الموقعتحقيقات وتقارير

أين اختفت الطبقة الوسطى؟.. «الموقع» يفتح الملف

خبير اقتصاد: انحدارها دليل الخلل الاقتصادي للدولة

أستاذ علم الاجتماع: أنجبت جميع رؤساء مصر وضياعها دمار للمجتمع

كتبت- منار إبراهيم 

الطبقة الوسطى هي صمام الأمان في المجتمع المصري وأي مجتمع، وهى حراك المجتمع وعموده الفقري، ومصدر الابتكار والإنتاج، فزيادة حجمها دليل على سلامة المجتمع ورفاهية الدولة، لأن طموحها أكبر من واقعها، فهي الطبقة ذات السعي الدؤوب نحو العلم والجهد والموهبة والابتكار لتحقيق طموحها بشرط منحها الفرصة والثقة والحرية، حتى لا يتوقف المجتمع عن التغيير للأفضل.

لكن اختفت الطبقة الوسطى منذ تغولت الأسعار وانحدر التعليم وساد الفساد في التسعينيات وارتقى الأخرون في الوظائف العليا وحلت قيم العنف والبلطجة والدونية محل الذوق الرفيع والثقافة الراقية.. لماذا اختفت الطبقة الوسطي؟ «الموقع» يجيب في السطور التالية…

ففي البداية، تقول الدكتورة حنان رمسيس، الخبير الاقتصادي، إن الطبقة الوسطي هي السواد الأعظم في اقتصاديات الدول النامية وهي الأكثر مساهمة في النمو الاقتصادي، وبها يقاس قدرة الاقتصاد علي التحديات والسير قدمًا في التنمية الاقتصادية.

وأضافت “الخبير الاقتصادي” لـ «الموقع» أن الطبقة الوسطى هي القوة المدرة للدخل، والقوي المستهلكة الداعمة للتدفقات النقدية ودورة حياة النقود، فهي الطبقة التي يخرج منها الطبيب والمهندس والمدرس، أي أنها الطبقة المُدرة للقوي العاملة القادرة علي الإنتاج.

وأوضحت أن المشكلات الاقتصادية المتلاحقة التي مر المجتمع المصري، بدءًا تأثير من الأزمة المالية العالمية عام 2008، اعقبها احداث ثورة يناير، وتوالت الأحداث مرورا بأزمة جائحة كورونا وانتهاءً بالحرب الروسية الأوكرانية، جعل هذه الطبقة تواجه العديد من المشاكل الاقتصادية حتي أن فئة ليست بقليلة تحولت الي الطبقة الاقل.

وأشارت “رمسيس” إلى أن التضخم وانخفاض القوة الشرائية للجنيه، والارتفاع الغير مسيطر للسلع والخدمات خاصة أسعار المسكن والسلع الغذائية، هو عدو الطبقة الوسطى، فهذه الطبقة هي التي تتحمل أعباء الاصلاح الاقتصادي.

وتابعت هذا إلى جانب التعويم أي خفض قيمة العملة أمام سلة العملات العالمية وخاصة الدولار لأننا في دولة 70% من احتياجاتها مستوردة من الخارج، ويُعد سعر الاستيراد عائقا أمام قدرة تلك الطبقة علي تلبية احتياجاتها؛ لذا تلجأ إلى العديد من الحلول للحفاظ على مستوى المعيشة منها إيجاد وظيفة أخرى بجانب الوظيفة الاولي، محاولة الاستغناء عن وسائل الترفيه مثل الرحلات الصيفية.

وأشارت إلى أنه كلما زاد أعداد المنحدرين من الطبقة الوسطى للطبقة الدُنيا، كلما دل ذلك على وجود خلل اقتصادي في الدولة، وعليها التدخل السريع لحل تلك الأزمة حتي لا تفقد القوي الداعمة للنمو الاقتصادي والطبقة الأكثر إدرارًا للدخل والأعلى في معدلات الصرف.

نرشح لك : جودة عبد الخالق :حينما يفقد الجنيه 40٪ من قيمته في أول تعويم فهذا فساد وليس إصلاح

ولفتت إلى أن بعض الحلول المسكنة التي تتخذها الدولة، كضم تلك الأسر إلى منظومة الدعم ليس أمرًا مٌرضيًا لتلك الطبقة التي كانت علي بُعد أمتار من الطبقة العليا لولا الأعباء الاقتصادية الأخيرة.

ومن جانبها أوضح الدكتور جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع جامعة المنوفية، أن بداية التسعينيات هي بداية انتحار الطبقة الوسطى، لذلك كتب الدكتور رمزي زكى كتاباً بعنوان «وداعاً للطبقة الوسطى»، فقد انهارت الطبقة الوسطى منذ بداية التعامل مع صندوق النقد الدولي.

وتابع أن الطبقة الوسطى أصبحت تعانى من ارتفاع الأسعار، وتنهار اقتصادياً وتراجع معدل التعليم، رغم أنها صمام الأمان لأى مجتمع، وتستطيع أن تخلق شخصاً قادراً على العمل، والتحدي وله هدف يريد أن يحققه للمجتمع، عكس الطبقات الفقيرة الكادحة التي لم تتعلم وتعمل أي شيء، وكذا أبناء الطبقة الغنية لديهم كل شيء فليس لديهم هدف.

وأكد على أن أبناء هذه الطبقة أصبح يعملون بأي مهنة لمواجهة مقومات الحياة، بعدما صارت لا تستطيع أن توفى احتياجاتها، وفقدت الأمان والحلم الاجتماعي نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة، أدى كل ذلك إلى قلة دخل الأسرة ولجوء العديد من أبناء الطبقة الوسطى للعمل في مهن العمل كالنجارة والنقاشة والسباكة.

وأختتم حديثه قائلا: إن ضياع هذه الطبقة يعنى ضياع المجتمع بأكمله، لأن أبناء هذه الطبقة هم المثقفون وأستاذة الجامعة والمعلمون والأطباء وغيرهم، فهذه الطبقة أنتجت جميع رؤساء مصر وأشهرهم عبدالناصر والسادات ومبارك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى