أراء ومقالاتالموقع

الإعلامي شريف بركات في أول مقالاته لـ”الموقع” يكتب بعنوان ” هامش حر” عن التعليم الجديد

لكل أب حلم أن يرى إبنه او إبنته أفضل منه في كل شيء
وتبدأ الرحله بالنسبه لكل أب مع بداية مرحله التعليم وإختيار المدارس فتحمله الاحلام والرغبات المشروعه

ليسجل إبنه او إبنته في أفضل المدارس في حدود الإمكانيات المتاحه فبالنسبة لي العام قبل الماضي الحقت إبني
“ياسين”  في واحده من المدارس الدوليه ذائعة الصيت
مرحلة رياض الاطفال kg1
والحق أقول اني استطعت بعناء ان أتحمل مصاريف السنه الدارسية وللفضول تابعت بنفسي كل التفاصيل المتعلقه بهذة المدرسة لارى هل تستحق هذة المصاريف ام لا؟ وللانصاف ، فقد نالت اعجابي
في النظام والادارة الحازمه وهي النقطه الاهم لنجاح اي منظومه ثم مستوى المدرسين العلمي والثقافي بالرغم من كونهم مدرسين لـ kg1  وإهتمامهم بإبني ومتابعته متابعه دقيقه وعلى مستوى اعلى لفت نظري متابعه مديرة المدرسة لجميع الفصول عن طريق الكاميرات !!
نعم المدرسة بالكامل فصول وردهات وفناء وملاعب مراقبة بالكاميرات!! فلا مجال للغش او التحايل او الكدب او الخطأ بنسبة كبيرة
الخلاصه انني كنت راضي ومقتنع بما انفقته ثم جاء العام الماضي لانتقل به الي kg2 رياض اطفال وذهبت بحماس شديد لاسئل عن المصاريف والتي كنت اعلم سلفا انها سوف تزيد بواقع ١٥ في الميه كما هو متبع ولكن المفاجئة انني وجدت ان المصاريف زادت لما يقرب من الضعف واقتربت من ١٠٠ الف جنيه تقريبا لتلميذ رياض اطفال في kg2 !!! اصابني احساس بالضيق ليس لعدم القدرة على الدفع فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ولكن منبع الضيق هو رغبتي واصراري في ان ينال ابني تعليم دولي محترم وافضل مما حصلت عليه انا من تعليم
بحثت في المدارس المشابهه لمدرسته لانصدم بارقام المصاريف المبالغ فيها ووجدت انها اعلى من مدرسة ابني في المصاريف او مثلها وظللت على حالة الضيق ايام حتى اقرر الغاء فكرة المدارس الدولية تماما لانه ببساطه لن استطيع مجاراة ارتفاع المصاريف بهذا الشكل الذي بدا لي تابع لهوى اصحاب المدارس اكثر منه قانوني!! ولكن قبل ان اصرف النظر تماما
ظهرت امامي بارقة امل وفرصة وهي تجربة المدارس “الحكومية الدولية ” واللتي قرأت عنها سريعا وقلت لنفسي ولما لأ ؟ قد تكون هذة الفرصة هيا المناسبة لي و لابني .. وبالفعل ذهبت لمقابلة المسؤولين في وزارة التربية والتعليم لاستيضاح الفكرة ، في الوزارة لفت نظري واعجابي شباب في مكتب الوزير و نائب الوزير يملكون الحماس والديناميكيه مسلحين بالعلم والحرص الشديد على انجاح التجربة اللتي لا تزال في البدايات واستماعهم لكافه الاراء ووجهات النظر ونقلها لرؤسائهم لاتخاذ قرارات سريعه فاعله..
وبدوري لم اضيع الوقت سحبت ملف ابني من مدرسة ال ١٠٠ الف جنيه مصاريف ووجهته لمدرسة دولية حكوميه ب ١٧ الف جنيه وتابعت عن كثب المدرسة الدولية الحكومية الوليدة
لاضع امام اولياء الامور المهتمين والمسؤولين وجهة نظري المتواضعه لعلها تكون مفيدة
اولا من حيث النظام، فالنظام الدولي واحد له اسس متعارف عليها في كل العالم فلا مجال للتشكيك في هذة التجربة من حيث الاسس والنظم المتبعه..
ثانيا مستوى المدرسين التعليمي والثقافي جيد
ربما ليس لديهم جميعا الخبرة في تدريس المنهج الدولي ولكن لديهم الحماس والرغبه في النجاح
ثالثا اعود لاكرر ليس بعين اعلامي او ناقد ولكن بعين اب مهتم الادارة ثم الادارة ثم الادارة اذا اردنا النهوض باي منظومه فعلينا بالاهتمام بالادارة والقيادة الحازمه لمدراء المدارس
فهيا وحدها جديرة بالارتقاء بمنظومه العمل داخل المدارس..
رابعا اتمنى مضاعفه خطة التوسع في انشاء مدارس دولية حكومية
بشكل اكبر واسرع على مستوى الجمهورية اكثر مما هو موجود حاليا وهو بدوره سيدفع بالارتقاء بمستوى المدرسين مهنيا ولغويا وماديا..
اخيرا..
أحسب أن فكرة المدارس الدولية الحكوميه كفكرة والتوسع في انشاءها من مميزات عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الملف لعدة اسباب:
اولا لانه اتاح فرصة التعليم الدولي بكافه مشتملاته ونظمه للطبقه المتوسطه والفوق متوسطه
ثانيا بمرور الوقت وانتشار هذة المدارس سيقضي على احتكار مافيا التعليم الدولي
وسيجبر الجميع على تخفيض المصاريف الدراسية المبالغ فيها وسيكون التنافس على جودة الخدمه هو سيد الموقف ..
ثالثا سيساهم بشكل كبير في ارتفاع المستوى المهني والمادي للمعلم نظرا لان هذة النوعية من المدارس لها مصاريف مرتفعه مقارنه بغيرها من المدارس الحكوميه
واعود لاكرر ان التجربة اكثر من رائعه تكتمل بالمثابرة والدعم والادارة الناجحه ولا مانع من الاستعانه بخبرات اصحاب المدارس الدولية الشرفاء الوطنيين في الاشراف او التدريب والتعاون مع وزارة التربية و التعليم
حفظ الله مصر قيادة وشعب جيلا بعد جيل ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى