غير مصنفمنوعات

الأجازة الزوجية.. هجران أم فك اشتباك؟

كتبت – سماح عادل

ظهر مصطلح “الإجازة الزوجية” للمرة الأولى عام 1999، في كتاب “الإجازة الزوجية: رحلة تعيدك إلى بيتك” (The Marriage Sabbatical: The Journey That Brings You Home)، للصحافية شيريل جارفيس.

وصفت جارفيس في كتابها خططًا مبتكرة اتبعتها 55 امرأة، خضن تجاربهن الفردية في اكتشاف ذواتهن، وشرحت كيف ساعدهن ذلك في إحياء علاقاتهن الزوجية بعد سنوات من الملل.

عرّفت جارفيس الإجازة الزوجية بأنها فترة زمنية محددة ومخطط لها، تترك فيها المرأة عالمها لممارسة هواية قديمة، أو استعادة علاقتها بصديقاتها، أو خوض مغامرة تحلم بها.

ويمتنع الزوجان خلال تلك الفترة عن اتخاذ قرار يخص علاقتهما، سواء بالاستمرار أو الطلاق، وهي بمثابة الهدنة بين الطرفين بهدف الإصلاح.

توصلت جارفيس إلى استنتاجات عدة؛ مثل أن النساء قد يتمنين العيش بمفردهن لفترة من الوقت، وأن الأحلام القديمة لم تمت بعد، لكن كان الاكتشاف الأوضح أن النساء لا يضعن أحلامهن ضمن أولوياتهن، وهو السبب الذي دفع جارفيس لتوجيه كتابها للنساء.

استمرار التواصل

لا ينصح بالإجازة الزوجية لمدة طويلة، فالهدف منها هو أن يشعر كل طرف بقيمة وأهمية الطرف الآخر في حياته، وليس الهدف منها الاعتياد على غياب شريك الحياة والتمهيد للانفصال.

تساعد الإجازة الزوجية في ملاحظة ما يخلّفه الغياب من لوعة وشوق وتأنيب للنفس، لكن ينبغي على الزوجين الاتفاق على التواصل المنتظم بما يرضيهما، ويتفق مع توقعاتهما، من أجل تبادل الأخبار، والاطمئنان على بعضهما بعضًا، وسماع كلمات تحفزهما على التفكير في كيفية إصلاح العلاقة.

أما إذا قرر الزوجان عدم الاتصال ببعضهما طوال فترة الإجازة، فسيزيد ذلك القرار من احتمالية انفصالهما نهائيًا، بعد اعتيادهما على حياة جديدة خالية من المسؤوليات، ولأن “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.

انفصال موقت

الإجازة الزوجية تعني أن يأخذ كلا الزوجين راحة من الآخر ويبتعد عنه فترة قد تطول أو تقصر، قد تكون بالابتعاد لمدة يوم كامل، وقد تصل فترة الإجازة إلى شهور.

هذا الانفصال المؤقت قد يثير مشاعر الفقدان وقلق الانفصال بين الزوجين، وبالتالي يثير مشاعر إيجابية تجاه الشريك الزوجي، إضافة لإثارة أفكار إيجابية وواقعية حول الزوج والحياة الزوجية وتحملها وتحمل مشكلاتها أثناء الانفصال أو بعده.

إذا كانت الإجازة بعد مشكلة أو شجار حاد، تأتي فائدتها في تهدئة النفوس وتخفيف درجة الغضب، مما يؤدي فيما بعد إلى بروز المشاعر الإيجابية تجاه الطرف الآخر والتفكير المنطقي بعيداً عن الغضب والألم والجروح واي مشاعر سلبية اخرى تودي الحياة الزوجية والاسرية.

أسبوع

خبراء في علم الاجتماع الأسري، لفتوا بدورهم لدراسة نشرت مؤخرا على أن الإجازة الزوجية، تساعد الأزواج على إعادة اكتشاف شخصية كل منهما للآخر، وتفجر في داخل كل منهما طاقات لم يكتشفاها من قبل.

واشترط الخبراء ألا تطول مدة الإجازة على أسبوع؛ حتى لا تزيد مشاعر الحرية لدى الزوجين، والتي يستحسنها الإنسان بعيداً عن الالتزامات اليومية، والواجبات التي لا تنتهي تجاه الآخر؛ فتضخم مشاعر الحرية المفاجئة ويصعب تقلصها بعد ذلك.

والإجازة الزوجية تخرج الإنسان من الأحاديث اليومية المعروفة داخل الأسرة الواحدة، وتنقله إلى أخرى مختلفة، تجدد حيويته الذهنية التي هو في أشد الحاجة إليها، وهذا لا يكون إلا بإجازة قصيرة يقضيها كل منهما مع الأهل والأصدقاء.

كما أنها تحد من مظاهر السلوك السلبي؛ لاجتماع الزوجين دائماً في مكان واحد أوقاتاً طويلة؛ هذا الأمر يولد مشاعر الملل والرغبة في الهروب منه ومن الشريك.

عيوب الإجازة الزوجية

على الرغم من فوائد ومميزات الإجازة الزوجية إلا أن لها بعض العيوب ولكنها تظهر فقط عند طول فترة الإجازة، ومن هذه العيوب:

عمل فجوة بين الزوجين.

الاعتياد على البعد.

زيادة فرص دخول الزوج في علاقات عاطفية جديدة.

زيادة فرص المشاحنات لاعتيادهما على البقاء بمفردهما فترة طويلة.

عدم الحصول على فوائد الإجازة الزوجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى