أراء ومقالاتالموقع

الإذاعي طاهر أبوزيد يواصل كتابة “الحكاية” .. ترسيم الحدود ودول الجوار

دول الجوار هى حقيقة لا إختيار فيها ابدا كالاخ واخيه ، هل احداً منا إختار آباه  و هذه العلاقة لاتنتهى ابداً الا بزوال دولة ما وهذا شئ نادر الحدوث ،و دائما ما يكون لها إنعكاسات سلبيه وايجابية سواء كان على المستوى الاقتصادى أو الامنى أو حتى تبادل العلاقات فلدول الجوار آثار جيدة اذا كانت العلاقات بين الدولتين حسنة .

فمثلا نجد أن الحدود بين كندا والولايات المتحدة الامركية ساعد علئ تنشيط العلاقات الاقتصادية والسياسية والحضارية بينهما ،فقد ساهم عامل الجوار على سهولة الاتصال والتصدير من كندا الى الولايات المتحدة مما ساعد على اعمار اراضيها .
وبصورة عامة نجد انه كلما كثر عدد الدول المجاورة كلما زادت ظهور المشاكل بينها في أي وقت من الاوقات .

كما يظهر تاثير الجوار على العلاقات الدولية اذا كان هنالك تباين بين الدولتين من حيث القوة ،فاذا تجاورت دولتين احدهما اقوئ بكثير من الاخرئ ،هذا يعني علئ الاغلب خضوع الدولة الضعيفة للدولة القوية ، و في هذة الحالة قد تضطر الدولة الضعيفة الى تبنى سياسة خارجية تتفق مع سياسة جاراتها القوية ، اوانها تصبح عرضة لاطماع تلك الدولة واذاوقعت دولة ضعيفة بين دولتين قويتين متنافستسن او بين مجموعة من هذه الدول فقد يتطور وضعها و يتمثل بمفهوم (الدولة الحاجزة)أو (الدولة العازلة) .

الحدود بين الدول هي ظاهره سياسية يتفق عليها بين دولتين اواكثر من اجل تتحديد ملكية وسلطة وسيادة وقوانين دولة بالنسبة للدول التي تجاورها .

وتشمل الحدود بالاضافة الى سطح المساحة الارضيه الغلاف الجوي والمياه الاقليميه حسب الاعراف الدوليه التي عادة إما ان تكون باتفاقيه جماعية اورغبة انفرادية ودوليه، تتماشى مع متطلبات الامن القومي او المصالح الاقتصادية في ملكيه واستشمارالثروات الطبيعية الموجوده ضمن تلك المياة او الاقاليم او المدى الجوي.

ولكننا نجد في احيان كثيره ظهور الاطماع لدوله ما غير مجاوره للاقليم فى ثرواته الطبيعيه وعندئذ تحاول عدم الاعتراف بشرعيه الخط او الحد الفاصل بينها وبين جيرانها ، وعندها تظهر المشاكل والازمات التي قد تودي في احيان كثيرة الى نزاع مسلح . والحل دائما هو ترسيم الحدود .

وعليه يمكن القول بان الحدود السياسيه بين دول العالم هي ظاهرة بشريه بشكل اساسي وليست ظاهرة طبيعيه وذلك لان الانسان نفسه هو الذي يقوم بتخطيطها تبعا لمصالح إقتصاديه اوعسكريه.
وقد ظهر عبر تاريخ العالم السياسي مصطلح وهو التخوم وهي مناطق جغرافية ،(لانها ذات مساحة كبيرة)اي ان لها طولا وعرضا .

لذلك نجد ان سياسة ترسيم الحدود هى سياسة قديمة جديدة ، تلجأ اليها الدول فى حالة وجود خلاف على ارض معينه او ثروات متشابكة مع بعضها البعض منعا لوجود اى نوع من انواع الخلافات السياسيه او العسكرية او الاقتصادية ، وفى الحقيقة اغلب ترسيم الحدود بين كافة الاطراف هو سببه اما اقتصادى (وهو الاغلب ) او عسكرى لفرض الهيمنة والسيطرة ( وهو الاقل)
وخير مثال على ذلك ماحدث من ترسيم للحدود بي مصر واليونان وقبرص ، هذا الترسيم لم ياتى نتيجة عكسية لخلافات بين الدول . ولكن كان هدفة وضع النقاط على الحروف بين دول صديقة ،بينهم ثروات مشتركة ،تريد كل دولة استغلال ثرواتها دون ان تجور على جارتها لصالح شعوبها ونهضتها . وايضا لمنع اى دوله اخرى من استغلال ثرواتهم بدون وجه حق .
سياسة ترسيم الحدود حقا سياسة جديرة بالاحترام وخطوة على الطريق الصحيح لنهضة الشعوب والحفاظ على ثروات ومقدرات الوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى