الموقعتحقيقات وتقارير

أسعار الكتب تدخل.. الأوفر برايس

لغز الارتفاع الجنوني في أسعار الكتب الخارجية.. وسر «نوم الحكومة»

«الأدوات المكتبية»: زيادة التكلفة على المطابع ودور النشر هى السبب.. والتجار: إحنا مظلومين.. وأولياء الأمور: لمن استطاع إليها سبيلا

 

كتب – أحمد علي

أثارت أسعار الكتب الخارجية للعام الدراسي الجديد الكثير من الجدل خلال الساعات الأخيرة بعد ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه ووصلت نسبة الزيادة إلى 40% في معظم المواد، بينما ارتفعت بنسبة أكبر في مواد أخرى.

وانتشرت شكاوي المواطنين من ارتفاع الأسعار على مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل مكان، وطالبوا بضرورة تدخل الحكومة لضبط الأسعار وحل المشكلة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة حاليا، مع ضرورة وضع كتب مدرسية جيدة، تجعل الطالب يعتمد عليها بدلا من الكتب الخارجية.

وخلال جولة في المكتبات رصد “الموقع” أسعار الكتب الخارجية لهذا العام وجاءت كالتالي:

أسعار كتب المرحلة الابتدائية للشركات المختلفة تتراوح ما بين 70 و140 جنيها، وجاء كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي في الصدارة بـ 140 جنيها والدراسات الاجتماعية والرياضيات والعلوم بـ 130 جنيها.

أما أسعار كتب المرحلة الإعدادية فتتراوح ما بين 115 إلى 150 جنيها، ليأتي كتاب اللغة العربية والإنجليزية للصف الثالث الإعدادي في الصدارة بـ 150 جنيها والدراسات الاجتماعية بـ 125 جنيها والرياضيات والعلوم بـ 120 جنيها.

وأسعار كتب المرحلة الثانوية تراوحت ما بين 120 إلى 230 جنيها، ليأتي كتاب الرياضيات واللغة الإنجليزية للصف الثالث الثانوي في الصدارة بـ 230 جنيها، والكيمياء بـ 220 جنيها، والفيزياء بـ 210 جنيها.

وأكد عدد من التجار وأصحاب المكتبات في منطقة باب الشعرية والفجالة، خلال حديثهم مع “الموقع”، أن إلقاء اللوم عليهم في ارتفاع الأسعار اتهام باطل، لأن الكتب تأتي مكتوبا عليها أسعارها ولا نتدخل فيها.

نرشح لك: الكتب الخارجية وصلت لـ 600 جنيه.. شعبة الورق لـ«الموقع»: وقف استيراد الورق ضمن الأسباب والطن وصل إلى 35 ألف جنيه 

وأشاروا إلى أن الشركات المنتجة هى التي تتحكم في الأسعار كما تشاء وفقا للتكلفة أثناء عملية الإنتاج، والتاجر يبيع بالسعر المكتوب على الكتاب فقط، ولا يستطيع البيع بسعر أعلى من المدون عليه، ولذلك لا يجب إلقاء اللوم على التجار.

وأوضحوا أن العديد من المواطنين بدأوا في السؤال عن حقيقة أسعار الكتب الخارجية منذ انتشار أنباء وصولها إلى أرقام كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، مشيرين إلى أن الإقبال على الشراء حتى الآن متوسط، ولم يرتق إلى مستويات الأعوام الماضية.

فيما قال بركات صفا، عضو مجلس إدارة شعبة الأدوات المكتبية باتحاد الغرف التجارية، إن زيادة التكلفة على المطابع ودور النشر هى السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الكتب الخارجية.

وأضاف صفا، أن ارتفاع أسعار الورق والأحبار أدى إلى زيادة أسعار الكتب الخارجية بنسبة 40% هذا العام، مشيرا إلى أن المستوردين واجهوا صعوبات عديدة في استيراد مستلزمات الإنتاج والخامات، بسبب عدم توافر الدولار بالبنوك وارتفاع قيمته أمام الجنيه في السوق السوداء.

وأوضح عضو مجلس إدارة شعبة الأدوات المكتبية، أن معدل التضخم وصل إلى 40% وهذا الارتفاع يؤثر على أسعار الشحن والنقل وارتفاع أجور العاملين والكهرباء، قائلا، “للأسف الأدوات المكتبية لا تعتبر سلعة استراتيجية على رأس أولويات الاستيراد، ونحصل على دورنا كسلعة ترفيهية”.

وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار مستمر منذ الفصل الدراسي الثانية العام الماضي، موضحا أن الطلب على شراء الكتاب الخارجي مستمر طالما أن هناك انتشار للدروس الخصوصية، بسبب اعتماد المدرسين على الكتب الخارجية في شرح المناهج وليس الكتاب المدرسي.

يأتي ذلك في ظل شكوى عدد كبير من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أسواق شراء الأدوات الدراسية بسبب ارتفاع الأسعار هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، وأكدوا أن الدولة يجب أن تتدخل لحل هذه المشكلة، وتهتم أكثر بالكتاب المدرسي، لأنه لولا ضعف الكتاب المدرسي ما كان الطلاب يشترون الكتب الخارجية.

وقالت آمنة أحمد، ربة منزل، إن أسعار الكتب هذا العام مبالغ فيها ولن نستطيع شراءها لأولادنا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها جميعا، ولذلك لابد على الحكومة التدخل لحل هذه الأزمة.

وكتب حساب باسم المصري، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، “أسعار كتب المدارس بقت لمن استطاع إليها سبيلا .. هو ليه السادة المدرسين مبيعملوش مذكرات زي الأول ويبيعوها للعيال وأهو منها يسترزق ومنها نترحم من حق الكتب الخارجية”.

وطالبت أمل عزيز بمقاطعة الكتب الخارجية، قائلة “إيه الأرقام الخزعبليه دي قاطعوا الكتب الخارجية قاطعوا الدروس الخصوصية”.

فيما اتهم إيهاب البوب، الشركات المنتجة للكتب الخارجية بأنها مافيا، قائلا “لما يكون كتاب الثانوي الخارجي في الرياضيات بـ 850 جنيه تبقى دي مافيا .. الكتب الخارجية مش هتشتغل إلا لو كتاب الوزارة ناقص أو الامتحانات جزء منها بييجي من الكتب الخارجية دي ما الوزارة تعمل كتاب كويس وترحم الناس”.

في هذا السياق، وجهت الدكتورة حنان حسني يشار، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، سؤالًا برلمانيًا، إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، لتحويله إلى الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، حول أسباب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية في الأسواق.

وقالت النائبة، إنه قبل بداية كل عام دراسي تواجه الكثير من الأسر المصرية، مشكلة ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية وتكاليف المدارس الخاصة، في ظل ظروف اقتصادية لا تخفى على أحد نتيجة تداعيات الأزمات العالمية التي ألقت بظلالها على كل دول العالم.

وأضافت، “هذا العام نشهد ارتفاعاً كبيرًا وغير مسبوقًا في أسعار الكتب الخارجية والتي زادت 40% عن العام الماضي، وهو ما تسبب في حالة من الغضب والاستياء بين أولياء الأمور، حيث وصل سعر أحد الكتب الخاصة باللغة العربية لطلبة الثانوية العامة إلى 670 جنيهًا، وهو ما يزيد من الأعباء الواقعة على كاهل الأسر المصرية”.

وأوضحت عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن الكتب الخارجية وإن كان البعض يرى أنها تخضع للعرض والطلب إلا إنها أصبحت لا غنى عنها لأي طالب إذ يستعين بها في زيادة التحصيل وتقوية المهارات، ويعتمد عليها شريحة كبيرة من الطلاب في مصر.

وأشارت إلى أن بعض تجار التجزئة وأصحاب المكاتب يقومون برفع أسعار الكتب، ليحققوا العديد من المكاسب على حساب المواطنين، شأنهم شأن أقرانهم من تجار السلع والمواد الغذائية الذين يقومون برفع يومي غير مبرر في الأسعار.

وتساءلت عن أسباب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية في الأسواق لهذا العام مقارنةً بالأعوام الماضية؟، وما هو دور وزارة التربية والتعليم تجاه هذا الأمر؟، مطالبة الوزارة ألا تقف في موقف المتفرج، وتترك أولياء الأمور فريسةً لأصحاب المصالح الخاصة، كما ناشدت أولياء الأمور بعدم الاعتماد على الكتب الخارجية والتقليل من استخداماتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى