أراء ومقالاتالموقع

محمد كمال يكتب لـ«الموقع»: إلى أبو حمالات.. سيدات الصعيد جواهر

«ضافر» سيدة في الصعيد برقبة هيما.. لحظة استيقاظها فجراً لتسعى برقبة وحمالات هيما.. انت لا تعرفهن يا هيما.. تعالى أحدثك يا ابن عيسى

بقى شيء ماسخ وملوش طعم خلال الفترة الأخيرة لما إعلامي يلاقي الدنيا انفضت من حوله ومحدش بيتفرج عليه ومش بيحقق مشاهدات تلاقيه يصنع حالة جدلية أو يتنمر على فئة من فئات المجتمع لإحداث حالة من البلبلة وفريقان مختلفان حول طرحه.

أخص بالذكر هنا سيدات الصعيد.. شريفات البلد.. عفيفات المظهر.. سليلات الحسب والنسب.. كريمات الأصل والفصل.. لا أجد تبريراً لمن يخوضون في هوانم الصعيد وذكرهن بما ليس فيهن غير إحداث حالة من إثارة البلبلة فحينما يجد الواحد منهم نفسه خاويا.. فارغ الفكره.. تافه المضمون.. يخوض في شريفات البلد بذكر أشياء غير حقيقية.. ووصف لا يليق.. فلا هم عاشوا هناك.. ولا بذلوا مجهودا كي يعرفون الحقيقة.

رغم أنهن بعيدا عن أضواء الإعلام، في أعماق صعيد مصر، حماة المبادئ والقيم والأعراف، يجاهدن في دورهن المقدس، تربية وتنشئة وإدارة للبيوت، يعملن في صمت وإنكار للذات، يقدسن الاحتشام والستر ومكارم الأخلاق.. وبدلا من أن يمتدح الإعلام خصالهن الفريدة، ليعمم تجاربهن المحترمة، إلا انه اعتاد على التعريض والتنمر بهن.

الحكاية قديمة جديدة.. فمنذ تنمر رئيس الوزراء هشام قنديل المقال علي طريقة الرضاعة والنظافة الشخصية، مرورا بتنمر تيمور السبكي وتامر أمين، ووصولا لأراء المفكر الذي أصبح مفتيا في كل الأمور.. العارف بتفاصيل الأمور.. الأستاذ براهيم وادعائه أن جداتنا وسيداتنا وأمهاتنا في الصعيد كن في الستينات والسبعينات يرتدين الميكروجيب والميني جيب والكات، وهذه موضة الدنيا في تلك الأيام – بحسب ادعائه ومحاولة ضرب أمثلة الخلاعة على نساء الصعيدات وكأن البيه لا يعلم ولا يعي أن «النسوان في بلادنا جواهر» منذ خلق الله الأرض وصعيدها.

نساء الصعيد العفيفات

يا سيد العارفين وجهبز العالمين، لك أن تعرف أن نسائنا لم يجارين الموضة ولا يعرفن عنها شيئا، ولم يَمِلن يوماً للتبرج أو السفور في القول والفعل أو الشكل والمضمون.. لم نجد سيدة من صعيدات مصر قديما أو حديثا تسير بملابس قصيرة أو عارية كاشفة فتقاليدنا تحكمهن، ومبادئنا تمنعهن، ودينهم المعتدل يرفض ذلك، وكان من الممكن ضرب المثل بسكان العاصمة مثلا كمجتمع مزدحم مفتوح، أما ان يلصق المايوه وما شابهه بنساء الصعيد فهذا تجاوز لا سند له، لأنهن العفيفات الشريفات الملتزمات وإن تعري الكل وحتى على الشواطئ فلهن الحشمة والوقار.

ولأن لكل مثل مضرب يدلل به عليه، فكان على ابراهيم أن ينتقي مضربا للمثل في التحرر وحرية التصرف، أما أنه لم يجد مضربا لمثله غير نسوة الصعيد، فهذا انحراف فكري، وانجراف دعائي.. وتنمر أخلاقي، غرضه البلبله والإثارة.. والتعريض بشريحة كل شعارها الحشمة والوقار، وكان عليه أن يتحري الدقة ويصدق القول ويبحث بدقة.

لا أجد وصفا لما عرضه الأستاذ إبراهيم سواء التنمر ولا أجد غرضا غير ااتعريض والسبا والقذف لينضم إلى طابور الخائضين في أعراض الشريفات الممسكات على تلابيب تربيتهن ومبادئهن.

هن يا مولانا العارف أحرص ما يكن علي تحري مبادي الحشمة والالتزام أما تبريره بوجود التيار الديني المتشدد، أو تفرقته بين الدين والتدين، فكان لديه مساحات فكريه كبيره ينتقي منها أمثاله ويبعد تقديسا، وإحتراما، عن شكل وزي وعادات نساء الصعيد وفتياته وألا ينصب نفسه مؤرخا او داعيا وهو ليس كذلك.

أخيرا أقول لك.. إن الصعيد وأهله ونسائه وفتياته سياج أخلاقي وقانون عرفي ومبادئ تتوارث، حتى أصبحن مضرب المثل في الاحتشام والالتزام وحسن التربية والتنشئة واللاتي أفرزن خيرة شباب وفتيات الوطن من ذوي الاخلاق والأعراف والمبادئ كفانا تعريضا وتنمرا وإساءة وعذرا سيدات الصعيد وهوانمه وكريماته.. أكثر الله من أمثالكن طليعة المتمسكين بكل تصرف وزي محترم ساتر وأصيل ولكن في القلب وفوق الرأس مكان ومكانة.. تب واستقم واستغفر .. عسى الرحمن ان يرحمك .. ويرحم ابوك واللي جابك !

إقرأ أيضا: عمر النجار يكتب لـ«الموقع».. «إبراهيم عيسى» يُناقض نفسه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى