحشاشين” السرية في القرن الحادي عشر.

أطلق ناشطون وإعلاميون موالون لـ”الإخوان” حملة هجوم على المسلسل وصُناعه.

اتخذت الحملة أشكالاً مختلفة، منها: «اتهام المسلسل بـ”الإسقاط التاريخي” على “الإخوان، وتشبيههم بـ”الحشاشين”، وانتقاد اللغة المستخدمة في العمل وتكلفته المادية».

انتقادات إخوانية لمسلسل “الحشاشين”:

نشر الإعلامي محمد ناصر، المعروف بتأييده لـ”الإخوان المسلمين”، تدوينات وروابط لفيديوهات ينتقد فيها المسلسل.

اعتبر ناصر أن تكاليف المسلسل الكبيرة تجعله غير مبرر، وكان الأولى عدم إنتاجه.

نشر الإعلامي أسامة جاويش، المعروف أيضاً بتأييده لـ”الإخوان”، تدوينة ساخرة من المسلسل.

قوبلت تدوينة جاويش بانتقادات لاذعة من قبل العديد من المعلقين.

اعتبر المعلقون أن سخرية جاويش من المسلسل تعترف بوجود تشابه بين “الإخوان” و”الحشاشين”.

إسقاطاً سياسياً وفكرياً:

يُفسر الكاتب والباحث المتخصص في شؤون التنظيمات المتطرفة، أحمد بأن هجوم “الإخوان” على مسلسل “الحشاشين” بأنهم رأوا فيه إسقاطاً سياسياً وفكرياً عليهم.

ويوضح بأن “العديد من الجماعات مثل الإخوان تشعر بحساسية عالية تجاه أي محاولة للنقد”.

ويشير بان إلى وجود “تشابه لا تطابق” بين “الإخوان” وفرقة “الحشاشين” مع اختلاف السياقات التاريخية، لافتاً إلى أن الثقة المطلقة داخل “الحشاشين” أخطر بكثير منها في داخل “الإخوان”، إلا أن توظيف الدين في السياسة مسألة تتشاركها الجماعتان.

ويُضيف بأن أن تركيز المسلسل على نقد فكرة توظيف الدين في السياسة ربما كان أحد الأسباب التي تؤذي مشاعر أتباع الجماعات التي تعتمد في وجودها على استخدام الدين في السياسة، وأن أي هجوم على تلك الفكرة “يدفع تلك التنظيمات إلى الاستنفار، لأنه يضرب في جوهر وجودها على اختلاف أشكالها وجذورها الفكرية”.

وفي سياق متصل، ويشير الباحث المتخصص في شؤون التنظيمات المتطرفة، منير أديب، إلى وجود مساحات مشتركة كبيرة بين “الإخوان” و”الحشاشين”.

نرشح لك : تربون نعمة الأفوكاتو.. هل يعيد موضة السبعينات؟.. الموقع يوضح

ويُوضح أديب أن الحديث عن “الحشاشين” كجماعة استخدمت القتال بدعوى الجهاد، ووظفت الدين لخدمة أغراضها السياسية، “يحمل إسقاطاً مباشراً على جماعة الإخوان، التي استلهمت العديد من أفكار وأساليب الحشاشين في تاريخها التنظيمي”.

ويُضيف أديب أن حسن البنا، مؤسس جماعة “الإخوان”، استلهم من حسن الصباح، مؤسس جماعة “الحشاشين”، فكرة بناء الجماعة على الولاء المطلق من الأتباع لقائد الجماعة.

ويُؤكد أديب أن تلك البيعة تقوم في الجماعتين على “السمع والطاعة والثقة العمياء من الموالين لزعيم الجماعة”.
ويُؤكد هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن جميع التنظيمات المتطرفة تمتلك جهازًا ولجانًا متخصصة لتشويه الخصوم.

ويُوضح النجار أن هذه الأجهزة تهدف إلى التصفية المعنوية للخصوم، وذلك من خلال الحط من شأنهم وقدرهم وتقليل احترام الناس لهم، وتمهيد الطريق لتصفية الخصوم جسدياً من خلال خلق نوع من التسويغ والتبرير لعملية الاغتيال.

ويُشير النجار إلى أن هذه الممارسة تكررت بشكل كبير في تاريخ التنظيمات المتطرفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى