هلال وصليب

التنمر آفة اجتماعية حرمها الإسلام منذ 14 قرنا

دعت المنظمات الحقوقية من خلال الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى نبز التنمر وجعلت من مصطلح لا للتنمر بيئة خصبة للحوارات والمناقشات لكن في الحقيقة كان للدين الإسلامي السبق في معالجة هذه القضية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا

فلقد نهى الله تبارك وتعالى عن التنمر في عدة مواضع بالقرآن الكريم وذكرت الأحاديث النبوية الشريفة نهي رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عنه فالله عز وجل بعثه لنا ليتمم مكارم الأخلاق.
والحكم الشرعي في النهي بالقرآن الكريم بصيغة “لا تفعل” يبدأ بالكراهة اي ما نهي عنه هو أمر مكروه ليصل إلى التحريم اي انه حرام.
والتنمر هو الإساءة والإيذاء سواء جسدي او لفظي من قبل فرد أو أكثر نحو فرد ضعيف أو أكثر.
قال الله تبارك وتعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)” الحجرات
ومن هذه الآيات نجد أن الله عز وجل نهى المسلمين عن السخرية بينهم فلا يحل لمسلم أن يسخر من أخيه المسلم لفقره مثلا او لذنب ارتكبه وأكمل الله تبارك وعلا شأنه أنه لا يجوز أن تذكر أخاك بما يبغضه ويغضبه( ولا تلمزوا أنفسكم )
وفي قوله ( وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ ) اي ولا تداعوا بالألقاب فلقد نـزلت هذه الآية في قوم كانت لهم أسماء في الجاهلية فلما أسلموا نهوا أن يدعو بعضهم بعضا بما يكره من أسمائه التي كان يدعى بها في الجاهلية. كما قيل أيضا ان معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى نهى المسلم مناداة أخيه المسلم بما لا يرضاه مثل يا فاسق او يا كافر او يا منافق.
وأمرنا الله سبحانه وتعالى بالتوبة فور تلك الأفعال المنهي عنها لقوله:( وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
وحذرنا رب العزة من الهمز واللمز وتوعد بالعقاب الشديد في سورة الهمزة بقوله تعالى: “وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ”
وجاء بالقرآن الكريم ندم وحسرة من تنمر ونبز في دنياه غيره بقوله عز وجل في سورة الزمر : “أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ”
أما عن التنمر في الهدي النبوي الشريف فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: “حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا فقال: ما يسرني أني حكيت رجلًا وأن لي كذا وكذا، قالت: فقلت: يا رسول الله، إن صفية امرأة، وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمزج”
وفي موقف آخر بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه غير مقبول الاستهزاء بأحد فكان ابن مسعود رضي الله عنه يجتني سواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه ، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون؟ قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال: والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تحاسدوا، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا” ويشير إلى صدره ثلاث مرات “بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه” اي أن يكفي المسلم من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، وفي ذلك تعظيم لاحتقار المسلم اي انه شر عظيم، لو فعله فقط لكان كافيًا، فلا تحقر أحدا ، لا في خلقه ولا في ثيابه ولا في كلامه، ولا غير ذلك، فعليك أن تحترمه، وأما احتقاره فإنه حرام
واخيرا ما سبق يدل على تحريم احتقار المسلم تحت أي مسمى كالتنمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى