الموقعتحقيقات وتقارير

من التحريم لحلم الثراء السريع.. «المستريح»: ظاهرة غزت مصر نتيجة فتاوى المتشددين

كتبت – نورهان أبوزيد

انتشر فى الفترة الأخيرة مصطلح «المستريح» ليعود من جديد ويتصدر التريند، وتتكرر الجرائم ما بين السرقة والنصب ونهب الملايين، وجاء آخرها قضية مصطفى البنك، الذى عُرف باسم “مستريّح أسوان”.

كان أحمد مصطفى، الشهير “بأحمد المستريّح” هو أول نصاب يُلقب بهذا اللقب، ففى عام 2015 بدأت حكاية المستريّح، كان «أحمد» رجل أعمال الذى اتُّهم بالنصب والاستيلاء على 30 مليون جنيه، ومن هنا أُطلق لقب “المستريّح” على كل مرتكبي أمثال هذه الجرائم من السرقة والنصب، أسوة بهذا الرجل.

ويعتمد «المستريّح» فى عمليات احتياله ونصبه على القرى الفقيرة بسبب حاجتهم إلى المال، ولكسب الكثير من المال، استغل “المستريّحين” الفقر والجهل الذى عاش فيه أصحاب هذه القرى.

ومن أشهر النصابين الذين ذاع صيتهن في وسائل الإعلام وتداول الرأي العام أخبارهم لفترة طويلة، وحفروا أسمائهم في الأذهان كرمز للنصب الريان، وريان البحيرة وياسمين المستريحة، وريان الغردقة وإكرامي الصباغ ومستريح المنيا وأخرهم وغيرهم من النصابين.

كما يتمتع النصاب بذكاء شديد في قدرته على إقناع ضحاياه عن طريق التسلل إلى عقولهم حتى يثقوا فيه ثقة تامة، حتى يستولى على عقولهم قبل أن يسرق أموالهم، ويستغل حاجة الناس إلى “الفائدة” تحت غطاء الفقر حتى يرمي ضحاياه بـ”تحويشة العمر” في بئر النصاب.. وما أن يمتلئ البئر وحانت الفرصة الذهبية للهروب يقفز من دائرة سكانية إلى أخرى ليجدد نشاطه مرة أخرى مع شخصيات مختلفة.

واشتهرت في السنوات الماضية كيانات موازية لمؤسسات الدولة الاقتصادية سميت بشركات توظيف الأموال وكبرت بشكل سريع مستغلة حاجة الناس وضعف فائدة البنوك بالإضافة إلى إغراءات ومزايا أخرى تمنحها لعملائها، ولكن سرعان ما يتم إغلاق الشركة وهروب صاحبها بأموال المودعين أو سجنه وترضية الكبار بالحصول على مستحقاتهم، والخسارة يتحملها فقط صغار المودعين الذين تتبخر أموالهم ولنا في شركات الريان والسعد والمستريح عبرة في ذلك.

ولكن لماذا يميل الناس لـ”المستريّح”؟

إن بداية ظاهرة المستريح التي أثارت جدلا واسعا في الشارع المصري طوال السنوات الماضية دينية بحتة، فقد كان يتعامل المصريون مع البنوك والبريد، حتى فترة السبعينيات، التي شهدت الظهور الطاغي للجماعات الدينية السياسية والاجتماعية، مثل الإخوان وأنصار السنة والجمعية الشرعية.

ومع ظهور هذا التيار في السبعينيات، ظهرت فكرة توظيف الأموال، لأنه كان يبني اقتصاد للدولة المصرية، أي بعيد عن البنوك والقانون، وكان لابد من بناء شركات توظيف أموال بشكل معلن وخفي.

وهل كانت فتاوي التيار الديني له أثر في ذلك؟

لقد كانت فتاوى التيار الديني الذي ظهر في السبعينيات ذات أثرا كبيرا، ولا أحد يجابه هذه الفتاوى، حتى المواطنين يستفتون دار الإفتاء التي تؤكد أن البنوك حرام.

ويعد الأصل في هذه الظاهرة ديني، وتحريم التعامل مع البنوك، ورغم أن البنوك تمنح فائدة، إلا أن بعض المواطنين لا يتعاملون معها، بسبب التحريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى