الموقعتحقيقات وتقارير

«مصايف لا يدخلها الفقراء»: مارينا وهاسيندا و مراسي والعلمين و الجونة للي معاه..وبلطيم وجمصة ورأس البر لباقي الشعب

>>«خضر»: زمان لم نكن نسمع عن مصيف البسطاء وآخر للمقتدرين

>> هناك شواطىء مجانية تعاني من الإهمال وتحيط بها الصخور وأكوام القمامة

>> اللجوء للسباحة في النيل والترع أصبح بديلا للأهالي في المحافظات لغلاء الأسعار

>> 500 جنيه في الليلة للشقق العادية..و2000 في الغرفة الفندقية

>> جمصة ورأس البر وبلطيم وبورسعيد والإسماعيلية قبلة البسطاء

>>«فايد»: مسميات المصايف لن تنتهي..وكل بحسب قدراته وإمكانياته المالية

كتبت – آلاء شيحة

لسنوات طويلة ظلت الشواطىء والبحار عشق وملاذا للترفيه والتسلية لدى الكثير، «واللي معاه يدفع ويتبسط»، هذا المثل الشهير ينطبق حاليا على حال أغلب المصايف وأوضاع معظم الفئات عند قدوم فصل الصيف، حيث يكون التفكير في قضاء الإجازة والذهاب إلى المصايف، مع غلاء الأسعار الذي طال الشواطئ وإيجارات الشقق حلما يصعب تحقيقه على الكثير…
وانقسمت الشواطئ والمدن الساحلية بين مصايف للأغنياء فقط، وأخرى للغلابة، وأصبحت بعض أماكن المصايف تقتصر على فئة معينة بأسلوب حياة مختلف يعكس مظاهر الثراء المنتشرة، في تناقض واضح مع أوضاع ملايين الأسر من طبقات محدودي الدخل والمتوسطة التي تئن تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة.

• السباحة في النيل والترع

يقول حسن مهيب موظف حكومي، إن اللجوء للسباحة في النيل والترع أصبح ملاذًا للأهالي في المحافظات، وبديلاً عن المصايف بالمحافظات الساحلية لغلاء أسعارها بالإضافة إلى الهروب من ارتفاع درجات الحرارة، مُضيفاً أن المصايف الشعبية مثل رأس البر وبلطيم وجمصه أو بعض الشواطئ المفتوحة في الإسكندرية، وهناك آخرون يسافرون في رحلات اليوم الواحد إلى الإسكندرية أو فايد بمحافظة الإسماعيلية التي كانت تستقبل الفئة البسيطة أصبحت صعبة المنال حالياً، بسبب ارتفاع التكاليف.

بينما أكدت جميلة عارف، ربة بيت على أن ليس كل الأسر لديهم القدرة على دفع رسوم شواطئ أو حجز شاليها بقرى سياحية ولذلك نطالب بتوفير شواطئ تكون مجانية ومفتوحة ونظيفة في متناول المواطن البسيط، بنفس مستوى مصايف الساحل ومارينا وهاسيندا ومراسي.

ويرى علي عمر موظف قطاع خاص، أن أسلوب قضاء إجازة الصيف تكشف أن الفجوة بين طريقة قضاء غير القادرين والقادرين في مصر تتسع حالياً بصورة غير مسبوقة وتكاد تصل إلى حد الجنون، وهذا ما يؤثر في مشاعر محدودي الدخل وأسرهم، ولفت إلى أن بين مُصيفي بلطيم ومُصيفي مارينا هناك فئة ثالثة من المصريين لا تعرف معنى السفر لقضاء الإجازة، فالصيف لقطاع كبير من الأكثر فقراً يعني الجلوس على الكباري المنتشرة على كورنيش النيل حيث يتناول الجميع ساندويتشات أحضروها معهم من منزلهم.

• 500 جنيه في الليلة

وتُبين أروى الجُهري طالبة جامعية، أنه من خلال تصفحها للإنترنت قُامت بتجميع أسعار بعض المصايف ومُقارنتها بالأعوام السابقة، إذ أخبرتها صديقتها كيف قضت عطلة صيفية بأسعار مرتفعة، وأوضحت أنه بداية من الوجهة السياحية المفضلة للجميع الاسكندرية فلا تبدو الأسعار الآن مناسبة لمحدودي الدخل، إذ تتراوح أسعار إيجار الشقق في مناطق مختلفة بالمدينة بين 400 إلى 500 جنيه لليوم الواحد، وتزداد الأسعار كلما اقتربت من الشاطئ، في حين تراوح أسعار الغرفة الفندقية بين 800 و2500 جنيه في الليلة الواحدة.

• مسميات حديثة

الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تقول إن الفروق الشاسعة بين تلك المصايف «مصيف البسطاء ومصيف المقتدرين»، لم نكن نسمع عن هذه المسميات مُنذ فترة، لافتة إلى أن بعض العائلات تذهب إلى الأماكن الساحلية حسب قدرات وإمكانيات كل عائلة، وتوجد المصايف التي يمكن للطبقة المتوسطة الذهاب إليها، وتلك التي لا يستطيع دخولها سوى القادرين.

وأضافت، خلال حديثها لـ«الموقع»، أنه تم تقسيم بعض المصايف طبقًا لمستويات ونوعية المصطافين والقرى السياحية بها، وجودة الشواطىء وحمام السباحة، وحتى نوعيات المأكولات والمطاعم، موضحة أن هناك مصايف كانت قديماً متاحة للجميع ولكن الآن الكافيهات والكازينوهات هي التي احتلت الشواطيء التي كانت مفتوحة وبدون رسوم أي مجانية، لذا أصبح هناك دفع رسوم أياً كان قدره، مبينة أن شواطئ عدة بعضها مفتوح مجاناً للمواطنين، أو بأسعار زهيدة مقابل خدمة الكراسي والمظلات، بينما تحافظ غالبية الشواطئ على طابعها الاستثماري، فتفرض رسوماً على دخول الأفراد وعلى أي خدمات أخرى.

• إهمال شواطئ الفقراء

وتابعت، أنه في ظل الظروف الاقتصادية لابد أن يكون هناك اهتمام بالمصايف للبسطاء أو غير القادرين، للحد من الفجوة والصراع الطبقي، والتي لن يتم حلها إلا بتحسين حقيقي لمستويات الدخل والاهتمام بأماكن الترفيه والمصيف بأسعار في متناول الغالبية، وعدم اقتصار المصيف على طبقة محدودة.

وأوضحت، أن هناك شواطىء مجانية إلا أنها ما زالت تعاني من الإهمال، إذ تحيط بها الصخور والحجارة وأكوام القمامة من كل جانب، فلا يستطيع الكثيرون الاقتراب من المياه، وأكثر ما يصلون إليه هو رؤية البحر والنظر إليه، بالإضافة لعدم وجود دورات مياه نظيفة للاستحمام وتغيير الملابس، فلابد النظر إليها والاهتمام بها هي من أبسط الحقوق لدى فئات محدودي الدخل، مُقارنة بشواطئ أخرى نظيفة لفئات معينة.

• مصيف كل سنتين

الدكتورة سوسن فايد أستاذة علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تقول إن المقارنة بين مصايف البسطاء والقادرين لن تنتهي، ولكن فرص الترفيه والمصيف تكون مُتاحة بدرجات مختلفة وخدمات متعددة لفئات متراوحة كل بحسب قدراته.

وأضافت خلال حديثها لـ«الموقع»، أن مُسميات المصايف كل عام وخاصة في الآونة الأخيرة أصبحت توليفة متشابكة من الطبقات القادرة والفئات بين المتوسطة وما دونها، لافتة إلى أن المصيف سواء لمحدودي الدخل أو الفئة القادرة ينحصر في ماء وهواء وبحر وشمس، ولكن باختلاف طبيعة المكان والمستويات الاجتماعية، وكلٌ يختار الطريقة والإمكانيات المناسبة لظروفه.

• يعرفون وجهتهم

وتابعت، أن البسطاء يعرفون وجهتهم فيختارون حسب إمكانياتهم، بدءاً من الإسكندرية وجمصة ورأس البر وبلطيم وبورسعيد والإسماعيلية الذين يتوافدون بالملايين على الشواطئ التي لا يعرفون سواها، موضحة أنه يوجد منها الشواطئ الشعبية المفتوحة في مقابل جنيهات قليلة هي غاية و منى وكل أمل ملايين الأسر، وحتى هذه الغاية كثيراً تتعثر أو تتعطل أو تتقلص فيتحول المصيف السنوي مصيف كل سنتين أو ثلاث أو يوم والعودة آخر النهار، أو يتم إلغاؤه والاكتفاء بالتنزه في الحدائق والاقتصار على الزيارات وما شابه ذلك أو عدم الخروج من المنزل والاستمتاع بأبسط الأشياء وممارسة الهوايات المتعددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى