اقتصاد

الأزمة السودانية تشعل سوق العقارات في مصر.. أرقام فلكية والملاك يهجرون المستأجرين المصريين لتسكين العرب

عانى سوق العقارات في مصر من حالة ركود غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية وزيادة التضخم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البناء بنسبة 300%.

ونتيجة لذلك، انخفض الطلب على التملك أو حتى إيجار الشقق السكنية، مما أجبر العاملين في البناء على ترك مهنتهم والعمل بأخرى.

لكن هذه الحالة بدأت تتغير في الآونة الأخيرة، بعد قدوم اللاجئين السودانيين إلى مصر هربًا من الصراع الدائر في بلادهم.

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الإيجارات في المناطق الشعبية والشعبية الراقية على حد سواء.

ففي المناطق الشعبية، ارتفع سعر الإيجار من 700 جنيه إلى 3 آلاف جنيه، وفي المناطق الراقية ارتفع من 10 آلاف جنيه إلى 18 ألف جنيه.
ويقول محمد ابن علي الخطاب، طالب سوداني يدرس في جامعة الأزهر، إنه كان يقيم في شقة في وسط القاهرة هو وزملائه، وبعدما قام بالبحث عن شقة لأسرته تكون مناسبة لإمكانياتهم، وجد السماسرة يرفعون سقف الإيجارات إلى حد غير معقول.

وأضاف الخطاب، إنه وبعد رحلة بحث عن شقة تناسب إمكانيات أسرته، وجد شقة في منطقة أرض اللواء بـ4 آلاف جنيه شهريًا، مقسمه “غرفتين وصالة ومطبخ وحمام”.

وأردف، أنه وشقيقه يعملان بأحد المطاعم بالجيزة حتى يساعدا أسرتهما في العيش ودفع الإيجار المرتفع.

ومن جانبه، يقول معتز نجم، مواطن سوداني، إنه غادر شقته في القاهرة بعد إصرار مالكة العقار على مضاعفة قيمة الإيجار ثلاث مرات، مستغلة في ذلك توافد اللاجئين السودانيين إلى مصر.

وأضاف، أنه جاء هو وزوجته وأطفاله الثلاثة إلى مصر بعد أسبوعين من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، واستقر في أحد المناطق شمال القاهرة، وكانت قيمة الإيجار الشهرية 2500 جنيه، وبعد توافد عدد كبير من السودانيين لمصر تعمد بعض أصحاب الشقق زيادة الإيجارات، وهو ما جعل صاحب الشقة يطالبه بزيادة قدرها 7500 جنيه.

وأضح أن صاحب العقار عندما علم بعدم القدرة في دفع القيمة الإيجارية العالية تعمد قطع المياه والإنترنت عن الشقة، وهو ما جعله يضطر إلى البحث عن مسكن أخر في منطقة الجيزة.

ويقول أحمد خطاب، سمسار عقارات بمنطقة بولاق الدكرور، إنه لا يوجد وحدات سكنية للإيجار في المنطقة بسبب السودانيين الذين توافدوا على المنطقة بكثرة.

وتابع خطاب: “كان متوسط الإيجار في الشهر للشقة لايزيد عن 900 جنيه والآن ارتفع إلى 5 آلاف وربما أكثر”.

وأردف سمسار العقارات، أن السودانيين يقبلون الإيجار بأي سعر، نظرًا لأنهم لا يملكون مسكن للإقامة فيه، والكثير منهم يعمل في المحال التجارية والشركات، لتغطية نفقاته.

ويقول جمال صادق، سمسار عقارات بمنطقة وسط البلد، إن أسعار الإيجارات زادت إلى حد غير معقول بعد مجيء السودانيين، ومعظمهم يحاولون الاستقرار في مصر هربا من ويلات الحرب الدائرة.

وحول إيجار الشقق بالمنطقة، يقول صادق، إن إيجار الشقة فى منيل الروضة من 8 آلاف جنيه إلى 9 آلاف جنيه بعد 5 آلاف جنيه، والمفروش تتراوح أسعاره ما بين 30 ألف جنيه إلى 40 ألفا للوحدات المطلة على النيل.

وأضاف السمسار، أن الشقق الداخلية وصلت الإيجارات بها ما بين 6 و10 آلاف جنيه، وأصحاب تلك الشقق يتمسكون بمبالغ كبيرة في الشهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى