كتبت _ فاطمة عاهد
طفلة جميلة بملامح هادئة وابتسامة تشي بالكثير من الحب، تبلغ من العمر عامين، تعرضت لتنمر وانتقاد ممن حولها، لأنها مميزة بشعرها الأسود المختلط باللوان الأبيض عند غرتها، فتداول البعض صورها بشكل مهين، بينما دعمها البعض الأخر.
لم ترضخ والدتها للحديث السئ عنها وعن طفلتها، فقررت أن تنشر صورها مؤكدة على فخرها بلون شعرها المميز والفريد، وعقب ذلك نالت الكثير من الدعم لها ولطفلتها.
تاليتا يوسف عزيز، أم ثلاثنية، أرهقها التنمر الذي تعرضت له في صغرها بسبب انتشار اللون الأبيض في شعرها، خاصة في مرحلة الدراسة، وعندما وضعت طفلتها الأولى التي ورثت عنها شعرها قررت دعمها ضد كل من يحاول التقليل من شأنها والتنمر عليها.
تقول “تاليتا” في حديثها لـ”الموقع” إنها أنجبت في مستشفى صوفيا فيلدمان في البرازيل، وقررت أن تطلق على ابنتها اسم مايا عزيز، وأكدت أن “حملي لم يكن سهلاً حيث كنت أعاني من القيء المفرط وهو غثيان شديد خلال 27 أسبوعًا”.
وأوضحت أن ذلك لا علاقة له بحالة مايا قائلة “هذا لا يشير إلى حقيقة أن مايا ولدت مع الخط الأبيض في شعرها، إنها حالة وراثية في عائلتنا” بالإضافة لكونها ليست الوحيدة فكا من ” جدها، خالتها، وأبناء عمها، وأمها لديهم نفس الشعر الأبيض”.
وعن اسم الحالة الوراثية الخاصة بلون شعرهم الأبيض فأشارت إلى أنها تسمي “اللمع”، وهي حالة وراثية نادرة، تعرف باسم نقص التصبغ ويغلب اللون الأبيض على شعر المصاب بها، وادهش الأطباء والممرضات من خصلة شعرها البيضاء وعندما نظرت لها علمت بأمر وراثتها للون الخصلة مني.
وتشرح الوضع قائلة “لدينا حالة تسمى Piebaldism وهي اضطراب في إنتاج الميلانين (المادة التي تعطي لونًا للجلد والشعر). هذه الحالة لا تؤثر على صحتنا. فقط تعطي بعض الأجزاء البيضاء على أجسامنا وشعرنا”.
“ذاب قلبي” هكذا عبرت “تايتا عن أول ما شعرته عند رؤيتها لصغيرتها “كان قلبي مليئا بالحب! في البداية شعرت بالارتياح لرؤيتها طفلة بصحة جيدة. ولدت مايا بشعر كثير، وكانت أجمل طفلة رأيتها”.
وتتمنى “تاليتا” أن لا تتعرض ابنتها لما تعرضت له في صغرها حيث أشارت إلى أنها”عانيت من التنمر عندما كنت طفلة، كنت أخفي شعري الأبيض حتى لا يلاحظه أحد، اعتدت أن أرتدي ملابس طويلة في المدرسة، لم أقم بأي نشاط بدني مطلقًا لأن الزي كان قصيرًا وكنت أشعر بالخجل من البقع البيضاء، عندما كبرت، أدركت أنني تاليتا، أن كونك مختلفًا كان رائعًا، لست بحاجة إلى أن تكون مثل الجميع حتى يتم قبولك”.
تحاول أن تشرح لطفلتها سبب تميزها بذلك اللون قائلة “أظهر لمايا أنه في العالم لدينا أشخاص بألوان مختلفة وأنواع شعر وعينين وجلود مختلفة، كل شخص فريد من نوعه وهو مميز وقوي للغاية، الجمال في الاختلافات، أريها لها من نواح كثيرة.”.
وتضيف “على سبيل المثال لديها دمى بألوان مختلفة ، وشعر مختلف، بما في ذلك الدمى ذات الشعر مثلها، مع خيوط بيضاء، أعلمها أنه يجب احترام الجميع ومحبتهم بغض النظر عن خصائصهم، دمى مايا أرسم قلبًا لها لتعلم أن هذا هو ما نمتلكه جميعًا وهذا ما يهم”.
