هلال وصليب

اتهم باطلا ورفض الترقية واتجه للدير وصار مطران لإيبارشية أبوتيج

السماء تختار رعايا شعبها قبل الأرض ..هذا الأمر حقيقة مطلقة فالله لايترك نفسه بلا شاهد فى كافة العصور ،امر لايصدقه العقل أن يتهم شخص بالاختلاس ويتغير مسار حياته بشكل كبير عقب ذلك ،ولكنه حدث بالفعل مع” ملاك الصعيد ” الأنبا اندراوس مطران إيبارشية أبوتيج وصدفا والغنايم  كما بلقبه شعب الإيبارشية .

ولد صبرى رزق سيدهم فى مدينة القاهرة فى 23 مايو 1946،وحاصل على بكالوريوس كلية التجارة من جامعة الإسكندرية عام 1968 ،عمل محاسبًا فى بنك الإسكندرية بدمنهور وأبو حمص قبل الرهبنة، وخدم بدمنهور واهتم بخدمة العمال بها.

وحدث أثناء قيامه بالعمل محاسب في البنك أنه قام بصرف شيك بمبلغ 40000 جنيه بدلا من 4000 جنيه ،و في اخر اليوم في الميزانيه اليوميه اكتشف عجز 36000 جنيها ،ونظرا لثقة مدير البنك فيه منحه فرصه للغد من أجل إحضار المبلغ لسد العجز .

أخذ صبرى يصلى طوال الليل أمام صورة السيدة العذراء مريم ، ذهب فى الصباح إلى البنك و كان يعلم انه سوف يتم التحقيق معه وبعرض على النيابة ،وكان فى انتظاره أمام باب البنك الساعة ،وأخبره بأن مدير البنك يريده ،فرد عليه قائلا : “أنا عارف ”

دخل صبرى إلى مكتب المدير وحدثت المفاجأة إذ وجد وجد الرجل الذي اخذ مبلغ 36000 و معه المبلغ و قال له :” انا هنا من الساعه 6 الصبح انا لم انام بالليل ستنا مريم كل ما انام تقولي ما تنمش قوم رجع الفلوس .

أراد المدير أن يكافئ صبرى وأصدر قرار بترقيته ولكن في نفس الوقت المحاسب قدم استقالته واتجه للدير ،وترهب بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى 23 مارس 1977 باسم الراهب أنجيلوس الأنبا بيشوي .

وحدث عقب نياحة الأنبا مرقس مطران ابوتيج و صدفا و طما و طهطا قرر مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث البطريرك 116 على كرسى مارمرقس تقسيم الإيبرشية إلى ثلاث ايبراشيات ،و حضر الاراخنه من كل ايبراشيه في الكاتدرائيه المرقسية بالعباسية ،وأختار البابا مع شعب طهطا الراهب حنانيا الانبا بيشوي ليصبح الانبا اشعياء أسقف طهطا ،واختار البابا مع شعب طما الراهب مينا الانبا بيشوي ليصبح المتنيح الانبا فام أسقف كما السابق .

وحدث أمر غريب حينما قرر البابا مع شعب ابوتيج و صدفا اختار أسقف للإيبارشية فحينما كان يتم اختيار راهب ما ويخرج من الدير تحدث عاصفه و تكرر الامر كثيرا وتسبب الأمر فى وضع البابا شنودةفى موقف محرج فالاراخنه موجودين و المرشح للاسقفيه غير موجود ،وحينها ادرك البابا شنوده ان الرب مختار شخص اخر للايبراشية .

وتصادف فى أحد الأيام تواجد الراهب أنجيلوس في مهمه بالقاهره، و كان سوف يرجع للدير وتسببت اشاره مرور فى عدم الالحاق بموعد الاوتوبيس و كان قريب من الكاتدرائيه

،وقرر الذهاب لنوال بركه البابا شنوده و والرجوع إلىمقر الدير ويعود فى اليوم التالى إلى الدير ولكنه لم يعلم بأنه سوف ينال بركة عظيمه .

وكان البابا شنودة الثالث قد قرر في نفسه ان اول راهب يدخل اليه سوف يسيمه اسقف على ابوتيج و صدفا  .

وبالفعل طلب الراهب أنجيلوس ان ينال بركه سيدنا البابا رفض تلميذ البابا إدخاله إلى البابا فى بداية الأمر بحجة أ مجتمع مع اراخنه ولكن الراهب قال له :” انا هاسلم عليه و امشي على طول ” .

وحينما دخل تلميذ البابا و قال له انه يوجد راهب يريد ان يأخذ بركته قال البابا شنوده ادخل الراهب ،وحينما دخل الراهب قال البابا شنوده للاراخنه هوذا ابونا انجيلوس الانبا بيشوي الراهب الذي اختاره الله ليكون اسقفا لكم ،وسيم أسقفًا لإيبارشية أبوتيج وصدفا فى 25 مايو 1980 باسم الأنبا اندراوس .

يعد نيافة الحبر الجليل الأنبا انطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى، أبرز التلاميذ الذين تتلمذوا على يد الأنبا اندراوس وصاروا آباء مباركين فى الكنيسة ،وشهد دير السيدة العذراء بجبل دير الجنادلة بالغنايم تحت رئاسته نهضة روحية وعمرانية ،كمل تنبأ بالبطريرك الحالي و قال له انت ستكون بطريرك وحدث بالفعل أن صار البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية .

منح قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لنيافة الحبر الجليل الأنبا أندراوس أسقف أبوتيج وصدفا والغنايم ورئيس دير السيدة العذراء مريم بدير الجنادلة رتبه “مطران” فى 25 نوفمبر 2018 ،وذلك بعد 36 عاما من سيامته أسقفًا لإيبارشية أبوتيج وصدفا والغنايم بمحافظة أسيوط.

و هذه قصه رهبنه و سيامة الأنبا اندراوس مطران ابوتيج وصدفا والغنايم الذى تغير مسار حياته من محاسب متهم بالتلاعب والاختلاس إلى “ملاك الصعيد ” الأنبا اندراوس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى