أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب للموقع : قلب ع “الطوب الأحمر”

ما الذى حدث للقلوب وجعلها على هذا النحو من الغلظة والقسوة التى تفوق كثيراً قسوة قلوب “بنى إسرائيل” وهى التى من فرط قسوتها وصفها المولى عز وجل فى كتابه الكريم بأنها أشد قسوة من الحجارة.

فما أن كتبت الأسبوع الماضى عن “العصفور العاشق” حتى فوجئت بسيل من الرسائل تصلنى على “الخاص” وكانت الغالبية العظمى منها تتحدث عن تلك النوعية من البشر الذين “غرفتهم” الحياة وأفسدت قلوبهم ودفعت البعض منهم لتصرفات أقل ما يمكن أن توصف به أنها “قلة أصل” و”نكران للجميل” والحق يقال فإن ما وصلنى من تلك التعليقات جعلنى أفتش وأدقق النظر فى قلوب المحيطين بى فكانت الصدمة أننى لم أجد قلوباً نقية وصافية وصادقة باستثناء عدد قليل جداً من الأشخاص الذين لم تغيرهم الحياة ولم تتبدل أحوالهم للأسوأ ربما لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة.. الأمر الذى دفعنى لأن أتساءل : هل العيب فى أننى لم أحسن الإختيار أم أن قلة الأصل صفة متأصلة فى الكثير من الناس الذين لم يراعوا “الأصول” ولم يصونوا “العشرة” ولم يحافظوا على حق “العيش والملح”.

لقد أفسدت “قسوة القلوب” كل شئ نظيف فى حياتنا فضاعت المشاعر النبيلة وتاهت التصرفات الإنسانية ولم يعد للحب الحقيقى وجود وسط هذا الكم الهائل من لغة المصالح وتبادل المنفعة واللعب بـ”البيضة والحجر” .

واللافت للنظر أنك كلما التقيت شخصاً وحاولت -ولو لمجرد الفضفضة- الاقتراب منه تفاجأ وكأنك قد قمت بفتح “دمل” حيث تسيل “الشكوى” وتنهمر أحاسيس الحزن والبكاء على زمن ولى ولم يعد له وجود .. زمن جميل .. هو زمن النقاء والقلوب الصافية الصادقة .

هذا الموضوع دفعنى لأن أقوم بعملية تفتيش ذاتى للبحث عن أفضل وسيلة للاحتفاظ بمن بين أيدينا بالفعل من أصحاب القلوب البيضاء فقد اتعبنى وجع القلوب وارهقنى الشعور بخيبة الأمل فى هذا الشخص أو ذاك .. والحق يقال فإننى وبعد تفكير طويل توصلت إلى فكرة ربما تريحنى ولو بشكل مؤقت ،وهى أن أن أحاول البحث عن قلوب ما تزال تحت الإنشاء أو بمعنى أدق ع “الطوب الأحمر” وأتولى بنفسى تشطيبها بما يتواءم مع طبيعة شخصيتى وبالتالى أستطيع حماية نفسى من هؤلاء الذين لا يعرفون سوى قسوة القلوب وغلظتها .

ولكن كل ما أخشاه أننى بعد انتقاء تلك القلوب التى اتسلمها على الطوب الأحمر وانتهى من تشطيبها على أساس قوى من المشاعر النبيلة والأحاسيس الصادقة أفاجأ فيما بعد بتغييرها وتبدل أحوالها ، وبالتالى أجد نفسى مثل من يتحرك فى دائرة مغلقة .

وأنت .. وبعد قراءة هذا المقال .. هل فكرت يوماً ما وجربت حظك وقمت بالبحث عن قلوب تكون ع الطوب الأحمر لتتولى تشطيبها على مزاجك .

لو فعلت ذلك فإنك وبكل تأكيد سوف ترى العجب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى