ملابس البالة.. سُترة الغلابة أمام نار الأسعار «خاص الموقع»

مواطنون: الأسعار مناسبة والملابس جودتها عالية

صناعة الملابس الجاهزة: تراجع الجنيه أمام الدولار كلمة السر

التصديري للملابس الجاهزة: 30% زيادة عن العام الماضي بسبب مستلزمات الإنتاج

تقرير:محمود السوهاجي

داخل سوق وكالة البلح، المواطنين يترجلون ببطء شديد، يترقبون الأسعار المُعلنة على الملابس بنظرات الحسرة، 25% زيادة في الأسعار مقارنة بالعام الماضي.

«رضينا بالهم.. والهم مرضيش بينا».. مثل شعبي شهير، كان لسان حال الكثير من المواطنين في سوق وكالة البالح الأشهر لتجارة الملابس البالة، الكائن على بعد أمتار من محطة مترو جمال عبدالناصر، بوسط القاهرة.

أسباب عديدة تكمن وراء ارتفاع أسعار الملابس المستعملة هذا العام، أهمها تراجع الجنيه أمام الدولار، وارتفاع أسعار الخامات، وزيادة أجور العمال، وارتفاع الإيجارات وتكلفة الكهرباء.

رصد «الموقع» انتشار الملابس المستعملة، وبأسعار متفاوتة تبدأ من 20 جنيهًا، وحتى 650 جنيه حسب المنتج وجودته، ويشهد السوق إقبالًا كبيرًا من الباحثين عن أعلى خامات الملابس بأقل الأسعار.

أسباب زيادة أسعار الملابس

وحول أسباب إرتفاع أسعار الملابس، قالت مارى لويس، رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، إنّ أسعار الملابس الشتوية في مصر شهدت ارتفاعًا ملحوظًا هذا الموسم مقارنة بأسعار الشتاء في العام الماضي، حيث زادت بنسبة تتراوح بين 25 و30%.

وأضافت «لويس» أنّ أسباب الزيادة ترجع إلى ارتفاع أسعار خامات ومستلزمات الإنتاج، مثل الأقمشة والإكسسوارات، وكذلك ارتفاع أسعار الشحن وتكلفة الإنتاج، مشيرة إلى أنّ ارتفاع أسعار الملابس الشتوية سيطال جميع الفئات، من النساء والرجال والأطفال، دون استثناء.

وأوضح أنّ ارتفاع أسعار الجمارك وأسعار الطاقة أيضًا ساهم في ارتفاع أسعار الملابس الشتوية، حيث اضطرت المصانع إلى تحميل هذه التكلفة على المنتج النهائي، مؤكدة أنّ ارتفاع أسعار الملابس الشتوية سيؤثر سلبًا على قدرة المواطنين على شرائها، خاصةً الأسر محدودة الدخل.

تراجع الجنيه أمام الدولار

وفي سياق متصل، قال محمد عبدالسلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية باتحاد الصناعات المصرية، إنّ أسباب الزيادة في الأسعار هذا العام يرجع إلى سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج، مما أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج.

وتوقع «عبدالسلام»، تراجع معدلات شراء الملابس الشتوية لهذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار، والذي سيؤثر بدوره على إقبال المواطنين مع تراجع القوة الشرائية بشكل كبير، ما قد يخلق حالة من الركود في الأسواق المصرية.

مواطنون يروون مأساتهم

وأدى ارتفاع أسعار الملابس إلى تراجع قدرة المواطنين على شرائها، خاصةً الأسر محدودة الدخل، ونتيجة لذلك، لجأ بعض المواطنين إلى شراء الملابس المستعملة من وكالة البلح.

شيماء عادل أحمد، (35 عامًا)، موظفة في إحدى الشركات الخاصة، قالت إنها اضطرت إلى شراء الملابس المستعملة من وكالة البلح، بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجديدة.

«أسعار الملابس الجديدة لا تتناسب مع إمكانياتي المادية».. تستكمل «شيماء» حديثها، وقالت إنها مجبرة على شراء الملابس المستعملة، والتي أجد فيها ما يلبي احتياجاتي بأسعار مناسبة.

نرشح لك : المتحدث باسم هيئة مترو الأنفاق في حواره مع «الموقع»: زيادة سعر التذكرة قرار مؤجل منذ عامين

التقطت أطراف الحديث، سعاد محمد، (40 عامًا)، ربة منزل، قائلة، إنها تحرص على شراء الملابس المستعملة من وكالة البلح منذ سنوات، لأنها توفر لها ما تحتاجه من ملابس بأسعار مناسبة.

وتابعت: «الملابس المستعملة في وكالة البلح جيدة الجودة، ويمكنني إيجاد ما يلبي احتياجاتي من جميع الفئات العمرية، وكما أنها مناسبة للميزانية المحدودة».

يقول السيد أحمد، (٢٣ عامًا)، طالب جامعي، إنه يفضل شراء الملابس المستعملة من وكالة البلح، لأنها توفر له ما يحتاجه من ملابس عصرية بأسعار مناسبة، مضيفا: «الملابس المستعملة في وكالة البلح جيدة الجودة، ويمكنني إيجاد ما يلبي احتياجاتي من جميع العلامات التجارية العالمية كما أنها مناسبة للميزانية المحدودة».

حديث التجار

ومن جانبه، قال الحاج محمد عبد الرحمن ، صاحب محل ملابس بالوكالة، إن إقبال الزبائن ملحوظ جدًا منذ بداية الموسم الشتوي، وهناك من يشترى لنفسه وآخرين لأطفالهم لإدخال الفرحة عليهم بملابس جديدة وبأسعار متواضعة.

وأضاف ممدوح أن الأسعار فى وكالة البلح فى متناول الجميع، والأهم أنها ملجأ الغلابة للحصول على كسوة الصيف والشتاء دون عناء أو تكبد المزيد من المال نتيجة ارتفاع أسعار الملابس داخل المحلات التجارية.

وأوضح أن أسعار الملابس الشتوية الشعبية بالوكالة تتراوح ما بين 100 جنيهًا إلى 550 جنيهًا حسب القطعة.

وأضاف ممدوح أن زبائن الوكالة ليسوا جميعًا من الطبقة الفقيرة، ولكن كثيرين من ميسورى الحال يتجهون للوكالة لأن بها ملابس تناسب كل الأذواق وكل المستويات الاجتماعية.

وقال: «وكالة البلح هي وجهة كل من يبحث عن ملابس جديدة وبأسعار مناسبة، مهما كانت إمكانياته المادية».